إعلان

خوفا من "كورونا".. لاجئ سوري يتسوق لأجل المسنين في سويسرا

10:25 م الثلاثاء 31 مارس 2020

لاجئ سوري يتسوق لأجل المسنين في سويسرا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

منذ بدأت أزمة فيروس كورونا، لا يُفوت شادي السوري خبرا إلا وقرأه بعناية، لم يتخيل ابن محافظة درعا السورية أن تتطور الأمور للأسوأفي سويسرا حيث يعيش، باتت حركة الشاب وأسرته قليلة، لا يكسرها سوى خروجه أحيانا لشراء حاجيات المنزل، قبل أن تباغته زوجته بفكرة"إذا كنا لا نستطيع مساعدة أهلنا البعيدين عنا جغرافيا، فلماذا لا نساعد الموجودين في محيطنا؟".

يعيش الزوجان مع طفلتيهما في مدينة "فيرسوكس" منذ حوالي خمس سنوات، لا يشعر شادي أنه غريبا عن المكان، فرغم لجوئه من سوريابسبب ظروف الحرب بات له معارف وأصدقاء، لذا استغل تلك العلاقات ليُطلق المبادرة قبل 3 أسابيع "نشتري المتطلبات المنزلية والأدوية لكبارالسن وأصحاب الأمراض المزمنة" حتى لا يخرجوا من المنزل، خاصة مع ازدياد نسب الإصابة بالفيروس في سويسرا لتبلغ حوالي 16 ألفحالة، فيما تصل الإصابات العالمية لأكثر من 800 ألف حالة.

إعلان بسيط مُرفق بإيميل ورقم هاتف، وزّعه شادي بأكثر من مكان في منطقة سكنه، يستقبل عليه الشاب ما يريده المواطنون، بدأت المبادرةبه فقط "ثم ازداد العدد في أكثر من حي"، أصبحت الحملة غير مركزية "كل من يستطيع المساعدة في منطقته يفعل ذلك".

خروج شادي لتلبية الحاجات بشكل شبه يومي يجعله معرضا للفيروس "أحاول اتخاذ كافة احتياطاتي، فقط أنفذ المهمة وأعود للمنزل"، عملالشاب كموظف إداري بإحدى المنظمات الطبية بجنيف جعله أكثر دراية بحماية نفسه، لذا لا يرفض طلب أي شخص، لكنه يواجه أحيانا أزمةمتعلقة بالدواء "لأنه لا يمكن صرفه إلا بوصفة الطبيب"، إلا أنه فيما بعد اتفق مع من يساعدهم على إرسال صور من التأمين الطبي والوصفةإلى الصيدلي "وأنا فقط أحضر الأدوية وأوصلها المنزل".

لا يحتاط شادي تجاه نفسه فقط؛ إذ لا يقترب من الشخص الذي يوصل له الحاجيات أبدا "أضع الطلبات أمام الباب ويضع هو المال وأحصلعليه وأرحل".

تلك المبادرة عرّفت شادي على جيران جدد، باتت كلمات الشكر تنهال عليه، قال له بعضهم إن نظرته تغيرت للمهاجرين واللاجئين السوريينفي أوروبا، فيما يقابل صاحب الـ34 عاما يوميا مواقف تمس قلبه، كتلك السيدة المُسن التي عملت كطبيبة قبل التقاعد، لكنها اختارت العزلالذاتي قبل سوء الأوضاع في سويسرا "لأنها تعرف أن كل حركة غير محسوبة تؤدي لزيادة عدد الحالات" وبالتالي زيادة الضغط علىالطاقم الطبي "لذا كان تضامنها معهم أولا وأخيرا".

الحجر الصحي مازال غير إجباري في سويسرا "لكن الشوارع يوميا شبه خالية لأن الوعي يتزايد لدى الناس"، يسعد شادي بما يحاولتقديمه رفقة آخرين، لكن أكثر ما يُسعده "أن الناس في أحياء مختلفة سواء سوريين أو من سويسرا يساعدون بعيدا عن أي اعتبارات قوميةأخرى".

فيديو قد يعجبك: