إعلان

في ذكرى وفاة ابن جرير الطبري.. صاحب أشهر كتب التفسير.. هل كان شيعيًا؟

08:05 م الإثنين 07 يونيو 2021

ضريح الطبري في بغداد

كتبت – آمال سامي:

في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من شوال، توفي العالم المسلم الجليل ابن جرير الطبري، صاحب أحد أشهر كتب تفسير القرآن الكريم وهو "جامع البيان في تفسير القرآن"، المشهور بـ تفسير الطبري، وذلك عام 310 هـ الموافق لعام 923 م في بغداد، وله ضريح هناك.

وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء بانه أحد كبار ائمة الاجتهاد...دفن ليلًا بداره، وقد عانى الطبري من اتهامات بالإلحاد والتشيع واتباعه لمنهج الروافض، بل وضع الأحاديث لاجلهم، إلى حد ان الناس قد اجتمعوا بعد وفاته ورفضوا دفنه نهارًا فدفن في داره.

ويروي ابن الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ" أنه قد منع دفنه نهارًا وادعوا انه رافضي، وقالوا أنه ملحد، فيقول علي بن عيسى تعليقًا على ذلك: " والله لو سُئِل هؤلاء عن معنى الرفض والإلحاد ما عرفوه ولا فهموه" وكان سبب ذلك رأي بعض الحنابلة فيه، وقد اتبعهم العامة، وكان سبب ذلك أن الإمام الطبري قد جمع كتابًا ذكر فيه اختلاف الفقهاء ولم يذكر فيه أحمد بن حنبل، وكان أول كتاب من نوعه في هذا المجال، فلما سئل عن غيابه قال انه لم يكن فقهيًا.

هل كان ابن جرير الطبري شيعيًا؟

في تحقيقه لكتاب الطبري "التبصير في معالم الدين" ذكر علي بن عبد العزيز الشبل ان ابن حجر قد رد على التهم التي وجهت للطبري قائلًا: ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين، وما تدعي عصمته من الخطأ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى، فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي ان يتأنى فيه، ولا سيما في مثل إمام كبير، فلعل السليماني اراد الىتي، ولو حلفت ان السليماني ما أراد إلا الآتي لبررت، والسليماني حافظ متقن كان يدري ما يخرج من رأسه، فلا اعتقد أنه يطعن في مثل هذا الإمام بالباطل، والله اعلم" وكان الحافظ السليماني قد هاجم الطبري وقال انه كان يضع للروافض.

وقد رد ابن جرير نفسه في كتابه "صريح السنة" تبرأه من هذه الدعاوى وغيرها، بل أقر عقيدة أهل السنة بتقديم إمامة الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ثم علي رضي الله عنه قائلًا: "فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر وضل وهلك".

نبذة عن حياته

ولد الطبري بمدينة آمل بطبرستان في آخر سنة 224 هـ، وقد اهتم أبيه بتعليمه لرؤيا رآى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث رآه بين يديه ومعه مخلاة مملوءة حجارة، ومحمد بن جرير يرمي بها بين يديه، فعبرت له: بان ابنك إن كبر نصح في دينه وذب عن شريعته، فكانت هذه الرؤيا سببًا في اهتمام ابيه في سن صغيرة فحفظ القرآن الكريم وعمره 7 سنوات فقط، وكان يأم الناس في الصلاة وهو ابن ثماني سنوات. وبدأ يكتب الحديث بعدها بعام واحد، وتلقى علومه من مشايخ طبرستان والري وما حولها، وحين بلغ ست عشرة سنة ارتحل ليلقى احمد بن حنبل ويطلب العلم، لكنه توفي قبل أن يلقاه، ورحل إلى بغداد والبصرة والكوفة، وقابل محمد بن بشار واسماعيل بن محمد السدي، وغيرهم من العلماء، وكذلك رحل إلى الشام والتقى بالإمام المقريء العباس بن الوليد البيروتي، وزار مصر عام 253هـ اول مرة ثم عاد إليها بعد ثلاث سنوات وأخذ الفقه الشافعي فيها عن الربيع بن سليمان المرادي وإسماعيل بن إبراهيم المزني، وعاد مجددًا إلى بغداد وظل يرتحل بينها وبين بلاده حتى استقر بها عام 290 هـ وظل بها حتى وفاته عام 310هـ.

يقول علي بن عبد العزيز الشبل ان الطبري كان من العلماء العزاب، فلم يتزوج في حياته قط ولم يتسر أيضًا، وكان يختم القرآن الكريم كل اربع ليالي، وكان يرد كثيرًا على الجهمية والمعتزلة والرافضة والخوارج، وتفسيره مليء بالحجج والردود على مسائلهم الكلامية وغيرها.

ومن أبرز مؤلفاته تفسير القرآن المسمى بجامع البيان عن تأويل آي القرآن ، وكذلك كتابه في التاريخ المعروف بتاريخ الطبري وهو "تاريخ الامم والملوك" وأيضًا "التبصير في معالم الدين" و"صريح السنة" وغيرها.

فيديو قد يعجبك: