إعلان

كيف غير "بو" ملابس الرجل من "الريش والحرير" إلى "الجينز" عبر التاريخ؟

11:00 ص الأحد 14 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- حسام سليم:

بالنظر إلى مساحة الخيارات بين المرأة والرجل نجد أنه لا توجد مقارنة، فالمرأة أمامها مساحات واسعة من الموضات والموديلات أكثر بكثير من الرجل.

إذ يمكنها ارتداء الكعب العالي أو الـ"فلات"، والفساتين الطويلة والقصيرة، وكذلك الجيبات والبلوزات والبنطولنات، كما يمكنها أيضًا ارتداء بعض من أزياء الرجال أو أزياء قريبة منها، وكذلك الألوان والرسومات والمطبوعات على الملابس، بالإضافة إلى المجوهرات والاكسسوارات.

وفي المقابل، لدى الرجل خيارات محدودة، فإما ملابس رسمية "كلاسيك" أو ملابس "كاجوال"، مثل القمصان والـ"تي شيرتات"، و"البنطلونات الجينز"، وأنماط متنوعة من الأحذية. أما الإكسسوارات فلا تخرج كثيرا عن نطاق ساعة اليد وربما خاتم.

وفي تقرير لها، ألقت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية الضوء على تاريخ الموضة والأزياء الرجالي، وكيف أصبحت خيارات الرجال محدودة إلى هذا الحد خلال الـ200 عام الأخيرة.

قبل 200 عام، كان الرجل يرتدي الملابس المصنوعة من الحرير الغني بالنقوش والزخاريف والمطرز بالجاكار، بدوامات كبيرة مطرزة بالأزهار وكانت القبعات باهظة وكبيرة، وعادة ما تنتهي بالريش. والياقات المصنوعة من الدانتيل، وكذلك الأكمام ومنطقة الصدر الظاهرة تحت ربطات العنق.

ليس ذلك وحسب، بل كان الرجال يرتدون المجوهرات في الأذن والرقاب والمعصمين، بل إنهم كانوا يزينون أحذيتهم ذات الكعب العالي بإبزيم من الذهب، وكانت المعاطف المصنوعة من الصوف طويلة للغاية بحيث تلامس الأرض. كان هناك اختيارات لا محدودة أمام الرجل الذي يمكن أن يغير مظهره عدة مرات خلال اليوم الواحد، بحسب ما يريد.

لكن ماذا حدث؟ كيف تحولت موضة الرجال من التنوع المفرط إلى هذه الندرة في التعبير؟.. والسبب في ذلك هو بو بروميل.

ولد جورج برايان "بو" بروميل في بريطانيا عام 1778، وكان حفيد صاحب متجر، وابن السكرتير الخاص للورد فريدريك نورث، الذي كان عازمًا على تربية أبناءه كالنبلاء، حيث تعلم شقيقيه الرسم بأكاديمية الفنان جوشوا رينولدز، عام 1781، فيما أُرسل جورج إلى كلية "إيتون" حيث برز إحساسه الفطري بالأناقة سريعًا، حيث كان ملزمًا بإرتداء ربطة عنق بيضاء ومشبك ذهبي، وخلال إقامته القصيرة في أكسفورد، قام بتغيير طريقة ارتداءه للزي الإلزامي الموحد.

وفي مطلع القرن التاسع عشر، كان السادة لا يزالون يرتدون الملابس المبهرجة على طريقة الملك الفرنسي لويس السادس عشر، والتي تبنتها الطبقة الأرستقراطية البريطانية بشكل كامل، لم تكن الأزياء إلا طريقة للتباهي وكانت الصدريات والمعاطف صلبة، تمتلئ بالتطريزات الذهبية، وارتدى كل من الرجال والنساء الشعر المستعار الضخم والمجعد على شكل حلقات. وكانت كعوب الأحذية ترتفع عن الأرض بأربع بوصات، وكانت رقيقة للغاية لدرجة تجعلها بالكاد صالحة للمشي بها.

وكانت هذه المواصفات باهظة للغاية، فاستيراد الحرير من الصين وحده تكلفته عالية جدا، غير أن الكورسيهات التي يحتاج ارتداؤها أو خلعها مساعدة شخص أو اثنين، كما كانت الطبيعة الدقيقة للأقمشة تجعل عملية الغسل محفوفة بالمخاطر، لذا كان من النادر غسل تلك الملابس، وكذلك الأمر بالنسبة للشعر المستعار ما تسبب في زحف القمل إلى رؤسهم وبعض الأمراض الجلدية الأخرى. وكانوا أيضًا يضعون حسنات مزيفة على وجوههم كعلامة على الجمال.

في المقابل، كان بروميل رجل ذو ذوق بسيط لكنه رفيع، لقد تجاهل الشمامات المزيفة والمجوهرات والأحذية ذات الكعب العالي، وبدلًا من ذلك فضّل السترات المصممة جيدًا من الصوف البسيط، بدلًا من الأقمشة الباهظة، وتخلى عن الملابس المبهرجة والمزخرفة، وارتدى البنطلونات المجسمة مرتفعة الخصر، والتي يدس أرجلها داخل الأحذية الجلدية الطويلة، وصدرية من نفس لون الحذاء.

باختصار، أحدثت موضته ضجة كبيرة، حيث بدأ راقيًا ودقيقًا للغاية، حتى أن العائلة المالكة كانت تبدو رثة الملبس بالمقارنة مع ملابسه، وسرعان ما جذب انتباه أمير ويلز، ليصبح تأثيره هائلا بعدما صار يعمل مع المستوى الأعلى من الطبقة الأرستقراطية، ليندفع الرجال لتقليد كل ما يرتديه، حتى الأمير آنذان جورج الرابع، الذي صار بعد ذلك ملك بريطانيا.

ولا يزال "ستايل" بروميل أحادي اللون موجودا إلى الآن ويطلق عليه "dandyism" أو التكلف، لكن هذا المفهوم معاكس تماما للواقع، فكان بروميل مولعا بالكمال وليس البهرجة، وقيل إنه كان يستغرق حوالي 5 ساعات ليرتدي ملابسه، وعندما سُئل عن المبلغ الذي يجب أن ينفقه الرجل على خزانة ملابسه، قال :"إذا كان وضعه المالي جيدًا، أعتقد أن 800 جنيه إسترليني سيكون مبلغا كافيا".

فيديو قد يعجبك: