إعلان

"بقى عندنا مُدرِسة".. رشا تتطوع في جزيرة الدهب (صور وفيديو)

02:09 م الأحد 10 أكتوبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

كان للصدفة مفعول السحر على الصغار؛ حين ذهبت رشا مؤمن ذات مرة إلى جزيرة الدهب، تحلق حولها أطفال المكان يستفسرون عنها، وما إن عرفوا عن مهنتها حتى تبدت لهم تفاصيل حياة جديدة طالما انتظروها.

1

طيلة عشرين عامًا تعمل رشا معلمة لمادة اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية والإعدادية، تحُب السيدة الأربعينية مهنتها، لا تتأخر إذا سُألت لمساعدة طفلة لأحد جيرانها، تنصح من حولها إذا طُلب، في حين تُصبح معلمة أيضًا داخل منزلها مع أطفالها.

2

انتاب الحماس نفس رشا حين وجدت شغفًا في عيون الأطفال للتعلم، برمت معهم اتفاقًا صغيرًا، الذهاب مرتين أسبوعيًا للمكان بشرط الالتزام، وهو ما جرى، فيما قررت أن يكون ذلك تطوعًا دون أي أجر.

يهل الأطفال بسرور على المعلمة ما إن تصل للجزيرة، يهللون "ميس رشا جت"، يستقبلونها منذ خطوتها الأولى من "المعدية"، وهي المواصلة التي تقل الأهالي للبر الآخر من الجزيرة، وحتى مكان التعلم، تُعانق أياديهم الصغيرة يديها، يتمسكان بوجودها في المكان لأطول فترة ممكنة.

3

على طاولة خشبية بسيطة، تطل على نهر النيل دون حاجز، يهل الأطفال بالتتابع على المُعلمة، يحملون الكراسات في أياديهم، بينما عيونهم ممتلئة باللهفة للدرس المُقبل.

5

في الحلقة الواحدة يتجمع فئات عمرية مختلفة، غير أن ما يربطهم غياب أساسيات التعلم من اللغة العربية والرياضيات. تبدأ معهم بقواعد النحو والإملاء، تسير خطوة بخطوة مع لا يستطيع الكتابة، وفي يوم الرياضيات يكون مخصصا للقواعد الحسابية البسيطة وجدول الضرب.

5

حالة مختلفة يعيشها أهالي الجزيرة خلال أيام اللقاء، صار اليومين أسبوعيًا يُعرّف باسم "يوم ميس رشا"، تطل الأمهات على الأطفال في سرور بينما يتلقين الدروس، أحيانًا يقتربن من الطاولة للاستماع وتشجيع الصغار، أو مساعدة طفلها في حمل القلم بقوة للكتابة على الورق.

6

الحالة نفسها لا تغيب عن روح المعلمة الأربعينية، طوال رحلتها التعليمية لم تلمس ذلك الشغف لدى الأطفال للتعلم، تتمنى أن تمنحهم ما يساعدهم، تحفزهم على الانضمام للمدارس لتحصيل مستويات أعلى والتعلم بشكل منهجي، فيما تتمنى لهم مستقبل واعي وسعيد.

7

فيديو قد يعجبك: