إعلان

قصة سائق ارتدى ملابس الشيوخ لتهريب أصدقائه من العريش

07:34 م السبت 25 فبراير 2017

قصة سائق ارتدى ملابس الشيوخ لتهريب أصدقائه من العر

كتبت- شروق غنيم ودعاء الفولي:

تصوير- روجيه أنيس:

منذ عشرين عاما كان إبراهيم محمدين -اسم مستعار- يجلس على شاطئ العريش، قبل أن يلمح بعينه شخص مماثل له في الحالة، رويدا بدأ الرجلان في تجاذب أطراف الحديث حتى صارا صديقين، لا يعنيهما اختلاف خانة الديانة في البطاقة، وفِي الساعات الماضية نقل محمدين ميخائيل بسيارته من العريش خوفا عليه من بطش المسلحين.

أول أمس عزم بطرس ميخائيل -اسم مستعار- على الرحيل من حي المساعيد بالعريش، بعد مقتل 7 أقباط خلال الفترة الماضية. وما أن قرر ذلك حتى ناقش صديقه "قولتلوا لازم أوصلك بنفسي" حسبما يقول محمدين لمصراوي.

لم يتردد محمدين كثيراً قبل القرار "احنا صحاب وانا سنده وهو سندي.. والنَّاس اللي هناك دول بيخبطوا فينا وفيهم". علم التاجر الستيني أن وجوده حماية لصديقه القبطي وشخص آخر اصطحبه خلال الرحلة، لذا ارتدى طاقية بيضاء "زي بتاعة الشيوخ"، تاركا ذقنه الطويلة بالفعل تعمل كغطاء لرحلتهم، إذ لا يضايق التكفيريون كبار السن من المسلمين عادة.

ترك تاجر الأدوات الصحية سيارته، بالأمس، في أحد المناطق الخاصة بالبلدية "قلت كدة أمان للعربية"، اتفق الصديقان على التلاقي في منطقة وسط بين المنزلين "كنت خايف اروح عنده يبقى خطر عليا". في تمام السابعة صباحا تحرك الثلاثة، فيما ألسنتهم تلهج بالدعاء والصلوات.

"لحد ما وصلنا منطقة بير العبد كان صاحبي وقريبه متوترين"، في تلك الأثناء حاول السائق الستيني تهدئتهمً "بقيت أحكي عن ذكرياتنا الحلوة ونضحك شوية"، وما أن خرجوا من حدود العريش، حتى تنفست الأنفس الصعداء.

بعد أن وصلوا بر الأمان، انهالت ذكريات الأيام السيئة على عقل محمدين وميخائيل؛ فمنذ أكثر من أسبوع فوجئا بوجود اسم الأخير على قائمة يوزعها تنظيم الدولة الإسلامية، بأسماء الأقباط المستهدفين "كان اسمك رقم أربعة في كشف الاغتيالات".. قالها محمدين ضاحكا، موجها حديثه لصديقه، بينما هم على أبواب مدينة الإسماعيلية.

الشرطة لا تقوم بدورها في رأي محمدين "التكفيريين أصلا مش بيعملوا ليهم حساب ولا الناس". اعتاد الرجل الستيني التحايل على أوضاع المعيشة السيئة، لكن مقتل معارفه من المسيحيين قصم ظهره "الدور جاي علينا ضروري".

أُغلق محل عمل محمدين منذ أربعة أشهر، بعدما تم إنشاء كمين على مقربة منه "ولا ليهم لزمة الكمائن.. بيتضريوا برضو"، فيما حدث نفس الأمر مع الصديق القبطي الذي يعمل كتاجر أيضا.

على مدار ٣ ساعات هي مدة الرحلة من العريش لبيت الشباب في الإسماعيلية، لم تتوقف اتصالات آلِ بيت الرجلين "مراتي كل شوية تطمن وصلت فين وهي في العريش ومن الناحية التانية صاحبي عيلته كانت بايتة في الإسماعيلية ومستنينوا"، لم يتبقَ من عائلة ميخائيل أحد في شمال سيناء.

مع اقتراب المغيب، جلس محمدين في الساحة الخارجية من نزل الشباب، في انتظار صديقه الذي ينهي بعض الأوراق.

يحمل الرجل الستيني همّ الوداع "هيحز في نفسي والله إنه يخرج كدة"، ورغم تواصل سيستمر بينهما إلا أن تاجر الأدوات الصحية يفكر في الرحيل أيضا من العريش، إن لم يكن خوفا من الوضع، فمن أجل أبنائه الخمسة، وفيما يقرر محمدين مبيت الليلة هنا بسبب الحظر في العريش، أشار بيده للجهة الأخرى من قناة السويس قائلا: "روحت انهاردة سألت على أسعار الشقق، بفكر أجي انا كمان أستقر هنا".

تابع باقي موضوعات الملف:

جحيم العريش.. الوطن في حقيبة سفر (ملف خاص)

1

مصراوي يحاور أسرة آخر ضحايا الإرهاب في العريش ''قتلوهم وحرقوهم''

undefined

مصراوي يرصد رحلة مصري يغادر العريش بعد 37 سنة من التعمير

undefined

''روايات من قلب الموت''.. مصراوي مع أسر مسيحية فرت من جحيم العريش

undefined

مصراوي يرصد رحلة الرعب لأقباط نزحوا من العريش إلى الإسماعيلية

undefined

الفرار من جحيم العريش.. الوطن في حقيبة سفر (صور)

undefined

كيف تعايش أطفال العريش مع رعب ''داعش''؟

undefined

صورة اليوم- أقباط العريش: النزوح في عيون طفلة

arishss

بعد وصولهم بر الأمان.. تفاصيل أول ما فعله الهاربون من العريش

undefined

بالصور: أقباط سيناء.. أجساد فرتّ وعقول ساكنة البيوت

11

حكايات ''ما قبل التهجير'': المسلمون فتحوا بيوتهم لجيرانهم الأقباط.. والسيدات ترتدين الحجاب

undefined

فيديو قد يعجبك: