إعلان

"متطوعون من أجل أطفالهم".. أولياء أمور يشاركون في تنظيم أول يوم دراسي

06:15 م الأحد 22 سبتمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمود عبدالرحمن:

تصوير ـ اسلام فاروق:

قبل أيام من بداية العام الدراسي الجديد، اقترح عصام نحمده، رئيس مجلس أمناء مدرسة الشهيد أحمد جمال الفقي"بنات"، على أولياء الأمور، التجمع بالمدرسة، التي تقع بمنطقة العمرانية بالجيزة، ليتناقشوا حول سبل حل أزمات أول يوم دراسة، خاصة تدافع الطالبات أثناء الدخول للمدرسة والصراع على المقاعد وتسليم الكتب، ليتفق أولياء الأمور على العمل كمتطوعين في عملية التنظيم.

"السنة اللي فاتت في أطفال أغمي عليها من الزحام والتدافع، وفي ناس عملت محاضر في القسم" كان هذا سببا كافيًا، من وجهة نظر عصام صاحب الـ45 عامًا، للبحث عن حل لعدم تكرار ما حدث العام الماضي، خاصة أن المدرسة تقع وسط خمس مدارس أخرى "مدرسة أحمد عرابي الثانوي بنات، ومدرسة الصديق ابتدائي واعدادي بنين، ومدرسة أحمد زويل للغات ابتدائي وإعدادي وثانوي، ومدرسة مصطفى كامل المتميزة للغات".

الصورة الاولى

ويقدر مجلس الأمناء بمدرسة أحمد جمال الفقي عدد الطلاب بهذه المدارس بما يقرب من 20 ألف طالب وطالبة، لذا عرف الشارع باسم مجمع المدارس "الشارع بيكون عبارة عن طوابير من الناس والمدارس صعب تنظم وحدها"، يقول عصام .

يوم الخميس الماضي، دشن أحد أولياء الأمور جروبا على موقع التواصل الاجتماعي "واتساب" يضم أولياء الأمور الذين وافقوا على التطوع في تنظيم وتسهيل العمل في اليوم الأول من العام الدراسي "أكثر من 300 ولي أمر عاوز يشارك بس اخترنا 80 واحد بس".

على باب المدرسة التي تضم 7200 طالبة بداية من مرحلة الـ "كي جي" وحتى الصف الثالث الإعدادي، وتضم 91 فصلا دراسيا، وقف طاهر محمود، ولى أمر طالبتين بالصف الخامس الابتدائي والثاني الإعدادي، يرتدي بطاقة هوية أعدها مجلس الأمناء للمتطوعين مكتوب عليها "مجلس الآباء والأمناء، ولي أمر متطوع للتنظيم" لتميزيهم بين أولياء الأمور غير المشاركين.

الصورة الثانية_1

قبل سبع سنوات، اعتاد طاهر الذي يمتلك إحدى الشركات المتخصصة في بيع المستلزمات الفندقية، عدم الذهاب إلى عمله في أول يوم دراسي لمرفقة زوجته وأطفاله إلى المدرسة للاطمئنان عليهم، يرى هذا اليوم ثقيلًا بسبب الزحام "الطفلة مش هتعرف تدخل تدور على فصلها وتستلم الكتب وحدها لازم نكون معاهم".

لذا تشجع لفكرة مجلس الأمناء بمشاركة أولياء الأمور في عملية التنظيم،"أنا كدة كدة كنت بروح بس المرة دي هكون مساعد في التنظيم".

يستكمل طاهر صاحب الثلاثين عاما حديثه، معربا عن سعادته من قيام إدارة المجلس برفع كشوف وقوائم الطلاب قبل بدء العام على صفحة الفيس بوك، "الطالبة داخله وعارفه مكانها فين".

"مكنتش بخلي أولادي يروحوا المدرسة أول يوم علشان الزحمة"، قالتها علا عاصم ولية أمر طفلتين بالمدرسة. على مدار ثلاث أعوام، كانت علا ترفض فكرة ذهاب أطفالها في اليوم الأول لما عانته ذات مرة من الزحام "بروح تاني أو تالت يوم تكون الدنيا بقت طبيعة"، إلا أن فكرة تطوع أولياء الأمور في التنظيم جعلتها تغير رأيها وتذهب كمتطوعة برفقة أطفالها إلى المدرسة.

"أول يوم بيكون فرحة للأطفال بس أنا كنت بخاف عليهم" تستكمل الأم التي تعمل موظفة بشركة خاصة، "فكرة التطوع جميلة وخلتني أطمن على أطفالي وما أحرمهمش من فرحة أول يوم دراسة".

تتخلص مهمة مجلس الأمناء الذي أنشى عام 2014 بالقرار الوزاري رقم 306 ويتكون من 13 عضوًا، -مقسمين ما بين ممثلي أولياء الأمور المنتخبين من خلال جمعية عمومية وممثلي المعلمين-، في حل المشاكل التي يتعرض لها الطلاب وأولياء أمورهم داخل المدرسة لكونه همزه الوصل بينهم وبين المدرسة. يقول عصام: "إحنا مش بنعتمد على ميزانية المدرسة لا بنحاول نخلي الناس تساعد في عملية التطوير"، يتذكر العام الماضي، عندما أتفق أولياء الأمور على تحمل مرتب سيدة لتنظيف الحمامات لعدم وجودة عاملة على نفقاتهم الخاصة.

الصورة الثالثة

سارة علي متطوعة اقتصرت مهمتها على الوقوف على مدخل الروضة، لذا حضرت في تمام السابعة صباحًا، ووقفت على باب المدرسة الفرعي الذي تم تخصيصه لدخول أطفال مرحلة الكي جي: "أهم حاجة الأطفال في مرحلة الكي جي، وهم مينفعش يدخلوا مع الكبار في وقت واحد".

داخل فصل بالطابق العلوى، كانت هيام عز الدين وميادة سعيد، اثنتان من أولياء أمور ومتطوعتان ضمن الفريق، تتابعان عملية تنظيم جلوس الطالبات بالفصول وفقًا لقواعد معينه، أبرزها الطول وضعف النظر "بنختار الطالبة اللى بتكون نظرها ضعيف أو قصيرة وبنقعدها في الأول".

"الطلاب بيكونوا فاكرين أن الدسك الأول للمتفوقين بس" تقولها ميادة، والتي قامت قبل التنظيم بتوجيه بعض النصائح للطالبات، بأن المقاعد الأولى لابد أن يجلس بها ضعاف السمع والنظر وأصحاب القامات القصيرة لإعطائهم فرصه أكبر للاستيعاب "لما نتكلم مع الطالبة بالراحة، هتوافق وهتقدر حالة زميلتها ويكون التنظيم بالتراضي".

الصورة الرابعة_2

وتقول غادة أحمد، أخصائية اجتماعية بالمدرسة، إن "المنطقة تشهد كثافة غير عادية في أول أيام الدراسة، وولي الأمر بيكون عاوز يطمئن على طفلته وهو بيدخلها من باب المدرسة" مشيده بالدور الكبير الذي قام به الفريق المتطوع من أولياء الأمور في عملية التنظيم ومساعدة المعلمين في تسليم الطالبات الكتب داخل فصولهن وتنظيم الفصول بناء على معايير واضحة.

فيديو قد يعجبك: