إعلان

«حرف قاتل في روشتة الطبيب».. مرضى يدفعون ثمن خطأ غير مقصود

07:19 م الأربعاء 15 يونيو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس:

على مدار عام كامل، كانت جهود عدد كبير من طلاب كليات الصيدلة في مصر، منصبة نحو تغيير ثقافة كتابة «الروشتة» باليد. الأمر الذي يهدد سلامة المواطنين، نتيجة الخطأ الذي قد يقع فيه الصيدلي، نتيجة القراءة الخاطئة للأدوية المكتوبة بخط سيء. جهود بدأت بمواقع التواصل الاجتماعي، ثم بروتوكولات مع مستشفيات جامعية، ومؤتمرات، تعرض فيها استبيانات ونماذج عدة لروشتات مكتوبة لكنها غير واضحة.

وكان الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة قد أثار الأمر غير مرة. وهو مكون من 38 كلية صيدلة على مستوى الجمهورية، ويضم نحو 3 آلاف طالب وطالبة، يعملون على أمور شتى، من بينها التوعية، وتدخل الروشتة الطبية المكتوبة بخط اليد، ضمنها. وفي أكثر من مرة كان هاشتاج «الروشتة المكتوبة خطر» يتصدر قوائم التريند على تويتر، ويشغل حيز الانتباه في وسائل الإعلام، غير أن تلك الثقافة لم تتغير كثيرا بحسب سارة عادل، إحدى المسؤولات في ذلك الاتحاد.

تقول سارة إن الاتحاد وضع استبيانا وبقراءة 5 آلاف نتيجة، تبين أن نحو 30% ممن شاركوا فيه تعرضوا لمشكلات نتيجة حصولهم على أدوية مختلفة عن التي كتبت لهم لصرفها، نتيجة الخط السيء للطبيب. كما أن الاتحاد جمع نحو 19 ألف روشتة من كافة المحافظات، وكان 70% منها صعبة القراءة ولا يميزها كثيرون. وتعود خطورة الأمر لما يمثله صرف دواء مختلف عن الموصوف للمريض، فيتعرض لمشكلات صحية أكبر: «لكن بعض النتائج المبشرة للحملة ظهرت في بروتوكولات، كما حدث في مستشفى سوهاج الجامعي، التي صارت تكتب الروشتة على الكمبيوتر».

وضمن أنشطة الاتحاد، تعقد ورش ومؤتمرات في مجالات مختلفة وموضوعات متعددة، لكن تظل الروشتة المكتوبة جزءا منها، وتكون هناك توعية للصيادلة والمواطنين بشأنها: «وما نفعله على مواقع التواصل الاجتماعي هدفه فحسب لفت أنظار المسؤولين للأمر، عسى أن يحدث تغيير بشأنه» تحكي طالبة الصيدلة، التي تعتقد بأن الروشتة المكتوبة بخط اليد قد تؤدي إلى الوفاة حال صرف علاج بالخطأ. هذا الخطأ البسيط على مستوى معالجته بروشتة إلكترونية، مكتوبة على أحد الأجهزة، قد يؤدي للموت في بعض الأحوال.

وهذه القضية شغلت حيزا من الاهتمام في فترات مختلفة، وفي نهاية مايو الماضي، كان الدكتور محفوظ رمزي، رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة الصيادلة، قد صرح بأن هناك معاناة يومية يعيشها الصيادلة بسبب الروشتات المكتوبة، ويحتاج الأمر أحيانا لمتخصصين لفك «لوغاريتمات وطلاسم الروشتة تشبه فك خطوط حجر رشيد» على ما قال في مداخلة هاتفية متلفزة. واعتبر رمزي أن الخطأ الواحد في حرف قد يكون مميتا: «وهناك حالة توفت بسبب خطأ واحد منذ شهرين».

وبحسب تقرير نشر على موقع المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، وهو موقع تابع للحكومة الفيدرالية الأمريكية، فإن من 7 آلاف إلى 9 آلاف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يموتون في أمريكا سنويا نتيجة خطأ في الدواء، ويتأثر بها 7 ملايين مريض، كما تتجاوز التكلفة الإجمالية لرعاية المرضى الذين يعانون من أخطاء مرتبطة بالأدوية نحو 40 مليار دولار سنويا. وكانت الكتابة اليدوية للأدوية ضمن الأسباب البارزة للأمر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان