إعلان

عُمال الليل وأخره.. كيف الحال بعد تمديد مدة الحظر؟

12:13 ص الأحد 28 يونيو 2020

محال تجارية بعد الإجراءات الجديدة

كتبت- شروق غنيم:

طيلة 15 عامًا مضوا؛ اعتاد خالد السيد علىالتجول في شوارع القاهرة حتى منتصف الليل يتلقّف الزبائن، فمع كل رحلة جديدة بالتاكسي الذي يملكه، كلما زاد دخله اليومي، أحيانًا يؤخر نفسه قليلًا حتى يعود إلى منزله وقد وفّر مصاريف اليوم التالي ولا سيما الخاصة بتعليم ابنته الكُبرى. خلال الشهور الماضية تغير الوضع حين صدر قرار بمواعيد الحظر في مارس الماضي فانعكس ذلك على رزق الأب لثلاثة أطفال، لكن مع بداية اليوم السبت انقلب الحال، تسلل الأمل لنفس الرجل الثلاثين بسبب رفع حظر التجول "كل ما طوّلت في الشارع معناه إني هكسب فلوس أكتر".

الثلاثاء الماضي، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي،رئيس مجلس الوزراء، حفنة قرارات لتعايش الدولة المصرية في ظل فيروس كورونا المستجد، يتم تطبيقها بدءً من اليوم السبت، وتشمل إلغاء حظر انتقال و حرك المواطنين بكافة أنحاء البلاد على جميع الطرق، وإعادة فتح المطاعم والمقاهي بنسبة إشغال 25%، كذلك الفنادق بنسبة إشغال

50%، إغلاق المحال في التاسعة ليلا بدلا من السادسة وعمل وسائل المواصلات حتى منتصف الليل، فتح دور العبادة عدا لصلاة الجمعة أو صلوات الآحاد في الكنائس، إعادة فتح المنشآت الثقافية والسينمات بـ25% من قدرتها الاستيعابية، وكذلك فتح النوادي والصالات الرياضية بطاقة 25% فقط، تمهيدا لافتتاحها بشكل كامل 15 يوليو المقبل.

في السابق كان يتجول السيد بعربته في نواحيمختلفة من محافظة القاهرة، يستقبل الزبائن ولا يرفض مكانًا، لكن مع إجراءات حظر التجول صار ملتزمًا بمشاوير في نطاق المهندسين والدقي لأنهم على مقربة بمنزله في بولاق الدكرور "بقيت بخاف ألف كتير عشان الفيروس وممكن اتعدي، وكمان عشان ميعاد الحظر ألحق أروح".

منذ انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر وتفاوتت مواعيد غلق المحال التجارية، التزم بها عادل فراج، الذي يعمل في مقلة لبيع اللب والتسالي منذ عشرين عامًا. على شارع رئيس في إحدى المناطق الشعبية يُطل محال الرجل الخمسيني لذا بالنسبة له فرصة لمزيد من الربح، لكن بحكم خبرته في العمل "بيع اللب بيبدأ من بعد المغرب للساعة 12، لأن ده الوقت اللي الناس بتتسلى فيه بليل بعد ما يرجعوا من شغلهم"، في الصباح لا يكاد يبيع شيئًا، لذا تأزم دخله اليومي منذ مارس الماضي.

في البدء حينما كانت المحال تُغلق في الخامسة مساء "كان بتعدي أيام من غير ما أبيع أي حاجة خالص، وأيام تانية أخري في اليوم أعمل 50 جنيه"، فيما كان إيراده في عهد سابق خمسمائة جنيهًا ما قبل تفشي الوباء "لولا إني مسنود على قرشين محوشهم مكناش لقينا ناكل في الظرف ده".

استقبل الرجل الخمسيني اليوم السبت بعد حفنة القرارات الجديدة بتفائل، إذ تمديد موعد غلق المحال التجارية إلى التاسعة مساء يسمح له بربح إضافي وكلما طالت مُدة عمله ليلًا صار الربح أكبر "نص العمى ولا العمى كله".

1

لم يكن يتوقع يوسف أحمد أن يعيش تجربة كهذه؛ قبل عامين بدأ العمل في محال تجاري لبيع أدوات التجميل في أحد المولات التجارية، لم يخلُ المكان من الزبائن، دائمًا ما كان مزدحمًا، لكن ذلك الحال تلاشى مع انتشار فيروس كورونا في مصر وإعلان سلسلة من الإجراءات الاحترازية، في مارس الماضي أغلقت الحكومة المصرية المولات التجارية لكنها أعادت افتتاحها مجددًا ولكن بشروط صارمة، مع بداية اليوم السبت؛ عادت المحال المختلفة بالمول التجاري للعمل مجددًا ولكن مع الغلق في التاسعة مساء.

شعر الشاب العشريني بسعادة حينما تم إقرار الإجراءات الجديدة، على الرغم من تزايد مخاوفه بأن يزيد ذلك من احتمالية إصابته بالعدوى إلا أن زيادة مدة أطول للعمل من شأنها أن تزيد من دخله الذي تقلص منذ بداية الأزمة "لما المولات اتقفلت قعدنا في البيت والمرتبات قلت، وبعد ما رجعنا كنا بنقفل بدري فده بيقلل فرصة إني أخد كوميشن في اليوم".

صورة2

نفس الحال انتاب سامح محمد، الذي يعمل على "فرشة" إكسسوارات في ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة حينما تم تمديد مُدة العمل للتاسعة مساءً، إذ يعتبرها فرصة إضافية للرزق. طيلة الثلاثة شهور الماضية لملم صاحب الـ38 بضاعته والتزم منزله "نزلت كام يوم الموضوع مكنش جايب همه، حسيت إني هخاطر بحياتي على الفاضي".

لم يكن بقرار هيّن على الرجل المسئول عن أسرته إضافة إلى والدته وشقيقته المتوفي زوجها "قضيناها والسلام، كنت حاسس صحتنا أهم خصوصًا إن شغلي كله في الشارع"، لكن مع الإجراءات الجديدة وتوقيع عقوبات على من لا يرتدي الكمامات والتزام الإجراءات الاحترازية عاد محمد للشارع مجددًا من أسبوعين.

في بُقعة من الظلام تضيئ فرشة سامح في الميدان،تجذب المترددين على المكان، يقفون لاستطلاع البضاعة فينصرف الرجل الثلاثيني ويقف بعيدًا يُجيب عن تساؤلاتهم عن الأسعار "وبعقّم إيدي كل شوية".

صورة3

قبل عشرين عامًا، بدأ فرغلي عبدالجواد العمل في مجال بيع الملابس الرجالي، وقبل حوالي عشر سنوات استقر في ميدان المؤسسة، اختاره كونه مقصدًا للعائدين أو المسافرين لمحافظات شتى بُحكم توافر مواصلات "وكسبت من المكان هنا كويس"، لكن الحال انقلب فيما بعد انتشار فيروس كورونا بشكل لم يعهده الرجل من قبل.

يتذكر عبدالجواد أيام عصيبة مرت أيضًا علىمصر لكنها لم تؤثر على رزقه بهذا الشكل "ده حتى أيام الثورة البلد كانت مقلوبة لكن كنت شغال برضو"، أتى الوباء بما لا يشتهي أصحاب المحال التجارية.

مع كل تجديد لمواعيد إغلاق المحال لم يكن يكترث عبدالجواد كثيرًا، يعرف التوقيت فقط للالتزام به، لكن لم يكن يعقد أمال على تلك القرارات "لأن في ناس خايفة من الشارع والسوق لسة هادي ومريّح". يُبصر الرجل حاله ويتحسّر عما مضى، يفتح دفاتر مدون بها الإيراد اليومي، في فبراير قبل الجائحة كانت الورقة مملوءة بالبضائع المُباعة، أما حاليًا فبالكاد يكتب عن بيع زي جديد.

45

كانت فترة رمضان الأصعب على عبدالجواد،

في السابق كان يبيع بشكل يومي بقرابة 10 آلاف جنيهًا "السنة دي كان ممكن يوصل لألفين جنيه بس، كانت خسارة كبيرة ليا لأن رمضان الموسم بتاعنا"، يتدبر حال أول أيام التعايش ورفع الحظر الجزئي مع إعادة فتح المحال المجاورة والمقاهي، يتمنى أن يعود ذلك بالربح عليه مجددًا

لتعويض الخسارة الماضية فيما يأمل بأن ينتهي الوضع الحالي "عشمانين في ربنا إنه يخلّصنا من الوباء ده".

6

فيديو قد يعجبك: