ماذا حدث للوثائق المصرية بمتحف اللوفر: كيف أتلفت المياه 400 كتاب نادر؟
كتب : مارينا ميلاد
متحف اللوفر - قاعة الآثار المصرية
بنهاية الشهر الماضي، تسربت المياه داخل المتحف الأشهر في العالم "اللوفر"، لتلحق أضرارا ألحق أضرارا بمئات الأعمال في مكتبة الآثار المصرية.
فقد تضرر ما بين 300 و400 عمل، وفقا لفرانسيس شتاينبوك (نائب مدير المتحف)، الذي أشار إلى أن ما حدث نتيجة تسرب أنابيب المياه وأن الوثائق "مفيدة جدا ويتم الاطلاع عليها كثيرا لكنها "ليست بتاتا فريدة من نوعها".

ووقع ذلك بفعل فتح أحد الصممات عن طريق الخطأ، ما أدى إلى تسرب المياه من أحد الأنابيب في سقف إحدى الصالات.
وعلى مقربة، تقع صالات عرض الآثار المصرية الممتدة في طابقين الأرضي والأول. تم افتتاحها في 15 ديسمبر 1827. وكان الملك شارل العاشر حاضرًا في هذه المناسبة، وعيّن عالمًا شابًا مديرًا لهذا الجزء الجديد: جان فرانسوا شامبليون، الذي ذاع صيته بفك رموز الهيروغليفية المصرية القديمة، وأقنع الملك بشراء مجموعة آثار مصرية لمتحف اللوفر.
تقرر أن يكون مقر القسم الجديد في سلسلة من تسع غرف في الطابق الأول على ضفة نهر السين من القصر، فيما يُعرف الآن بجناح سولي. كانت هذه الغرف في الأصل شققًا للملكة قبل أن تُصبح مقرًا للأكاديمية الملكية للهندسة المعمارية، وأخيرًا لمجموعات الآثار المصرية.
ومن أبرز المقتنيات: تمثال الكاتب الجالس، وتماثيل الملوك والملكات، بما في ذلك سنوسرتيس الثالث، وأحمس نفرتاري، وحتشبسوت، وأمينوفيس الثالث، ونفرتيتي، وإخناتون، ورمسيس الثاني.. ويخصص متحف اللوفر قاعات مستقلة لكل من مصر الرومانية والقبطية، حيث عرض فيها 800 تحفة فنية وتمثال.

ومن الأساس، يهدد المتحف "سوء حالة الأنابيب"، حسبما أفاد موقع "لا تريبين دو لار" المختص بتاريخ الفن والتراث الغربي، والذي أشار إلى أن "إدارة المتحف كانت قد سعت منذ وقت طويل للحصول على تمويل يحمي هذه المجموعة من مثل هذه المخاطر، لكن جهودها باءت بالفشل".
وأدى ذلك إلى تضرر "مجلات لعلم المصريات" و"وثائق علمية" مستخدمة من الباحثين تعود لنهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، حسب حديث فرانسيس شتاينبوك (نائب مدير المتحف). بينما، ذكر خبراء آثريين، أن "هذه الوثائق في غاية الأهمية، وتشمل أوراق تخص مواصفات القطع وحالتها الأصلية وعمليات الترميم والصيانة".
ومن المتوقع، في رأي "شتاينبوك"، أن "تجف وتُرسل إلى المجلد لإصلاحها قبل إعادتها إلى الرفوف".

في نفس الوقت، ستبدأ إدارة المتحف في استبدال الشبكة المائية "المتهالكة" بالكامل اعتبارا من سبتمبر 2026 في إطار أعمال من المفترض أن تمتدّ لأشهر عدّة. ولتمويل أعمال الترميم، تنوي إدارة اللوفر رفع سعر تذاكر الدخول بنسبة 45% للزائرين من خارج أوروبا بداية من العام الجديد.
ونددت نقابة "سي اف دي تي-كولتور" في بيان بهذه الحادثة "التي تؤكد أن الوضع آخذ في التدهور منذ فترة طويلة".
إذ تأتي الواقعة الجديدة بعد أسابيع من سرقة المتحف في نهار يوم 19 أكتوبر، حيث تعرض لعملية نهب مجوهرات ثمينة تقدر قيمتها بحوالى 88 مليون يورو، لم يعثر عليها بعد، ما كشف عن ثغرات أمنية واسعة في المتحف.
واستقبل اللوفر، وهو المتحف الذي يستقطب أكبر عدد من الزوّار في العالم، 8,7 ملايين زائر سنة 2024، 69 % منهم من الأجانب.