السقوط الأخير.. مأساة داخل أسانسير عقار في النزهة
كتب : محمد شعبان
حادث مصعد - أرشيفية
في مساء عادي بشارع المشير أحمد إسماعيل التابع لقسم شرطة النزهة، دوى صراخ مفاجئ اخترق سكون المنطقة.
صرخات خرجت من داخل عقار مكوّن من سبعة طوابق، كانت كافية لتجعل الجيران يهرعون إلى الخارج، لا يعرفون ما الذي حدث، إلا أن الحقيقة التي تكشفت لاحقًا كانت مأساوية.
البلاغ الذي وصل إلى غرفة العمليات حمل عنوانًا مختصرًا لكنه ثقيل المعنى: "سقوط من مرتفع داخل أسانسير.. وعدد من المصابين."
على الفور، انتقلت سيارات الإسعاف وقوة من قسم الشرطة إلى 8 شارع المشير أحمد إسماعيل. عند الوصول، كانت حالة الارتباك تسيطر على المكان. بعض السكان يقفون في صدمة، وآخرون يحاولون تقديم المساعدة وسط ارتباك واضح.
داخل بئر المصعد، كان المشهد صادمًا، آثار دماء على الأرض المعدنية، وبقايا حديد متهالك، وصوت أحد العمال يردد بارتباك: "الأسانسير كان بيتصلح.. وفجأة الحبل اتقطع".
المعاينة المبدئية كشفت أن الحادث وقع أثناء وجود ثلاثة أشخاص داخل كابينة المصعد، يُرجح أنهم كانوا في طريقهم من أحد الطوابق العلوية، قبل أن ينهار النظام الداعم للأسانسير ويسقط بشكل مفاجئ من ارتفاع غير معلوم، داخل البئر الممتد حتى الطابق الأرضي.
النتيجة كانت مأساوية: وفاة شخص واحد في الحال، وإصابة اثنين آخرين بإصابات خطيرة. المصابان تم نقلهما على وجه السرعة إلى مستشفى هليوبوليس لتلقي العلاج، بينما نُقلت الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
النيابة العامة بدأت في إجراء المعاينة الفنية للعقار وللمصعد، لمعرفة سبب الحادث وهل كان هناك إهمال في الصيانة أو خلل فني تسبب في الكارثة.
في تلك اللحظات، تجمّع الأهالي أمام مدخل العقار، وجوههم ممتزجة بين الحزن والخوف، بينما ظلت سيارة الإسعاف واقفة بإنذارها الأحمر، تومض في صمت وكأنها تحكي وحدها ما حدث في الداخل.
ومع انتهاء أعمال المعاينة، أغلقت الشرطة بئر المصعد مؤقتًا لحين صدور تقرير اللجنة الفنية، وسط دعوات الأهالي للضحايا بالرحمة والنجاة للمصابين.