إعلان

هل يعزز الإنترنت انتشار نظرية المؤامرة بين المجتمعات؟

10:30 م الثلاثاء 26 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - مي محمد:

لا شك أن الإنترنت يلعب دورًا كبير في تعزيز نظريات المؤامرة الشائعة حول العالم، والتي وجدت المأوى في الشبكة العنكبوتية، لكن السؤال الذي يثير الاهتمام يبقى: إلى أي مدى يمكن إسناد شهرة نظريات المؤامرات إلى الإنترنت؟

في تقرير لها، أوضحت صحيفة "بيزنس إنسايدر" البريطانية أن الإجابة على هذا السؤال ليست بالواضحة تمامًا، لكنها قد تعود إلى تاريخ المؤامرات الممتد عبر عصور مختلفة، إذ يشير التقرير إلى كثير من الدلائل التي تؤكد شيوع نظرية المؤامرة في فترة روما القديمة، باعتبار ذلك أقرب الأدلة على أن المؤامرات وجدت طريقًا إلى الانتشار بالعالم قبل الاعتماد على الإنترنت.

وكما توضح الصحيفة، فإنه على عكس ما يظنه الكثيرون، لا دليل واضح على أن المجتمعات حاليًا عرضة للاعتقاد في نظرية المؤامرة أكثر من الأوقات الماضية.

وعلى الرغم من طبيعة نظرية المؤامرة المثيرة للاهتمام والمسلية في آن واحد، فإن هناك دليل قوي على أن بعض الأفراد يتبنون نظريات المؤامرة أكثر من غيرهم، وأن الإيمان بنظرية المؤامرة يكثر بين الأشخاص الذين يشعرون دائمًا أن لديهم احتياجات نفسية غير ملباة، وهذه الفئة هي الأكثر تأثرًا أيضًا بانتشار المؤامرات عبر الإنترنت.

ويضيف التقرير أن المؤامرات لا يتم تداولها أو قراءتها من قبل جميع الأفراد، بل إنها تنتشر في أوساط المجتمعات التي تتقبلها، مشيرًا بالمثال إلى الاعتقاد بأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر جريمة مدبرة.

وعلاوة على ذلك، فبينما تزداد شعبية المؤامرات بين الأفراد يومًا بعد يوم، يلعب الإنترنت دورًا هامًا في نشرها بين المؤمنون بها، الذين يتبادلون الآراء والدلائل مع آخرين مثلهم.

وأخيرًا، توصلت إحدى الدراسات إلى أن مستخدمي الإنترنت دائمًا ما يتبادلون من المعلومات ما يعزز فكرتهم ويتوافق مع معتقداتهم، في حين يتجاهلون ما قد يجعلهم ينحرفون عن المسار الذي يخططون له. وهذا النمط من التواصل يصبح أكثر قوة وانفصالاً عن آراء من لا يعتقدون في المؤامرات.

كما أوضحت دراسة أخرى أجريت عام 2015 أن هناك احتمالية بأن يبتكر بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة نظريات جديدة لا تمت للواقع بأي صلة. وتشير الصحيفة إلى أن بعض هذه المؤامرات قد يشكل خطرًا على الإنسان، فعلى سبيل المثال إذا اختلقت نظرية مؤامرة جديدة تفترض أن اللقاح الذي يستخدم لعلاج بعض أمراض الطفولة يُعد ضار، وأن الحكومة وشركات الدواء هي المسؤولة عن هذا الضرر وتحاول إخفائه، فإن ذلك سيدفع الأهالي في كل مكان إلى الامتناع عن تلقيح أطفالهم.

وفي نهاية الأمر، فإن نظرية المؤامرة يمكن أن تحدث تداعيات خطيرة، لكننا لا نزال نحاول فهم كيف يتواصل أصحاب المؤامرات فيما بينهم، ولماذا يفضلونها دون الحقائق والتفسير التقليدي، وفق ما توضح "بيزنس إنسايدر".

فيديو قد يعجبك: