إعلان

''فندق بودابست العظيم''.. الصداقة أقوى من كل شيء

01:33 م الأحد 22 فبراير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:
ما إن يُذكر اسم الفيلم حتى يقفز إلى الذهن فكرة مسبقة عن مشاهد تدور داخل ''الأوتيل'' المذكور، الكائن في دولة زوبروفكا الخيالية، غير أن الأحداث تجري خارجه وتتسارع؛ حيث فتى الردهة القادم من قريته هاربا بسبب الحرب، فيعمل لدى مدير الفندق التنفيذي ''مسيو جوستاف''، ويقوم بدوره الممثل ''رالف فينرز''، ويشكلا معًا ثنائيا غريبا، تجمعهما الظروف أولا، ثم احتياج كل منهما لـ''سند''، فيصبحا صديقين مع الوقت.

رغم أن ''فندق بودابست العظيم'' مرشح ضمن فئة أفضل فيلم لجائزة الأوسكار، إلا أن القصة تبدو عادية، إلا أن هناك نقاط مضيئة في الفيلم؛ كأداء ''فينرز'' الذي جسد الشخصية الأرستقراطية النبيلة، التي لا تظلم موظفيها عكس ما هو شائع، يعيبه حبه للنساء، خاصة العجائز منهن، يعترف بذلك لخادمه المخلص ''زيرو مصطفى''، الذي يقص حكاية الفندق بعد رحيل ''جوستاف'' بحوالي ثلاثين عاما، على كاتب نزل بالفندق، وشغفه التفكير بتفاصيل ''مسيو مصطفى'' الذي يبدو وحيدا وبائسا، وينام في غرفة ''الخدم''، رغم أنه أصبح صاحب الفندق منذ مات ''جوستاف''، لا تمر دقائق قليلة حتى يعرف المشاهد أن النوم في غرفة الخدم كانت هواية لدى ''جوستاف'' كذلك، وورثها عنه ''مصطفى''.

ألوان الفيلم تخطف الأنظار، الفندق زهري اللون، أزياء الممثلين لا تخضع للألوان الباهتة إلا في بعض اللقطات ضمن الـ93 دقيقة مدة الفيلم؛ كملابس ''جوستاف'' عندما فر من السجن الذي دخله زورا، بعد أن اُتهم من قبل أبناء حبيبته العجوز بأنه قتلها. كان الاتهام باطلا بالفعل، فرغم عيوب ''جوستاف'' إلا أنه لم يفكر في القتل قط، بل كان يحبها، حتى إذا ما ماتت نظر إلى خادمه بأسى قائلا ''كانت تشعر في آخر مرة أنها ستموت وأنا لم أصدقها''.

الفيلم أشبه بقصة داخل قصة، يبدأ بكاتب يحكي عن تواجده داخل فندق، يكتب عنه قصة، يقسمها إلى خمسة فصول، هي أحداث القصة التي يرويها لها ''زيرو مصطفى'' في بهو الفندق المتسع، بينما يتناولان العشاء، ورغم أن الأحداث لا تحمل مط في التفاصيل، غير أنه ممتلئ بالممثلين المعروفين في أوساط هوليوود، على رأسهم ''أدريان برودي''، الذي يظهر في دور ابن العجوز المقتولة، وله يد في القضاء عليها، حتى يحصل على ثرواتها، التي لن تُوزع إلا في حال قتلها، طبقا للوصية، غير أنه يُصاب بالجنون عندما يعلم أنها كتبت لوحة لا تُقدر بثمن لحبيبها ''جوستاف''، وفيما بعد سيعلم أنها كتبت له كل ما تملك تقريبا.

هناك أيضا الممثل ''أوين ويلسون'' والذي يظهر بدور صغير في بهو الفندق، كذلك ''إدوارد نورتون'' وهو قائد الشرطة المُكلف بالقبض على ''جوستاف'' عقب هروبه من السجن، يتبادر إلى العقل أن ثمة أدوار لم تستدع تواجد مشاهير هوليوود، فقد يؤديها أي ممثل آخر، حتى يبدو أن هناك ''حشو'' للممثلين داخل الفيلم.

''مسيو جوستاف'' له عدة دساتير في الحياة، فطول أحداث الفيلم يتعامل بلطف شديد مع الشخصيات المختلفة، حتى أولئك المجرمون في السجن، فيكسب ثقتهم ويساعدونه على الهرب، كما أن تعامله مع مفتشي القطار الذي استقله في بداية الفيلم مع خادمه ''مصطفى'' كان جيدًا. لم يصبح ''جوستاف'' عنيفا، إلا عندما حاول أحد الضباط اصطحاب فتى الردهة خارج القطار، لأنه لا يمتلك تصريح بالتحرك وهو لازال لاجئا، يتعرض ''جوستاف'' للضرب، بسبب دفاعه عن ''مصطفى''، فينقذه نُبل الضابط ذو الرتبة الأعلى، الذي يلعب دوره ''نورتون''.

بعد أن تم إنقاذهما من براثن الضباط قال ''جوستاف'' لخادمه أن ''هناك ضوء خافت من الحضارة متبقي في ذلك المسلخ الذي كان معروفا من قبل بالبشرية''، ربما هذه القناعة هي ما حركته دائما للوقوف ضد ظلم المقربين منه، وبسببها قُتل في نهاية الفيلم، في مشهد مشابه داخل القطار، عندما كان عائدا مع ''مصطفى'' الذي عينه مديرا للفندق، بعد أن صار هو المالك، ، حينها كانت الحرب تسطع في البلاد، وكتائب الإعدام تنتشر، أوقفت إحداها القطار واقتحمته للاطلاع على الأوراق، لم يكن الخادم الذي تزوج محبوبته ''أغاثا'' صانعة الحلوى، يحمل أوراقا بعد، وعندما طلب منه أحد المفتشين الخروج معه، انفعل ''جوستاف'' الوفي كالعادة، غير أن هذه المرة لم ينجده أحد فُقتل على أيديهم، وبقي ''مصطفى'' مع زوجته التي توفيت بعد عامين.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: