إعلان

"لو متجوزتنيش هخليها تحصله".. حكاية عامين من الحرام في جريمة الزوجة والعشيق

12:09 ص الجمعة 02 نوفمبر 2018

المتهمين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد شعبان:

وسط المقابر، جلس "عم إبراهيم" يعد كوبًا من الشاي يؤنس وحدته، إلا أن صوت (سارينة) الشرطة جعله يهرع إلى الخارج، لكنه لم يكد يصل حتى وجد رجال المباحث يطالبونه بإرشادهم عن مكان دفن أحد الأشخاص "فين يا بني قبر (إمام) اللي اتدفن من شهر؟".

في حفل زفاف بسيط حضره الأهل والجيران منذ 5 سنوات، عُقد قران "إمام" على "حنان" التي تصغره بأربع سنوات، وانتقلا للإقامة في عش الزوجية بقرية أبورجوان قبلي بمركز البدرشين في محافظة الجيزة، ليرزقا بطفلة تحول معها اهتمام رب الأسرة بمولودته.

فرح العامل البسيط بطفلته، راح يعمل ليل نهار "باليومية" لتلبية احتياجات الوافد الجديد للأسرة، ليحدث زوجته دائما: "لو أطول أجيب لها لبن العصفور مش هتأخر.. ربنا يحفظها وأشوفها عروسة"، دون أن يدري بأن أمله لن يتحقق.

يخرج صاحب الـ38 عامًا في الصباح الباكر قاصدًا مزرعة لجمع محصولها أو عقار تحت الإنشاء للمشاركة في أعمال المعمار مع رفيق الدرب "عماد" الذي اعتاد اصطحابه معه في أي فرصة عمل، ويعودان سويا لاحتساء الشاي بعد عناء يوم شاق.

طوال عامين متتاليين، توطدت علاقة الصديقين خاصة مع تردد "عماد" على منزل صديقه الذي ينادي على زوجته "حنان" لتحضر "براد الشاي" دون ثمة شك في "رفيق الدرب" بأن يخترق حُرمة أهل بيته.

صباح يوم السادس عشر من سبتمبر الماضي، اتصل "إمام" بصديقه "عماد" طالبه بالحضور سريعا للتوجه إلى مزرعة للعمل في جمع المحصول "فيها لقمة عيش حلوة.. بيوتنا أولى بيها يا صاحبي". ومع نهاية يوم العمل، طالب "إمام" صديقه بالذهاب إلى المنزل- كعادتهما- ليطالبه الأخير بالتوجه أولا، وأنه سيلحقه.

جلس الصديقان بالصالة، وطلب "إمام" من زوجته إعداد كوب من النسكافيه له وآخر من الشاي لصديقه، وما فرغ الأول من شربه حتى دخل في سبات عميق لم يستفق منه للأبد.

في اليوم التالي، توجهت الزوجة إلى محل عملها كعاملة نظافة في وحدة صحية، لكن مع عودتها أطلقت صرخات استغاثة بالجيران "إلحقوني جوزي مات"، وسط حالة من الحزن سيطرت على الجميع لدماثة خلق الزوج حتى إن أحد الحضور أكد "أنا لسه شايفه إمبارح ومسلم عليه كان كويس ومفيهوش حاجة!".

مع حضور مفتش الصحة وتوقيع الكشف الطبي على الجثمان، أفاد بعدم وجود شبهة جنائية وأن الوفاة نتيجة توقف عضلة القلب الأمر الذي أكدته الزوجة لدى سؤالها حول تعاطيه أي أقراص مخدرة: "كان بيشرب برشام علشان الشغل"، ليُصرح بالدفن.

بعد نحو 30 يومًا، تلقى "سيد" 28 سنة، اتصالا من صديق شقيقه "عماد" الذي أخبره: "البنت بعد ما قتلتلها جوزها مش راضية تتجوزني وبتتهرب مني.. مرات أخوك لو متجوزتنيش هخليها تحصله.. مش هسيبها في حالها"، ليطالبه بالتحكم فيما يجري على لسانه من كلمات "تخرب الدنيا" خاصة أنه في حالة سُكر.

لم يفكر "سيد" فيما وقع على مسامعه خلال تلك المكالمة، لكن الأمر تجدد بعد يومين خلال جلسة فرفشة كرر "عماد" حديثه السابق مرددا كلمات غير مفهومة حمل بعضها تهديدا ووعيدا لأرملة "إمام" بأن مصيرها سيكون مثل القتل.

مع شروق صباح اليوم التالي -بعد 33 يوما من وفاة شقيقه-، توجه "سيد" إلى مكتب وكيل النائب العام بالبدرشين طالبا مقابلته لأمر مهم، ليروي عليه تفاصيل المكالمة والجلسة التي تلتها متهما صديق شقيقه وأرملته بالوقوف وراء وفاته، ليأمر وكيل النائب العام بسرعة ضبط وإحضار "عماد" و"حنان".

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثانية عشرة ظهر الخميس قبل الماضي، يجلس العقيد علي عبدالكريم، مفتش مباحث فرقة العياط والبدرشين، داخل مكتبه يضع اللمسات الأخيرة لحملة تفتيشية مكبرة بصدد شنها خلال الساعات القادمة، ليقطع انهماكه في العمل إخطار من النيابة العامة بسرعة ضبط وإحضار سيدة وعامل، ليبادر بسؤال أحد رجال الشرطة: "مش الست دي اللي جوزها مات الشهر اللي فات!".

انطلقت قوة من قسم شرطة البدرشين بقيادة الرائد أحمد عكاشة ومعاونه الرائد أحمد يحيى إلى محل إقامة "حنان .ق"، ومنزل المشكو في حقه "عماد. ح"، 33 سنة، بقرية الشوبك الغربي، واصطحابهما إلى ديوان القسم لسماع أقوالهما.

بعد مرور دقائق على استجوابها ومواجهتها باتهامات شقيق زوجها المتوفي ومضمون المكالمة التي تلقاها من عشيقها، فجرت "حنان" مفاجأة من العيار الثقيل "أيوه اتفقت مع عشيقي إننا نخلص من جوزي علشان نتجوز"، مؤكدة أنها ارتبطت بعلاقة عاطفية بصديق زوجها "عماد"، وخططا للتخلص منه بطريقة شيطانية.

مع توالي المفاجآت، طلب العقيد علي عبدالكريم من رجال الشرطة، إحضار العشيق لتكتمل الصورة في مشهد أقرب إلى عالم الدراما التليفزيونية الذي بدوره أقر بجريمته، مشيرا إلى أنه أحضر قرصين مخدرين من صيدلية مجاورة لمنزل صديقه وأعطاها للزوجة التي بدورها وضعتها في كوب النسكافيه.

"الراجل مبيتحركش هنعمل إيه؟"، كلمات جاءت على لسان الزوجة لعشيقها الذي طالبها بإحضار عباءة "لفيناها على رقبته وكل واحد شد من ناحية لمدة 3 دقائق لحد ما قلبه وقف"، وجلسا سويا حتى العاشرة مساء، فأخبرها بالجزء الثاني من الخطة قبل مغادرته المنزل: "سبيه كده، والصبح روحي شغلك عادي ولما ترجعي صوتي وقولي إن جوزك مات".

الثالثة عصر الجمعة، توجهت قوة بقيادة العقيد علي عبدالكريم إلى المقابر حيث مكان دفن المجني عليه "إمام"، وتم أخذ عينة من الجثة بواسطة رجال المعمل الجنائي؛ للتأكد من وجود آثار سموم من عدمه وتحديد سبب الوفاة أيضا.

وسط حراسة أمنية مشددة بقيادة العميد خالد فهمي، مأمور قسم البدرشين، تم إجراء المعاينة التصويرية للجريمة وسط ذهول الأهالي: "الله يرحمه كان طيب وجدع وفي حاله وصاحب صاحبه.. بس الدنيا مفيهاش أمان".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان