إعلان

نادية مراد: الفوز بجائزة نوبل للسلام يعني العمل

08:21 م الثلاثاء 09 أكتوبر 2018

نادية مراد

واشنطن (د ب أ)

كانت نادية مراد، الناشطة من الأقلية الأيزيدية المضطهدة التي استعبدها عناصر تنظيم داعش جنسياً، تخطط لمراسم زفافها بين ارتباطاتها لإلقاء كلمات والاجتماعات مع شخصيات شهيرة مثل بيل جيتس المعني بالعمل الإنساني، عندما دق جرس الهاتف.

وقالت وقد تحول صوتها إلى ضحكة متوترة، وخطيبها ومترجمها، عابد شمدين، يقف إلى جانبها بطريقة تدل على الحنو، "لقد كنا نخطط (للزفاف) ولكن بعد ذلك جاءت جائزة نوبل"

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت لجنة جائزة نوبل للسلام منح جائزة هذا العام إلى دينيس موكويجي، وهو طبيب يعمل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومراد، "لجهودهما لإنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب والصراع المسلح."

وقالت مراد، 25 عاما، إنه سيتم تعليق حفل الزفاف على أن يقام في وقت لاحق. وقد ارتدت الناشطة المتواضعة الحائزة على جائزة نوبل حذاء رياضيا وسروالا جينز في أول مقابلاتها مع الصحافة منذ إعلان فوزها بالجائزة.

وكشفت هي وشمدين مؤخراً عن خطبتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لأن لهما حضورا نشطا. ورحب أنصارهما في العراق وغيرهم بالأخبار بحرارة، بعد المحنة التي مرت بها مراد.

وتنتمي نادية مراد إلى الطائفة الأيزيدية التي تعرضت عام 2014 لسلسلة من الهجمات الوحشية من جانب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي ينظر إلى هذه الطائفة باعتبارها ملحدة.

ومازال الآلاف من أبناء هذه الطائفة في عداد المفقودين، ومن بينهم كثير من النساء والأطفال الذين مازالوا محتجزين حتى الآن لدى المتشددين.

وقد تم اكتشاف عدد من المقابر الجماعية منذ أن تم طرد تنظيم داعش من قبل القوات الكردية والعراقية والأمريكية.

وعندما تم الاستيلاء على بلدتها كوجو، كان العديد من أفراد عائلتها من بين مئات السكان المحليين الذين قُتلوا على الفور، في حين تم بيعها لاستعبادها جنسيا، قبل أن تتمكن من الفرار بعد ثلاثة أشهر مروعة.

وقالت إنها ما زالت تتلقى مكالمات هاتفية من نساء تم احتجازهن، موضحة أن أعضاء تنظيم داعش، الذين يفرون من القوات الأمريكية والعراقية والكردية، يتطلعون إلى بيع النساء اليزيديين من أجل تمويل هروبهم.

ومنحت ألمانيا مراد حق اللجوء بعد أن غادرت العراق وهي لا تزال ترى البلاد وطنها، رغم أنها انتقلت إلى الولايات المتحدة لتكون أقرب إلى شمدين. وهو أيضا من الطائفة الأيزيدية وعمل سابقا كمترجم للجيش الأمريكي في العراق حتى عام 2010.

ومع ذلك، فإنها تشعر بالقلق من أن عددًا من الأيزيديين يتم رفضهم من جانب ألمانيا. في العام الماضي، توقف مشروع يهدف إلى جلب 500 إيزيدي إلى منطقة ساكسونيا السفلى في آخر لحظة.

وقالت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في واشنطن "انهم يفرون من الاضطهاد. منازلهم دمرت ويتم استهدافهم. ولهذا السبب يغادرون وطنهم ويأتون الى اوروبا وخاصة الى المانيا ولكن يتم حرمانهم من اللجوء."

وتابعت: "نأمل أن يتغير ذلك وأن يتم قبول الأيزيديين كطالبي لجوء".

وقد التقت مرتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي فتحت بلدها للاجئين في عام 2015 على الرغم من المعارضة الداخلية.

وأضافت مراد "في كلتا المناسبتين، ذكرت أن الأيزيديين يجب أن يكونوا حالة خاصة، لأنهم واجهوا إبادة جماعية، إنهم يفرون من الاضطهاد. يجب معاملتهم بشكل مختلف".

فيديو قد يعجبك: