إعلان

"حفيدتك ماتت ورايحين يرموها".. حكاية تعذيب طفلة بماء نار على يد أبيها بأوسيم

02:50 م الثلاثاء 24 نوفمبر 2020

الطفلة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

"بنت بنتك ماتت وكلفتوها ورايحين يرموها".. كلمات قاسية يشيب لها الولدان وتقشعر لها الأبدان وقعت كصاعقة على الجدة عواطف. انخلع قلبها خوفا على حفيدتها. قصدت نقطة الشرطة لتكتشف الطامة الكبرى.

منذ 6 سنوات، تزوجت "زينب" من سائق يدعى "أحمد يحيى". استقر الزوجان في شقة بمنطقة البراجيل مركز أوسيم، شمال الجيزة.

بمرور السنوات، رُزق الزوجان بطفلة تدعى (سما 5 سنوات). بحثت الزوجة عن تربية طفلتها في بيئة مناسبة.

حاولت قدر المستطاع تحمل صعاب الحياة وغلاء الأسعار لكن ما حدث بعد السنة الثالثة للزواج لم يكن في استطاعتها تحمله.

تزامنا مع وضع "زينب" لمولودتها الثانية، اتجه رب الأسرة إلى تجارة المواد المخدرة فبات هدفا دائما لرجال الشرطة.

"الحكومة كل يوم والتاني تيجي البيت وتقلب الدنيا على جوزي" تقول "زينب" إنها عانت الأمرين بدءا من مشاكل زوجية متكررة تلتها هروب زوجها مع بحث الشرطة عنه.

تحدثت زينب مع والدتها "الحاجة عواطف" تشكو سوء الأحوال ومطاردة الشرطة لزوجها لتخبرها الأم "إحنا مش بتوع مشاكل.. تعالي اقعدي عندي".

40 يوما على ولادة الطفلة "ساندي" تركت بعدها "زينب" منزل الزوجية. استقرت في منزل عائلتها بحثا عن استقرار وأمان فقدتهما بشقة البراجيل.

في أحد الأيام، استغل "أحمد" تواجد حماته في عملها وتوجه إلى حيث تقيم زوجته. طالبها بالعودة معه واستكمال حياتهما سويا لكن الأخيرة رفضت.

مع رفض الزوجة للعودة، قرر الزوج اصطحاب طفلتيه للإقامة معه الأمر الذي عارضته زوجته في بادئ الأمر.

اتصلت الزوجة بوالدتها تروي لها ما حدث فجاء رد الأم "ادهمله دا أبوهم برده ومش هيستحملهم".

لم تمر سوى شهرين حتى تحققت نبوءة الجدة. اتصلت عمتها تخبرهم "ساندي أبوها رماها من فوق البيت.. إلحقوها بتموت".

أسرعت الجدة ووالدة الطفلة وشقيقها "20 سنة" إلى شقة البراجيل فقابلهم الزوج بتهديد ووعيد مشهرا سلاحا أبيض "محدش هياخد عيالي مني.. اللي هييجي هدبحه".

بعد الاطمئنان على سلامة "ساندي" غادرت أسرة الزوجة عائدين إلى المنزل قبل أن تتجدد المأساة.

مساء الإثنين الماضي، تلقت الجدة اتصالا من أحد الجيران أخبرتها "بنت بنتك ماتت وكلفتوها ورايحين يرموها".

لم تتردد الحاجة عواطف في الاستغاثة برجال الشرطة. حررت محضرا بنقطة شرطة البراجيل وقدمت لهم المكالمة التي تلقتها للتو.

تحرك سريع من رجال الشرطة بقيادة الرائد وليد كمال رئيس النقطة، لكن دون العثور على الطفلة بمنزل أبيها.

عم الطفلة نفى موتها مؤكدا "البنت عايشة عندها سخونية ومراتي اخدتها تكشف عليها".

اصطحبت الشرطة العم إلى النقطة في انتظار عودة زوجته رفقة الطفلة "ساندي" ذات الثلاث سنوات ونصف.

صدمة أصابت الحضور بذهول ممزوج بالحسرة لدى رفع الجدة غطاء الرأس عن حفيدتها. تبين تعرضها لحرق بفروة الرأس من الدرجة الثالثة، حسب تقرير طبي صادر عن مستشفى أوسيم المركزي.

تصف الجدة حالة حفيدتها "مية النار نازلة على ودانها.. وكل حتة في جسمها بتوجعها" لافتة إلى حالة الغضب الشديدة التي كان عليها الضباط من هول الواقعة لاسيما تبرير العم الوهمي للإصابة "تعورية بتولد ووسعت".

بدوره، قال محمد عبد العليم "محامي متطوع" حاضر مع الطفلة ووالدتها إنه على مدار عدة أيام، استهدفت الشرطة بقيادة الرائد محمد مجدي رئيس مباحث أوسيم، المتهم لضبطه وتقديمه للعدالة بموجب أمر ضبط وإحضار صادر من النيابة العامة.

مع تضييق الشرطة الخناق على الأب -المشكو في حقه- لجأ إلى تهديد زوجته وأسرتها بالإيذاء حال عدم تنازلها عن المحضر قبل أن يتبع أسلوبا آخر.

ورد اتصال للجدة أخبرها المتحدث "حفيدتك قدام البيت" إذ أرسل الأب طفلته الكبرى "سما" كوسيلة ضغط على الزوجة وإقناعها بالتنازل عن البلاغ.

وناشدت الجدة وأم الطفلة الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط الأب صاحب الـ30 سنة وتقديمه للعدالة "عايزين حقها.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب".

فيديو قد يعجبك: