إعلان

"على أغاني الأطفال".. فلسطيني يصنع فيديوهات توعية عن "كورونا"

10:08 م الأربعاء 01 أبريل 2020

رائد الشيوخي ممثل مسرح فلسطيني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

لليوم العاشر، يلزم رائد الشيوخي منزله كجميع سكان مدينة الخليل الفلسطينية. 4 ساعات فقط أصبح مسموح فيها بالخروج لشراء الحاجيات. تغير حال المدينة بعد فيروس كورونا (كوفيد19)؛ خف الاحتكاك اليومي مع الاحتلال الإسرائيلي، أُغلقت أبواب التجمعات، ومنها المسرح الذي شارك الشيوخي في تأسيسه عام 2008، لكن الفنان المسرحي لم يعجز الحيل "بيقولوا الابداع بيطلع من المعاناة والوجع. وأحنا بقى عندنا الوجع متوفر بكميات تكفي لأي طواريء" ضاحكًا يحكي الفلسطيني، فقد خلق الشيوخي مسرحًا بديلاً؛ يطل عبر كاميرا هاتفه؛ يستوحي من واقعه كلمات يؤديها على ألحان أغاني شهيرة خاصة الأطفال، يبتغي من ذلك توعية للصغار والكبار، وابتسامة تكسر عزل ما يصفه بـ"العدو الجديد".

لم يعتد الشيوخي البقاء في المنزل طويلاً لكن "الواحد لما بيقعد بتبلش –تبدأ- المواهب الدفينة تطلع"، قرر الفنان المسرحي عمل ما يحب خاصة وقت الأزمات، ألف كلمات تحكي عن ظهور "كورونا" وزاد عليها بغنائها على لحن أغنية الأطفال "بابار فيل" ثم صورها بهاتفه وشاركها على صفحته في فيسبوك "عملتها على السريع بشكل عفوي واتفاجئت برد الفعل".

دار المقطع المصور لأيام وحصد نحو 4 مليون مشاهدة، غير أن التعلقيات المرحبة دفعته لكتابة المزيد من الأغاني، جاءت الثانية منها على لحن أغنية "ذهب الليل" للفنان محمد فوزي.

تخيل الشيوخي كيف يمكن أن يبدأ انتشار الفيروس من سلام بين شخصين "حبيت ابين للناس قديش هذا المرض ممكن ينتشر ولو بحسن نية"، فكتب ابن مدينة الخليل كلمات لا تخلو من الفكاهة والتوعية وقال "سلم جار على ولد والولد سلم على أخوته أه لو تعلم.. وحين عادوا اكتشفوا أن الجار مصاب بالكورونا فمرضوا جميعًا ما هذا النحس". فضل ممثل المسرح أغاني الأطفال "لأني بدي الصغار يتم توعيتهم ولأنها بسيطة وألحانها سهلة على ودن المستمع فتوصل كمان للكبار"، وهكذا صار نهجه الذي لم يخالفه إلا في بعض المقاطع.

ثلاث حالات مصابة بـ"كورونا" اُكتشفت حتى الآن في مدينة الخليل من 106 حالة جملة الإصابات في فلسطين كما أعلنت وزارة الصحة، مما رفع درجة الطواريء في أكبر مدن الضفة الغربية المعروفة بحدة الاشتباك فيها بين الفلسطينين والإسرائيليين "على طول 2 كيلو متر في قلب بيوت الفلسطينين 7 بؤر استيطانية وعنا أقدم مستوطنة في الضفه اسمها كاريات أربع"، مما يجعل الفلسطيني القاطن في تلك المنطقة في احتكاك مع المستوطينين وسلطات الاحتلال "بشكل يومي اتعودنا عليه" كما يصف الشيوخي، ومع ظهور المرض في الخليل زاد الخناق على الفلسطينيين بتوقف أعمالهم.

1

لم يستسلم الشيوخي للحياة تحت الاحتلال، وأفعال القتل والاستيطان، جعل من المسرح متنفس له منذ عام 1997، يصنع الأعمال الدرامية، ويخلق جيل من الطلاب والشباب المحب للفن بعد تأسيس "مسرح نعم" في الألفينيات، انتج من مكان متواضع الإمكانيات لا يكفي لـ100 شخص مسرحيات حصدت العديد من التكريمات الدولية، كان آخرها جائزة أفضل عمل مسرحي في مهرجان الإسكندية الدولي لمسرح "بلا إنتاج"، الذي أقيم نوفمبر 2019، وحصل فيه الشيوخي على لقب أفضل ممثل مسرحي.

2

وعلى طريقته أيضًا رفض الشيوخي أجواء الاستسلام لـ"كورونا"، وكانت ثماره في ردود فعل المشاهدين للمقاطع البسيطة "في ناس صورت أولادها بيغنوها. من دول كتير مش بس فلسطين"، فيما رسمت ابتسامة متبادلة بينه والمعلقين على أغانيه، البعض يخبره "أنت رجعتنا لأيام الطفولة"، وأخرون ينادون أصدقاءهم ليذكرونهم بأن "هاي أغنيته المفضلة"، كما أصبحت تصله العديد من الرسائل تقترح عليه عمل أغنية كرسالة للأطباء ورجال الأمن وأيضًا التجار المستغلين، واستجاب لها الممثل الفلسطيني.

بهجة مغلفة بالتوعية أراد أن يمنحها الشيوخي، لكنها لم تحظ برضى الجميع، انتقد البعض فعله "اللي يقولي أنت شايب روح صلي.. أنت كبير بالعمر روح أقرأ قرآن بدل ما تغني"، لا ينشغل الممثل الفلسطيني بالانتقادات، يرى أن من حق الجمهور ألا يحب ما يُقدم إليه، فيما يواصل كتابة الكلمات ويعيد غنائها على ألحان أغاني الأطفال دون أن يفقد مرحه "مش فاهم هو في سن محدد للغنا. عشان عمري 50 سنة يعني ماغنيش".

فيديو قد يعجبك: