إعلان

معرض "معلش".. مصور فرنسي يتتبع جولة كاتب بمدن البحر المتوسط قبل 70 عاما

01:47 م الإثنين 22 مارس 2021

معرض معلش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

منذ عامين وقع كتاب "معلش" للكاتب الفرنسي والمخرج "جون كوكتو" في يد "ليون ديبوا" المصور الفوتوغرافي الفرنسي الذي سحره الكتاب الذي يروي فيه "كوكتو" رحلته منذ عام 1949 في خط سير يمر بالعديد من مدن البحر المتوسط، ودع "كوكتو" مدينته "باريس" ورحل في تلك الجولة المكونة من فريق من 20 فنانا ومسرحيا لتكون جولة فنية يتعافى فيها من أثر فقدانه صديقه الذي توفى قبلها في باريس "حينما قرأت الكتاب منذ عامين.. استمتعت به بشدة، شعرت أن تلك المواقف التي حكاها "كوكتو" والجو العام لتلك المدن مازال موجوداً حتى الآن".

صورة 1

في الإسكندرية بينما كان المصور "ديبوا" مقيما في أحد فنادق مدينة الإسكندرية، كانت هناك نوة و شعر بنفس ما شعر به "كوكتو" حينما وصف في كتابه النوة بأنها كانت تحرك النوافذ والأبواب في الفندق من قوة الهواء. كتب "كوكتو" عن تلك المدن التي زارها وعن الفعاليات التي تحدث بها وأيضاً عرض أفلامه ومسرحياته بها، أثناء بحثه وجد "ديبوا" إعلاناً في جريدة فرنسية تصدر في الإسكندرية عن عرض إحدى أفلام "كوكتو" في سينما استراند بمحطة الرمل "الجولة كانت ملهمة جدا بالنسبة إلى وقمت بالكثير من البحث في الوثائق حول أخبار تلك الجولة في باريس والإسكندرية وعقب البحث قمت بالبدء في تنفيذ مشروعي الخاص حولها".

صورة 2

بعد سبعون عاماً من تلك الجولة ماذا تغير في تلك المدن؟.. ذلك السؤال الذي ورد في ذهن "ديبوا" في بداية مشروعه ليحاول الوصول إلى إجابة من خلال تتبع الجولة؛ فبدأها من مدينة " باريس" التي كانت الأقل أهمية بالنسبة له "بعد باريس كانت القاهرة حيث قال عنها كوكتو إنها مدينة بالرغم من زحامها إلا أنه شعر بأن هناك ملائكة يقومون بحماية المدينة وفي مسجد محمد علي وجدت ما كتبه حاضرا حيث تركت الزحام خلفي وقابلني الهدوء والصمت بالداخل فالتقطت الصورة ".

صورة 3

من القاهرة للأقصر تحرك "ديبوا" ليلتمس روح الفراعنة والمعابد والمقابر التي بين جدرانها شعر "ديبوا" بتلك الروح الشبيهة بوصف "كوكتو" تحمل بعدا ميثولوجيا وهو بعد أسطوري عن الآلهة القديمة وحكاياتهم.

في الإسكندرية التي كانت إحدى أهم المدن في جولة "ديبوا" حرص على التقاط صور للكورنيش الذي يعتبر نقطة التقاء السكندريون بالبحر، وشيء أساسي في حياتهم، ففي كتابه عبر "كوكتو" عن أهمية المكان بالنسبة للمدينة وأهلها "كل الصور التقطتها بكاميرا بفيلم و بالأبيض لأني كنت حريص أن أبعد عن عامل الزمن وألتقط روح المدينة فقط ".

ًورة 3_1

أُناء متابعة "ديبوا" لأعمال "جون كوكتو" وجد طوال الوقت الأفكار الأسطورية حاضرة بقوة في كادرات أفلامه وأعماله، وفي مدينة بيروت قرر "ديبوا" عمل محاكاة بالصورة لقصة "الهاربون من الجحيم " حيث التقط صورة لثنائي يرتقيان سُلما باتجاه الضوء.

بعد بيروت توقف "ديبوا" في مدينة "اسطنبول" ومنها لليونان حيث زار آثينا وكورنيث، ليلتقط صورا للمعابد وتمثال سفنكس المجنح، ليعود لفرنسا ثانية لتكون نقطة النهاية لجولته الطويلة ويقام معرضه لأول مرة في مدينة "باريس".

في الإسكندرية وفي قلبها بشارع النبي دانيال بالمركز الفرنسي حرص "ديبوا" على إقامة المعرض بذلك المكان لأن مدينة الإسكندرية ثاني محطة للمعرض التي سيطوف مُدن الجولة، وأيضا بسبب اتصال المدينة الشديد بمدن مثل "بيروت" واليونان.

بعيداً عن المألوف تخصص "ديبوا" في التصوير اعتماداً على الأدب والكتب حيث يقرأ العمل ثم يقوم بالبحث وبعدها تأتي المحاكاة؛ حيث يضع وجهة نظره في ما قرأه من خلال الصورة التي يعتبرها أحياناً استكمالاً للعمل "أفضل البحث وراء ما أقرؤه وأعلم كيف كانت كواليس كتابته.. مثل القراءة بعين مختلفة وأضع الصور لتفتح بابا جديدا لقراءة العمل".

صورة 5

حينما وطأت قدما "ديبوا" مدينة الإسكندرية للمرة الأولى أحبها، مفضلا العمل فيها واستكمال مشروعاته بها "في نهاية الجولة وجدت إجابة لسؤالي عن ماذا تبقى من المدن فما وجدته أن المدن لم تتغير روحها حتى لو تغير شكلها وحجمها.. تلك الروح التي وصفها كوكتو مازالت هنا في كل تلك المدن حاضرة بقوة".

في المشروع القادم يركز "ديبوا" على كورنيش المدينة وارتباطه بأهلها وتاريخ المدينة بالاشتراك مع المعماري "محمد جوهر" ليخرج المعرض في العام القادم.

فيديو قد يعجبك: