كيفية قضاء الفروض الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب
كتب : محمد قادوس
الشيخ محمد كمال أمين الفتوى
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال سيده من الجيزة التي قالت: "أنا دلوقتي كنت بصلي وانقطعت عن الصلاة وعاوزة أقضي الصلوات اللي فاتتني، أعمل إيه؟ هل أصلي السنن ولا أصلي الفروض الفائتة؟".
وأوضح الشيخ محمد كمال، خلال حواه ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة" الناس": أن الصلاة عبادة لا تقبل النيابة، أي أن ذمة الإنسان تبقى مشغولة بأداء الصلاة وقضائها، ولذلك يجب على المسلم أن يقضي ما فاته من فروض الصلاة.
وأضاف أن صلاة السنن لا تجزئ عن قضاء الفروض، بل يجب تقدير المدة التي انقطع فيها عن الصلاة، سواء كانت شهراً أو سنة أو أكثر والبدء في قضائها.
وأشار إلى أن النبي ﷺ قال: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها"، وأنه يجوز للمسلم أن يقضي أكثر من صلاة في وقت واحد، فيصلي مع الظهر ظهراً ومع العصر عصراً وهكذا، أو أن يقضي عدة صلوات في آخر اليوم إذا تيسّر له ذلك.
ولفت الشيخ إلى أن من فاته عدد كبير من الصلوات على مدى سنوات طويلة، فعليه أن يبدأ فوراً بالقضاء ويقسمها على أوقات الصلوات الحاضرة، ويكفي مجرد الشروع في القضاء؛ فإن توفاه الله وهو في طريق قضاء ما عليه، فإن الله غفور رحيم يتقبل منه ما بدأه من قضاء.
وأكد أن التيسير هنا أن يقضي المسلم مع كل صلاة حاضرة صلاة فائتة، حتى يبرأ من الذمة، داعياً إلى الحرص على المحافظة على الصلاة لأنها عمود الدين وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة.
ما حكم تارك الصلاة؟
يقول الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، أنه ورد أن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي ركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة، وهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، فمن تركها فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وقارف ذنباً عظيماً.
وأوضح علي في رده لمصراوي، وليس كل من ترك الصلاة يحكم بكفره، بل تارك الصلاة له صورتان:
الأولى: من ترك الصلاة جحودا بها وإنكارا لوجوبها بعد علمه بها، فهو كافر مرتدٌ عن الإسلام؛ لإنكاره ما هو معلوم من الدين بالضرورة، قال شيخ الإسلام الإمام زكريا الأنصاري رحمه الله: "باب تارك الصلاة... فالجاحد لوجوبها وإن أتى بها مرتد؛ لإنكاره ما هو معلوم من الدين بالضرورة... وأما خبر مسلم: (بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ) فمحمول على تركها جحداً" [أسنى المطالب في شرح روض الطالب 1/ 336].
والثاني: من ترك الصلاة تكاسلاً -بأن يستثقلها-أو تهاوناً بها مع اعتقاده بفرضيتها ووجوبها عليه-؛ فإنه إنسان عاصٍ مرتكب لكبيرة، وهو على خطر عظيم حتى يتوب فيرجع للالتزام بها وقضاء ما فاته من الفرائض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ)، فإن الله قال: {أقم الصلاة لذكري} [طه: 14]. رواه مسلم.
وأوضح الداعية، أن تارك الصلاة لا يكفر إلا بتركها مطلقًا، وأما من يصلي أحيانا ويترك أحيانا فإنه ليس بكافر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) ولم يقل ترك صلاة ، بل قال : " ترك الصلاة " وهذا يقتضي أن يكون تركه للصلاة مطلقا، وكذلك قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها ـ أي الصلاة ـ فقد كفر ) ، وبناء على هذا نقول : إن الذي يصلي أحيانا ويدع أحيانا ليس بكافر، لكن هو على خطر عظيم.
اقرأ ايضًا
هل رفع اليدين أثناء الدعاء ثم مسح الوجه بهما بعد انتهائه جائز أم بدعة؟.. الإفتاء توضح
ما هو أفضل وقت لصلاة قيام الليل وعدد ركعاتها؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)
ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها الرسولُ ﷺ؟.. علي جمعة ينصح