تباين أداء الأسهم الجديدة في البورصة المصرية خلال 2025.. وخبراء يفسرون الأسباب
كتب : أمنية عاصم
البورصة المصرية
شهدت الأسهم التي تم طرحها وإدراجها خلال العام الجاري بالبورصة المصرية تباينًا ملحوظًا في أدائها منذ بدء التداول عليها، إذ حافظ سهم فاليو على نمو استثنائي وصل إلى نحو 919.48% منذ بداية تواجده بالبورصة، فيما حقق سهم جو جرين للاستثمار الزراعي هبوطًا بنحو 26% – يعد الشركتين السابقتين تم إدراجهم بشكل مباشر- ، بينما تراجع سهم بنيان بنحو 25.20 %، في حين سجل سهم الوطنية للطباعة ارتفاعًا محدودًا بنسبة 1.31%. – يعد الشركتين السابقين طرح عام أولي-.
وشهد سهم جو جرين للاستثمار الزراعي تراجعًا بنسبة 26% منذ إدراجه بالبورصة المصرية، ليسجل سعر السهم 1.31 جنيه سعر الفتح بداية جلسة اليوم الاثنين مقارنة بـ 1.77 جنيه سعر الفتح بدء التداول على السهم بالبورصة المصرية الموافق 9 فبراير 2025.
وحقق سهم شركة يو للتمويل الاستهلاكي " فاليو" نموًا بـ 919.48% منذ إدراجه بالبورصة المصرية، ليسجل سعر السهم 7.85 جنيه سعر الفتح بداية جلسة اليوم الاثنين مقارنة بـ 77 قرشًا سعر الفتح بدء التداول على السهم بالبورصة المصرية الموافق 23 يونيو 2025.
وشهد سهم شركة بنيان للتنمية والتجارة تراجعًا بنسبة 19.35 % منذ إدراجه في البورصة، ليسجل سعر السهم 4 جنيه سعر الفتح اليوم الخميس مقارنة بـ 4.96 جنيه سعر الفتح بدء التداول على السهم بالبورصة المصرية الموافق 22 يوليو 2025.
وسجل سهم شركة "الوطنية للطباعة" ارتفاعًا بنحو 2.82% منذ إدراجه بالبورصة، ليسجل سعر السهم 21.85 جنيه سعر الفتح اليوم الخميس مقارنة بـ 21.25 سعر الفتح بدء التداول على السهم بالبورصة المصرية الموافق 5 أغسطس 2025.
ويرى مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، أن المقارنة بين أداء هذه الطروحات قد تكون صعبة، نظرًا لاختلاف الظروف والقطاعات التي تنتمي إليها، موضحًا أن هناك عدة عوامل مؤثرة أهمها "حالة السوق" نفسها.
وفسر كلامة قائلًا : " هل السوق المحلي يشهد جاذبية حالة زخم في عمليات البيع الشراء خلال الفترة الحالية أم لا ؟"، مضيفًا أن الذي نستشفه حاليًا أن السوق المحلي إلى الآن يتحرك في نطاق عرضي وسط حالة من التذبذب وعدم وضوح الرؤية.
وأشار إلى أن العامل الثانى الذي لابد أن ننظر له يتمثل في "طبيعة الطروحات" فبعضها لم يكن طرحًا بالمعنى الكامل- يقصد به طرح فاليو وجو جرين- وإنما إدراج مباشر، وهو ما يختلف تمامًا عن الطروحات الأخرى أى طرح شركة بنيان وشركة الوطنية للطباعة.
ويذكر أنه تم إدراج أسهم ڤاليو للتداول في البورصة المصرية عبر توزيع أسهم على مساهمي مجموعة إي اف چي القابضة، والتي خصصت 20.488% من رأس مال ڤاليو لمساهميها، مع تحديد تاريخ الاستحقاق في 12 يونيو2025، بعد أن وافقت الجمعية العامة العادية لمجموعة إي اف چي القابضة على استخدام مبلغ 335,322,346 جنيه من الأرباح المحتجزة القابلة للتوزيع.
ويذكر أنه تم إدراج أسهم جو جرين للتداول في البورصة المصرية بدون طرح الأسهم فى طرح عام أو خاص بالبورصة، نظرًا لاستيفاء الشركة للحد الأدنى لنسبة الأسهم المراد طرحها، حيث تبلغ نسبة الأسهم حرة التداول 11.4%، وعدد المساهمين والبالغ 340 مساهما، ويمتلك المساهم الرئيسى-طه عبد المولى- بالشركة نحو 88.6% يتوزع بينه وبين المجموعة المرتبطة.
وتابع شفيع، أن العامل الآخر الذي لابد من التطرق له عن المقارنة بين أداء الأسهم يتمثل في "اختلاف القطاعات" إذ تنتمي بنيان إلى قطاع الاستثمار العقاري بموديل جديد قد لا يجذب المستثمرين في الوقت الحالي، بينما تعمل الوطنية للطباعة في قطاع الورق والطباعة، وفاليو تتبع المجموعة المالية هيرميس في مجال الخدمات المالية غير المصرفية، وهو ما يمنحها زخمًا إضافيًا.
وأننا لا نستطيع أن نغفل أيضًا عامل آخر مؤثر يتمثل في نسبة التداول الحر المطروحة من كل شركة؛ نظرًا لأنه تأثر على أداء السهم؛ وفق رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون.
وتابع شفيع أن جميع تلك المتغيرات السابق تستطيع أن توضح سبب تباين أداء الأسهم الأربعة منذ الإدراج إلى وقتنا الحالي.
وذكر أن تراجع سهم بنيان بنسبة 25% يُعزى إلى عدة أسباب، منها أن نموذج أعمال الشركة ما زال جديدًا على السوق المصري، إضافة إلى أن نتائج أعمالها الأخيرة لم تكن الأفضل، فضلًا عن أن نشاط الاستثمار العقاري قد لا يلقى نفس جاذبية شركات التطوير العقاري التقليدية لدى المستثمرين.
واتفق معه إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم للاستثمارات المالية، حول أن التباين في أداء الأسهم المطروحة بالبورصة خلال العام الجاري يعد أمرًا طبيعيًا، نظرًا لاختلاف طبيعة كل طرح والقطاع الذي تنتمي إليه الشركة.
وأشار إلى أن سهم بنيان تراجع بنحو 25% منذ الطرح جاء نتيجة أن نموذج عمل الشركة يختلف عن الشركات العقارية التقليدية، إذ يشبه صناديق الاستثمار العقاري التي تشتري العقارات وتعيد تأجيرها، وهو نموذج جديد على السوق المصري، ما جعله محل شكوك لدى بعض المستثمرين بشأن قدرته على تحقيق نمو مستدام في الأرباح.
وأضاف النمر أن تقييم "بنيان" عند الطرح لم يكن جذابًا بما يكفي، حيث اعتبر المستثمرون أن السعر "مرتفع نسبيًا"، خاصة مع غياب شركات مماثلة يمكن مقارنتها بها في السوق، وهو ما ساهم في ضغوط بيعية على السهم.
أما بالنسبة لسهم الوطنية للطباعة، وأوضح النمر أن الطرح تم بخصم من السعر العادل – يعنى أنه تم البيع للمستثمرين بسعر أقل من السعر العادل الذي حدده التقييم المالي-، ما ساعد على استقرار السهم نسبيًا وصعوده بقرابة 2% فقط منذ الطرح.
ولفت النمر، إلى أن فيما يتعلق بسعر طرح سهم " فاليو" لم يكن هناك سعر اكتتاب، موضحًا أن 77 قرشًا يعد السعر المرجعي للبورصة؛ نظرًا لعدم وجود تداول سابق للسهم لذلك تم الاعتماد على القيمة الدفترية كأساس للتسعير، مضيفًا أن السعر المحدد لا يعد القيمة العادلة للسهم.
وأكد أن أى طرح يعد اضافة للسوق المحلي إلا أن ما ينظر له فيما بعد "هل تلك الشركة ستعد إضافة نوعية للسوق – أى شركة قوية لديها ميزة تنافسية - أم ستعد طرح إضافي فقط للبورصة؟".
اقرأ أيضًا:
هل يتجاوز المؤشر الرئيسي للبورصة مستوياته القياسية بنهاية عام 2025؟
بزيادة 20% في 4 أشهر.. صندوق أزيموت للذهب يتخطى 1.8 مليار جنيه بدعم زيادة الأسعار عالميا
شريف سامي: خفض الفائدة الأمريكية يقلل تكلفة طرح السندات المصرية بالأسواق الدولية