إعلان

عدسة "كورونا" ×3 شهور.. لقطات من قلب المجهول والخوف (صور)

11:35 م الثلاثاء 30 يونيو 2020

سيدة في انتظار التحليل لفيروس كورونا في مستشفى الع

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

توقفت الحياة ثم بدأت تعود على استحياء. يسقط المرضى، مصابون وضحايا، ويخرج آخرون بعد التعافي. صارت الكمامة جزءا من "الروتين" اليومي. مشاعر متخبطة وصراع مواز مع الرغبة في البقاء ومحبة الحرية. تفاصيل جديدة أضيفت إلى الأيام بعد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، حدث كبير، "وباء" يطارد الناس في مصر كما فعل في دول العالم، كان للكثير من الأمور بديل داخل البيوت، حتى المرضى، البعض وجد سبيل في العزل المنزلي، إلا المصورين، لم يكن لديهم مفر من تتبع خطى "الفيروس"، لم يغب عنهم ما يعانيه رجل الشارع والأهالي في المنازل، لكنها "الكاميرا" وما تفعله بمحبيها من شعور تجاه تجميد اللحظات حلوها ومُرها، ولها خصص يوم للاحتفاء يوافق 29 يونيو الجاري، كان فيه أصحاب العدسات مازالوا يبحثون عن المزيد من التفاصيل لتوثيقها.

طيلة ثلاثة أشهر دارت عدسة "مصراوي"، ومن ورائها "كتيبة" من مصورين، يوثقون ما فعله "الوباء" بأهل مصر، فيما تُخفي نفوسهم تفاصيل إنسانية ومشاعر وضعوها في لقطاتهم. بلسان أصحابها يعرض "مصراوي" ما وثق خلال الفترة الماضية.

المصور محمد حسام الدين

صورة 1

"إحنا بنوثق المجهول. حاجة مش متشافة ولا معروف هتخلص أمتى لكن المفروض أشوف أثرها في تفاصيل الناس وحياتهم وكمان أراقب نفسي خوفًا على حياة أسرتي. لما أخرج أصور وأرجع البيت ببقى مش عايز أقرب أوي من ابني وأفضل أحسب الأيام اللي بتعدي من غير ما يظهر عليا أعراض أو تعب".

أول صلاة جمعة دون مصلين وبدايات ظهور الوباء في مصر وأخذ العينات في معامل وزارة الصحة للتأكد من إصابتها أو لا، كانت الأكثر تأثيرًا في حسام خلال الفترة التي لزم عليه توثيقها بعدسته، هي له انعكاسًا لذلك المجهول الذي جثم على الأنفس بين ليلة وضحاها.

صورة2

المصور أحمد جمعة

صورة3

"واجب أي مصور معاه كاميرا ينزل يصور. أي صورة تعتبر مهمة جدًا الفترة دي، في المستقبل هنتفرج عليها ونشوف الناس كانت بتتعامل إزاي مع الفيروس ده. بالنسبة لي كل صورة تعتبر الأهم في مسيرتي مع التصوير من 2008".

رغم اللحظات العصيبة، ومشاعر الخوف الإنسانية التي لم تغب عن جمعة، لكن "كورونا" أعادت الحياة لعدسته "كنا بدأنا نحس بروتين والمواضيع اللي بنصورها فيها رتابة"، لهذا مع بداية الأزمة أخذ يطالع الصور المتوفرة عن الأوبة السابقة؛ الكوليرا، الطاعون وسارس، وجد أن "أي صورة كانت عظيمة حتى لو وقتها مكنتش حلوة"، لهذا عزم على الأخذ بأسباب الوقاية ومواصلة السير بصحبة الكاميرا.

صورة4

صورة5

المصور روجيه أنيس

6

"تغيير كبير. أن الناس تقعد في البيوت مش حالة سهلة وأنك تلقط ده في صورة مش سهل خالص. مبسوط مثلاً أني قدرت أحكي عن أم علاء عاملة النظافة في مستشفى عزل رغم تعب الأعصاب اللي عشته بعدها وأنا عازل نفسي كام يوم مستني تظهر عليا أعراض أو لأ".

الشعور "بالتكتيف" لصعوبة الحركة من ناحية وقلة الموارد من جانب آخر أقسى ما عايشة أنيس ومازال "أن يبقى في حكاية محتاجة تتحكي مبقاش سهل يتراح لها"، لكنه يقاوم.

7

8

المصور محمود بكار

9

"أصعب وقت عدى في كل شيء. رفضت أصور في مستشفيات العزل خوفًا على أهلي والناس اللي بشوفها. بعد ما كانت أسرتي بتلح عليا أروح البلد في الأقصر ويقولوا "متوحشينك" بقوا يقولوا لي مدام كويس خليك مكانك لغاية ما الأمور تتحسن. أيام شديدة إنما لما تعدي وأرجع أشوف الصور هفتكر الحاجات الصعبة لكن هبقى فرحان أني صورتها".

سابق بكار الزمن مرتين، الأولى لاقتناص لحظة التصوير، والثانية وقت الحظر "كنت عامل زي سندريلا بجري عشان ألحق اروح لأني معنديش عربية ومكنش هيبقى فيه حاجة أركبها"، فعل ذلك حينما صور عمليات التعقيم في قرية بالأقصر، وسير المسحراتي في شهر رمضان، وبعدما التقطت عدسته الصلاة الاستثنائية في مسجد الأزهر ليلة السابع والعشرين من رمضان.

10

11

المصور مصطفى الشيمي

12

"كنت راجع بليل على طريق الواحات، لقيت تاكسي عليه أنبوبة أكسجين، توقعت أنه حد مشتري جهاز تنفس لمريض، لما قربت لقيت خرطوم نازل بيتنفس منه شخص جوه العربية، كان شبه بيموت وأهله بيلفوا بيه على مستشفى تستقبله. صورت من بعيد رغم أن كان في إمكانية أقرب أكتر والناس موافقة لكن القرار مبقاش ليا لوحدي في الأيام دي".

يلجأ الشيمي إلى التباعد قدر المستطاع، يعيش تحت ضغط، بين واجب النزول لتوثيق حدث فريد، والخوف على أسرته "أبسط حاجة لما أنزل اتجنب أزور والدتي الست الكبيرة اللي ساكنة معايا في نفس البيت خوفًا أني أكون اتصبت وأسبب لها أذي".

13

المصور علاء أحمد

14

"رغم كل شئ بس دي فترة جت لنا من السما، بقى في حدث نصوره. اللي قبلنا وثقوا الكوليرا وأمراض صعبة كتير وجه الوقت اللي نصور حاجة الله أعلم هتحصل بعد كده ولا لأ"

بشغف يتعامل علاء مع "كورونا"، كأنها أيام عادية، يزيد فيها فقط الإتزم بالإجراءات الوقائية، ثم يلملم ما استطاع من تفاصيل الحياة، أحيانًا لم يفصله بين مشتبه بإصابته بـ"كورونا" سوى مسافة قليلة مثلما حدث وقت تغطية امتحانات الثانوية العامة.

15

16

المصور نادر نبيل

17

"روحت مستشفى عزل كنت في قلب المرض، خوفت لكن متحمس أني أوثق لولا الدكاترة منعونا نطلع للمرضى فاكتفيت بمحاولة التصوير من تحت".

صور نبيل طفلة صغيرة مريضة كورونا، لم تكن الأفضل فنيًا في رأيه بين ما التقط، لكنها من الأقرب له، فما يخرج المصور الشاب من منزله حتى يتذكر زوجته وابنته الصغيرة، وما عقد معهما من اتفاق جاري إلى الآن "محدس يلمسني لما ارجع البيت قبل ما أعقم نفسي وأخد كل الاحتياطات".

18

المصور جلال المسري

19

"فترة كورونا هفضل افتكرها بحفيدتي اللي كنا بنحايلها عشان زهقانة فنعلمها تعقيم إيديها والعمال اللي بيشتغلوا ومش فارق معاهم غير اليومية بتاعتهم، بيلبسوا الكمامة عشان مش هينفعوا يوم لو ضاع منهم مش هيعرفوا يعوضوه في الوقت الصعب ده".

حمل المسري الكاميرا داخل منزله وخارجه، حاول أن يشارك في توثيق مشهد "الفيروس" بتفاصيل بعيدة عن المستشفيات.

20

المصور فريد قطب

"كنت المفروض أكون في طوكيو بغطي الأولمبياد وكل حاجة وقفت بسبب كورونا، أحبطت لكن أنا مصور صحفي، لو خيروني بين أني أصور حدث رياضي ولا الوباء في ووهان مثلاً هاختار كورونا"

منذ عام 2011 ويعمل قطب في التصوير الصحفي، غطى العديد من الأحداث السياسية، خاصة الاشتباكات "كل تغطية كنت بنزل فيها بتشاهد"، لكن الشهور الثلاثة انقضت مختلفة "المرة دي الخطر ممكن ميقتلنيش لكن يخليني سبب في موت أقرب ناس ليا"، وهو أشد ما يواجه نفس المصور الصحفي الآن.

21

المصور إسلام فاروق

"لأول مرة أحس أني مش واخد راحتي في التصوير، لأول مرة أخاف أنزل أعمل الحاجة اللي بحبها وأصور عشان مأذيش زوجتي الحامل في شهرها الأخير، ومع ذلك على قد ما أقدر عبرت عن الفترة اللي اضرب فيها الرزق في مقتل في رمضان".

وجد إسلام في شهر رمضان تفاصيل التغيير الكبير الذي طرأ على الحياة، غياب البهجة ومقاومة البعض لها في الشوارع الجانبية، فسجلت عدسته صورة للأجواء.

22

المصور حازم جودة

23

"قعدت 5 ساعات مع عمال شركة الماية اللي اتبدلت مهمتهم لتعقيم الشوارع بدل من شفط الماية والتصليح. كأننا في حرب كيماوية. أنا تعبت من الكلور في الوقت اللي عيشته معاهم وهم كل يوم بيعملوا ده في شوارع إسكندرية".

مازال يلملم المصور السكندري تفاصيل التجربة، لكن قضاء وقتًا من الليل أعلى "فنطاس" المياه لن يُنسى، كذلك ما لمسه من معانِ "الناس بتحب الحياة أكتر من الموت. الناس خافت لشهر لكن أدركت أن الأيام مش بتقف. الكل خايف لكنه عايز حياته القديمة. الناس بقت تقبل أكتر على الحياة".

24

فيديو قد يعجبك: