"الأمم الإفريقية تحكم".. عبير تبيع أعلام مصر على كورنيش الإسكندرية

كتبت-دعاء الفولي:

مع كل مباراة يشارك فيها منتخب مصر، يبدأ يوم عبير أحمد مبكرا. تستعد صاحبة الـ35 عاما بعشرات الأعلام والصافرات لبيعها على كورنيش الإسكندرية، تخرج القاطنة بمنطقة المندرة لأقرب مكان لها حاملة أدواتها، يرافقها ابنها الأكبر وأشقائه الثلاثة، يلعبون حولها، فيما تلتقط الأم رزقها مستغلة أيام بطولة الأمم الإفريقية.

لا تعمل عبير عادة في بيع الأعلام "بس لما بيكون فيه مناسبة كروية بقول دا باب كويس اتفتح".

منذ عدة أعوام انفصلت عبير عن زوجها، بات عليها مراعاة أبنائها الأربعة "لولاهم مكنتش اشتغلت وبهدلت نفسي"، يضمن لها العمل في الشارع رزقا جيدا، ما يكفي لتعليم أولادها والإنفاق عليهم "خاصة إن ابني الكبير السنة دي داخل ثانوية عامة"، لكن من جهة أخرى فالعمل طوال اليوم أمرا مرهقا "بسمع كلام من اللي رايح واللي جاي"، اعتادت السيدة رد المعاكسات بصرامة "عشان محدش يضايقني"، فيما يساعدها ابنها أحيانا في رص البضاعة أو البيع.

بجانب أحد المقاهي على الكورنيش، بدأت الأم في رص ما لديها، تُجرب الصافرات التي تعمل وتفصلها عن التالفة "بفضل أبيع يوم ماتش مصر لوحدة اتنين بليل.. طالما فيه ناس بتشتري فانا موجودة". تلك البقعة لم تخترها عبير من فراغ "فيه شاشة على الشط فلما يبدأ الماتش هتفرج عليه".

لا يتوقف الأمر على عبير فقط "فرصة كمان الولاد يلعبوا حواليا ويتفرجوا"، فانشغال الأبناء الثلاثة الأصغر سنا يسمح لها بالتركيز فيما تفعل. تبيع الأم "الصفّارة" بخمسة جنيهات "وفي الآخر الناس بتفاصل فيها"، لا تقبل بمقابل أقل "انا كسبانة في الواحدة جنيه ونص بس".

عقب انتهاء البطولة، ستعود عبير للبحث عن وظيفة أخرى "بشتغل في شركات مكياج وببيعه للستات"، ورغم تعب العمل "بس علمني أفرّق الكويس من الوحش"، فيما تتحدث عن الشق الجيد من الفترة الحالية "إني بتفرج على ماتشات مصر وبشجع وانا واقفة أبيع".