"فنانين بالفطرة"... قصة معرض فني في مكتبة الإسكندرية لأطفال "داون"

كتبت-هبة خميس:

وسط الزحام الشديد تلفتت السيدة "كريمة" مع طفلتها "فاطمة" بحثاً عن لوحتها المشاركة ضمن معرض "الورشة " بمكتبة الإسكندرية والذي يجمع نتاج الورش الفنية الصيفية التي استمرت خلال الصيف .

شاركت "فاطمة" في معرض نظمته مكتبة الإسكندرية لأطفال متلازمة داون، بدا الفخر في أعين الطفلة إذ تشير إلى لوحتها من بين أعمال كثيرة . فيما يجتمع الأطفال للتصوير بجانب معلمتهم "ميس ماري" لصورة جماعية احتفالاً بمجهودهم الاستثنائي .

"فاطمة" الا بنة الصغرى لوالدتها حينما ولدت لم تكن تبكي مثل الأطفال ، "رحت بيها المستشفى الدكتور قالي انها داون ،وانا شفتها طبيعية بس شكلها شبه الأجانب و شعرها جميل".

مع تلك الصدمة التي تلقتها الأسرة خاضت الأم مشوار طويل بين المستشفيات و الفحوصات و التحاليل لتطمئن على صحة طفلتها و متابعة مستمرة من الأطباء ، كل خطوة كانت تستشير فيها طبيبتها إلى أن وصلت بعد العلاج الطبيعي لمرحلة دخول الحضانة مثل باقي الأطفال لتفاجيء بتعنت من أصحاب الحضانات للفظ الطفلة التي لا تسلك أي سلوك عنيف و طباعها هادئة فاتجهت الأم لإدخالها مدرسة خاصة .

"من صغرها بجيبلها الألوان ترسم عشان تطلع مشاعرها و أما كملت 4 سنين بدأت تتمرن سباحة و دلوقتي بتدخل بطولات "، مشوار طويل خاضته الأم بصبر لكن ما أتعبها كان ردود أفعال الناس ؛ فمن الضحك للنبذ و التنمر المستمر في الترام والمواصلات ومحاولاتها التصدي للسخرية من ابنتها،فتصل إلى البيت و هي مكتئبة من تلك التصرفات التي تعامل طفلتها على أنها غريبة ليست مثل باقي الأطفال .

"المعرض كان جميل جدا و منظم و قادرين يبرزوا اللوحات وسط ديكور مميز ".. هكذا عبرت معلمة الطلاب عن فخرها بنتاجهم فهي تابعت الورش عبر الزجاج فقط وكانت مندهشة من تأقلمهم مع مدربي الورش . وتتمنى دائما دمج الأطفال مع أطفال عاديين كي يصبح أطفال الداون مشارك في العمل ليس مشاهد فقط.

وخلال مشوار طويل خاضته "ميس ماري" في تعليم الأطفال الداون تدرك وجود تغيير طفيف في المجتمع، ما جعل مكاناً مثل مكتبة الإسكندرية تضع خطط للورش شاملة الأطفال العاديين مع أطفال حالات الداون فأظهر ذلك مهاراتهم في العمل الفني و الذي يجب استثماره، حيث تقول المعلمة "سهل اني أعمل احتفالات و أدعو الأطفال و هينبسطوا ،إنما مشاركتهم في ورش دة هيخليهم فخورين بنفسهم زي ما هما مبسوطين دلوقتي ".