إعلان

كيف احتفلت مدرسة "الصنافين" بأبطال نصر أكتوبر "المنسيين"؟

10:31 م الخميس 10 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد زكريا:
عام 1974، حصل العميد سمير شرف على ميدالية 6 أكتوبر 1973، تقديرًا من الدولة لمساهمته في النصر الذي تحقق على العدو الإسرائيلي، حال كل من شاركوا بالمجهود الحربي في الفترة ما بين 6 أكتوبر 1973 و2 فبراير 1974، ومنذ ذلك الحين لم يعرف البطل أي تكريم رسمي كان أو غير ذلك، حتى وقف في ساحة فناء مدرسة الشهيد سامي شاهين في قرية الصنافين بمحافظة الشرقية، قبل أيام، في الذكرى الـ46 لنصر أكتوبر، مزهوًا بإعادة حكاية البطولة على طلابها الصغار، شركائه في الحرب والتكريم، قبل أن يحصد شهادة تقدير ووردة من مجلس أمناء المدرسة وفاءً لبطولته.

كان "محمد كسبر"، يحكي لأحفاده، يوم 6 أكتوبر من كل عام، ما حدث في الحرب كونه كان أحد المحاربين وقتها، ولا ينسى دائمًا أن يقُص عليهم حكايته عندما قرر حماية أحد الجنود الإسرائيليين الذين وقعوا في الأسر، من انتقام زملاؤه من الجنود المصريين، حيث أقنعهم بضرورة الحفاظ على حياته، كونه سيتم استخدامه في عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين، لكن بعد 46 عامًا، لم يحكي "كسبر" قصته لأحفاد فقط، بل قصها على تلاميذ "الصنافين"، حيث قرر مجلس إدارتها تكريمه خلال الاحتفالية المقامة بمناسبة نصر أكتوبر.

قبل الذكرى الـ46، أعّد مجلس أمناء المدرسة الموجود بقرية الصنافين للحفل، أرسلوا الدعوات لأبطال الحرب في تلك القرية، ليحضر من شاركوا بأيديهم في صنع النصر، أو نواب عمن ضحوا لأجله بدمائهم، كما يحكي عصام عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء مدرسة الشهيد سامي شاهين.

في ساحة المدرسة، التي تحتضن المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وقف الطلاب بأعلام مصر، مُنشدين لأغاني تُحيي ترابها، بينما يأتي الدور في التكريم على كل بطل للقرية، أو نائب عنه. وصل عدد المكرمين حوالي 130 شخص، يتسلم الواحد منهم "شهادة تقدير" و"وردة".. كان الحفل بسيطًا، كهيئة المكرمين، الذين حضر بعضهم بالجلباب، لكن فيه سعادة لا توصف، كما يعبر شرف، أحد المكرمين.

أعاد الاحتفاء ببطولة الرجل، الحكاية مصورة إلى عقل "شرف"، هو لم ينسْ أي من تفاصيلها للحظة، هناك حكايات يعجز الزمن عن محوها، تلك واحدة منهم، سردها على مسامع الحاضرين في فخر، فيما استقبلها السامعين بانبهار. تخرج "شرف" في الكلية الحربية عام 1972. ليشارك مع زملائه في حرب النصر والتحرير، كان -وقتها- الضابط مسؤول الاستطلاع بالكتيبة 348 دفاع جوي، المسؤولة عن حماية اللواء 25 مدرع مقل، بالجيش الثالث الميداني. تحرك الضابط وكتيبته يوم الحرب، من معسكر بالجبل الأحمر بمدينة نصر، في الأول من رمضان، وتمركزوا في منطقة الشلوفة بمحافظة السويس، حتى لحظة العبور لسيناء، في الثانية عصر يوم السادس من أكتوبر.. في الثامنة مساءً، كان الضابط شرف وزملائه يُقبلون تراب سيناء، ويضعون حبات منه في بدلتهم المموهة.. ملحمة بطولية يتمنى الرجل لو عاصرها تلك الأجيال الجديدة، التي ابتعدت في رأيه عن روح النصر.

بينما مشاركة عبد العزيز في تنظيم الحفل، أدخلت السعادة إلى قلبه، لمح الرجل دموع في أعين عدد من المكرمين، يعتقد أن منهم من شعر يومًا بالتجاهل، لكن يومها كانت فرحة لا توصف من جانبهم.

ورغم بساطة التقدير المقدم، يحفظ شرف فضلا لتلك المشاعر الطيبة، أسعدته ورفعت من روحه المعنوية.. يمتن العميد المتقاعد لوفاء الأجيال الشابة، لتلك البطولة التي شارك في صنعها، لأجل أن يحيى ذلك البلد مرفوع هامته.

فيديو قد يعجبك: