إعلان

"قلعة موسى".. قصر عملاق أم قصة حب خالدة

09:43 ص الجمعة 18 ديسمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - (مصراوي):

يعد "قصر موسى" من أشهر الأماكن السياحية في منطقة دير القمر حاليا، فقصة بنائه كانت وراء شهرته حيث شيده صاحبه بجهد فردي، والمواد المستخدمة في البناء نتاج تصنيع وتركيب (أبو موسى) مالك القلعة.

وتعود قصة بناء القصر حينما عشق أبو موسى وكان مازال طالبا في مدرسة "المتنبي" إحدى زميلاته في المدرسة، وكانت الفتاة تنتمي إلى عائلة مرموقة، وكان والدها الذي يملك قصرا، حاكما لإحدى نواحي المدينة، ولم يفكر العاشق المراهق في الفوارق الاجتماعية بينهما وأفصح لها عن عشقه، فسخرت منه، وطالبته بقصر لتوافق عليه وهو ما دفعه لاحقا لبناء القصر، في إحدى حصص الرسم، طلب المعلم من التلاميذ أن يرسموا عصفورا على شجرة، ولكن موسى قام برسم القصر الذي وعد حبيبته به، واستهجن الأستاذ ما فعله، وسأله عن عدم الالتزام بما طلبه منه فأجاب بأنه قام برسم حلمه وأنه يعد لبنائه مستقبلا، ظن الأستاذ أن موسى يهزأ به، فانهال عليه بالضرب، ومزق الرسم ورماه على الأرض، فاتخذ موسى قرارا غير مجريات حياته، وترك المدرسة والبيت والمدينة من دون علم أحد، وحمل معه خريطة قصره الممزقة، وخصلة من شعر الحبيبة وبدأ مشواره لبناء القصر.

يتعرف جميع زوار هذا الصرح الكبير على هذه القصة عند الدخول إلى القصر، ولكن تتباين أراء الجميع حول دافع موسى الحقيقي لبناء القصر، هل الإرادة التي دفعت المهندس الياباني سويتشيرو هوندا مؤسس شركة هوندا، والذي يعد مثالا للناس الذين كانوا يقبعون في الفقر المدقع وتحولوا بفضل طموحهم إلى أشخاص مشاهير، أم أن هذا القصر يعد تخليدا لقصة حبه التي لم تكتمل، ليكون بذلك هذا القصر "تاج محل" آخر ولكن بنكهة لبنانية.

ويرى ماجد كمال أحد زوار القلعة، أن القصر يمثل الإرادة الحديدية للإنسان، وأن الدافع الرئيسي لهذا البناء هو رغبة صاحبه في تحقيق حلمه، وليس شيء آخر، ودلل الزائر على ذلك بتصوير أبو موسى عبر المجسمات، ضرب المدرس له في حصة الرسم، وهو الأمر الذي أثر فيه ودفعه إلى إكمال حلمه.

أما إلياس غور فرأى أن الأمرين - تحدي من سخر من حلمه وعشقه - كانا وراء بناء هذا الصرح الكبير، وأن هذا الصرح دليلا عمليا على قدرة الإنسان بفعل ما يريد حتى أن تحدى الجميع والظروف كذلك، ما أن يؤمن بقدراته وموهبته، مشيرا إلى الأزمات التي تخطاها صاحب القصر ومنها عمله في ظروف قاسية، حين استهداف المدفعية والطيران الإسرائيلي للبنان.

ويضم قصر موسى غرفا تشتمل على تراث وتاريخ لبنان عن طريق مجسمات تمثل حياة اللبنانيين في القرنين الـ (19 ، 20)، بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة القديمة من العصر العثماني حتى الانتداب، الفرنسي للبنان تبلغ 16 ألف قطعة سلاح.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان