إعلان

هل يصبح الروبل الرقمي والعملات المشفرة سلاح روسيا للتغلب على العقوبات؟

02:23 م الإثنين 28 فبراير 2022

البنك المركزي الروسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصطفى عيد:

هل يمكن أن تتجه روسيا إلى استخدام العملات المشفرة للتغلب ولو بشكل نسبي على العقوبات التي فرضتها عليها الدول الغربية بسبب الحرب في أوكرانيا؟

أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن عالم المال الرقمي يعد أحد الطرق التي يمكن أن تستخدمها روسيا لمواجهة العقوبات خاصة أن هناك دولا أخرى جربتها من قبل من بينها كوريا الشمالية وإيران.

ويأتي ذلك تزامنا مع عمل الحكومة الروسية على تطوير عملتها الرقمية الخاصة بالبنك المركزي، وهو ما يسمى بالروبل الرقمي الذي تأمل في استخدامه للتجارة مباشرة مع الدول الأخرى التي ترغب في قبوله دون تحويله أولاً إلى دولارات.

كما يمكن أن تساعد تقنيات القرصنة مثل برامج الفدية الروس على سرقة العملات الرقمية وتعويض الإيرادات المفقودة بسبب العقوبات، بحسب الصحيفة.

في أكتوبر الماضي، حذرت وزارة الخزانة الأمريكية من أن العملات المشفرة تشكل تهديدًا خطيرًا بشكل متزايد لبرنامج العقوبات الأمريكية وأن السلطات الأمريكية بحاجة إلى تثقيف نفسها بشأن التكنولوجيا.

وقال خبراء إنه إذا اختارت التهرب من العقوبات ، فإن روسيا لديها العديد من الأدوات المتعلقة بالعملات المشفرة تحت تصرفها. كل ما تحتاجه هو إيجاد طرق للتداول دون لمس الدولار، وفقا لنيويورك تايمز.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يتم تسجيل معاملات العملات المشفرة على تقنية البلوكتشين الأساسية، مما يجعلها مكشوفة، يمكن للأدوات الجديدة المطورة في روسيا أن تساعد في إخفاء أصل مثل هذه المعاملات، موضحة أن ذلك سيسمح للشركات بالتجارة مع الكيانات الروسية دون الكشف عنها.

وذكر الخبراء، بحسب الصحيفة، أن الكيانات الروسية تستعد لتخفيف بعض أسوأ الآثار من خلال عقد صفقات مع أي شخص في جميع أنحاء العالم على استعداد للعمل معها.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، اتفقت الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون وكندا على عزل البنوك الروسية الرئيسية من نظام المراسلة بين البنوك، "سويفت SWIFT"، الذي يربط أكثر من 11 ألف بنك ومؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة وإقليم.

وشرحت الصحيفة كيف يمكن أن تكون العملات المشفرة بابا خلفيا للتهرب من العقوبات وتعامل الجهات مع روسيا دون الكشف عنها حتى لا تتعرض للعقوبة، حيث أشارت إلى أن المسؤولين الحكوميين الأمريكيين يدركون بشكل متزايد احتمال أن تقلل العملات المشفرة من تأثير العقوبات ويصعدون من تدقيقهم للأصول الرقمية.

وقالت الصحيفة إنه لتطبيق العقوبات، تضع الحكومة قائمة بالأشخاص والشركات التي يجب على مواطنيها تجنبها. أي شخص يتم ضبطه وهو يتعامل مع عضو في القائمة يواجه غرامات باهظة. لكن المفتاح الحقيقي لأي برنامج عقوبات فعال هو النظام المالي العالمي.

وأضافت أن البنوك تلعب في جميع أنحاء العالم دورًا رئيسيًا في الإنفاذ: فهي ترى من أين تأتي الأموال وأين يتم ربطها، وتطلب قوانين مكافحة غسل الأموال منها حظر المعاملات مع الكيانات الخاضعة للعقوبات وإبلاغ السلطات بما تراه. ولكن إذا كانت البنوك هي عيون وآذان الحكومات في هذا الفضاء، فإن انفجار العملات الرقمية يعميها.

وبحسب الصحيفة، يتعين على البنوك الالتزام بقواعد "اعرف عميلك"، والتي تشمل التحقق من هوية عملائها. لكن البورصات وغيرها من المنصات التي تسهل شراء وبيع العملات المشفرة والأصول الرقمية نادرًا ما تكون جيدة في تتبع عملائها مثل البنوك، على الرغم من أنه من المفترض أن تتبع نفس القواعد.

وفي أكتوبر 2020، قال ممثلو البنك المركزي الروسي لصحيفة موسكو إن "الروبل الرقمي" الجديد سيجعل البلاد أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة وأكثر قدرة على مقاومة العقوبات، وسيسمح الروبل الرقمي للكيانات الروسية بإجراء معاملات خارج النظام المصرفي الدولي مع أي دولة ترغب في التجارة في العملة الرقمية.

وبحسب نيويورك تايمز، يمكن لروسيا أن تجد شركاء راغبين في دول أخرى تستهدفها العقوبات الأمريكية، بما في ذلك إيران، التي تعمل أيضًا على تطوير عملات رقمية مدعومة من الحكومة.

كما أطلقت الصين، أكبر شريك تجاري لروسيا في كل من الواردات والصادرات، وفقًا للبنك الدولي، بالفعل عملتها الرقمية الخاصة بالبنك المركزي.

وقال يايا فانوسي، الزميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد الذي درس آثار العملة المشفرة على العقوبات، إن النظام المتطور الذي تتبادل فيه البنوك المركزية العملات الرقمية بشكل مباشر يخلق مخاطر جديدة، بحسب نيويورك تايمز.

وأضاف: "تخفيف قوة العقوبات الأمريكية يأتي من نظام تكون فيه هذه الدول القومية قادرة على إجراء المعاملات دون المرور عبر النظام المصرفي العالمي".

ما هو الروبل الرقمي وكيف سيعمل؟

بحسب البنك المركزي الروسي، الروبل الرقمي هو شكل إضافي من أشكال العملة الروسية التي سيصدرها بنك روسيا رقمياً. سيكون للروبل الرقمي خصائص مشتركة لكل من الروبل النقدي وغير النقدي.

وقال إنه مثل النقد، سيكون من الممكن استخدام الروبل الرقمي في وضع عدم الاتصال، أي بدون الوصول إلى الإنترنت. من ناحية أخرى، يسمح شكله الرقمي باستخدام الروبل الرقمي للمدفوعات عبر الإنترنت، تمامًا مثل وسائل الدفع غير النقدية.

وأضاف المركزي الروسي إنه سيتمكن جميع الوكلاء الاقتصاديين، بما في ذلك الأفراد والشركات والمشاركين في الأسواق المالية والحكومة، من الوصول إلى الروبل الرقمي. تمامًا مثل الروبل النقدي والروبل غير النقدي.

كما سيؤدي الروبل الرقمي جميع الوظائف الثلاث للمال: سيكون بمثابة وسيلة للدفع ومقياس للقيمة ومخزن للقيمة، وستكون الأشكال الثلاثة للروبل الروسي متساوية تمامًا (النقدي، وغير النقدي، والرقمي)، وفقا للمركزي الروسي.

وذكر المركزي الروسي إنه مع تزايد حصة المدفوعات غير النقدية خلال السنوات الأخيرة يمكن أن يصبح الروبل الرقمي وسيلة دفع إضافية جديدة ومريحة لكل من المشترين والبائعين، بما في ذلك المناطق النائية وقليلة السكان والتي يصعب الوصول إليها مع وصول محدود إلى البنية التحتية المالية.

وأشار إلى أنه تمامًا مثل الروبل النقدي وغير النقدي، سيكون من الممكن استخدام الروبل الرقمي لدفع ثمن السلع والخدمات، وتسديد المدفوعات للمؤسسات والدولة، وإجراء تحويلات الأموال، ودفع المعاملات باستخدام الأدوات المالية والأصول المالية الرقمية.

كما سيتم شحن حسابات الروبل الرقمية بالأموال من حساب مصرفي أو بطاقة مصرفية وكذلك نقدًا، بحسب المركزي الروسي، الذي أوضح أن جميع أشكال الروبل ستكون قابلة للتحويل إلى بعضها البعض.

وفي 15 فبراير الجاري، أي قبل الحرب بأيام قليلة، أعلن البنك المركزي الروسي أنه أطلق والمشاركين في السوق اختبار منصة الروبل الرقمية وأكملوا بنجاح أول تحويلات روبل رقمية بين الأفراد.

وقال المركزي الروسي، إنه سيتم خلال هذا العام، اختبار سيناريوهات مختلفة والانتهاء من منصة الروبل الرقمية، وفي مراحل أخرى من تطوير النظام الأساسي، سيتم العمل أيضًا على ضمان تفاعل سلس مع المنصات الرقمية والأنظمة البيئية الرقمية.

وأضاف أن المرحلة الأولى من المشروع اختبار الروبلات الرقمية المصدرة، وفتح المحافظ الرقمية من قبل البنوك والأسر، وكذلك التحويلات بين الأفراد، وفي المرحلة الثانية من المخطط اختبار مدفوعات السلع والخدمات في شركات البيع بالتجزئة والخدمات، ومدفوعات الخدمات العامة، ومبيعات العقود الذكية، فضلاً عن التفاعل مع الخزانة الفيدرالية.

وذكر المركزي الروسي أنه علاوة على ذلك، يُقترح تقديم إمكانية إجراء مدفوعات في الأماكن التي لا تتوفر فيها إمكانية الوصول إلى الإنترنت (الوضع غير المتصل بالإنترنت)، وإنشاء تفاعل مع الوسطاء الماليين والمنصات الرقمية، وكذلك توفير إمكانية إجراء معاملات بالروبل الرقمي للعملاء غير المقيمين.

وقال: "نتيجة لهذا الاختبار، سيتم الالتزام بخارطة طريق لتنفيذ منصة الروبل الرقمية".

فيديو قد يعجبك: