إعلان

"أطباء بلا حدود" تنقل معاناة اللاجئين في مخيم موريا باليونان

12:20 م الجمعة 28 سبتمبر 2018

ارشيفية

كتبت – إيمان محمود
تشهد منظّمة أطبّاء بلا حدود الطبيّة الإنسانيّة حالة طوارئ صحيّة ونفسيّة غير مسبوقة بين أوساط الرجال والنساء وبالأخصّ الأطفال المُحتجزين جميعًا في مخيم موريا في ليسبوس في اليونان.
وتدعو المنظّمة إلى الإجلاء الطارئ للمحتاجين، وبالأخص الأطفال، إلى مآوى آمنة في البر اليوناني بشكل أساسي وداخل الاتحاد الأوروبي.
وأدّت سياسة احتواء طالبي اللجوء على الجزر اليونانية إلى احتجاز أكثر من 9,000 شخص، ثلثهم من الأطفال، إلى أجل غير مسمى في مخيم موريا الذي تبلغ قدرته الاستيعابية القصوى 3,100 شخص.
وتُعاين طواقم المنظمة كل أسبوع الكثير من المراهقين الذين حاولوا الانتحار أو إلحاق الأذى بأنفسهم، وتستجيب إلى الكثير من الحوادث الخطيرة الناجمة عن العنف وإلحاق الأطفال الأذى بأنفسهم وانعدام فرص الحصول على الرعاية الطبيّة الطارئة، وتُسلّط الضوء على الثغرات الكبيرة في حماية الأطفال والأفراد الأكثر حاجة.
ولاحظت طواقم المنظّمة، بين فبراير، ويونيو، من هذا العام في مجموعة من الأنشطة النفسيّة للأطفال (بين 6-18 سنةً)، أنّ حوالى ربع الأطفال (18 من أصل 74) ألحقوا الأذى بأنفسهم أو حاولوا الانتحار أو فكّروا في الانتحار. ويعاني الأطفال المرضى الآخرون من الخرس الاختياري ونوبات الذعر والقلق والانفجارات العدوانية والكوابيس المستمرة.
وفي هذا السياق يقول المنسّق الطبّي في اليونان، الدكتور ديكلان باري: "يأتي هؤلاء الأطفال من بلدان في حالة حرب حيث اختبروا عنف وصدمات حادّة للغاية. وعوضًا عن تلقي الرعاية والحماية في أوروبا، يختبرون الخوف المستمر والإجهاد وحوادث عنف إضافية تشمل العنف الجنسي".
ويُضيف قائلًا: "علاوةً على ذلك، يعيش اللاجئون في بيئة غير آمنة وغير صحية، ونتيجةً لذلك، نرى الكثير من حالات الإسهال المتكرّر والالتهابات الجلدية لدى الأطفال من جميع الأعمار. ونظرًا لهذا المستوى من الاكتظاظ والظروف غير الصحيّة، فإنّ خطر تفشي الأمراض مرتفع للغاية".
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال أول الأسبوعَين من شهر سبتمبر وحده، وصل أكثر من 1,500 شخصٍ إلى ليسبوس، ومع غياب أي مساحة متبقية، ينامون الآن من دون مأوى ومن دون طعام كافٍ وفرصهم محدودة في الحصول على الرعاية الطبيّة.
وعالجت المنظّمة الكثير من الأطفال الذين وجد المستشفى أنّهم بحاجة إلى الرعاية في أثينا، ولكن بسبب الافتقار إلى أماكن الإقامة في اليونان، لا يستطيع هؤلاء الأطفال الحصول على الرعاية، ويُجبرون بالتالي على العيش في بيئة تتدهور فيها حالتهم الطبيّة والنفسيّة.
وتقول رئيسة بعثة منظمة أطبّاء بلا حدود في اليونان لويز رولاند-غوسلين: "إنّه العام الثالث الذي تدعو فيه المنظّمة السلطات اليونانية والاتحاد الأوروبي إلى تحمّل مسؤولية إخفاقاتهم الجماعية ووضع حلول مستدامة لتفادي هذا الوضع الكارثي".
وتُردف قائلةً: "حان الوقت لإجلاء الأفراد الأكثر حاجة فورًا إلى مآوى آمنة في البلدان الأوروبية الأخرى وإيقاف هذه الدوامة اللامتناهية من الاحتقان الطارئ والظروف الرهيبة التي نشهد عليها في موريا. حان الوقت لإنهاء الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا".
وتعمل منظّمة أطبّاء بلا حدود خارج مخيم موريا مع التركيز على طبّ الأطفال والصحة النفسيّة للقاصرين والصحة الجنسيّة والإنجابيّة منذ أواخر عام 2017. كما تدير المنظّمة عيادة للصحة النفسيّة في ميتيليني منذ أكتوبر 2016.

فيديو قد يعجبك: