إعلان

'نضال'' الأزهري.. الحياة من خلال إذاعة القرآن

10:32 ص السبت 31 مايو 2014

'نضال'' الأزهري.. الحياة من خلال إذاعة القرآن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

يحفظهم بالاسم، يعرف أصواتهم، ينصت لهم، تنطبع أوقاتهم لتصير زمنًا يتحدد بها يومه، تُعيده تلاواتهم بالإذاعة للحنين لسنوات مضت، فبعدما كان يسمعهم يومًا تلو الآخر، أصبح يُصادف قراءاتهم في سفره، ولتتغير ملامح الأعوام بتغير عاداته، لأسباب تتعلق بمادية الحياة.

شب ''نضال محمد'' على حب المقرئين الخمس، الشيخ محمود علي البنا، مصطفى إسماعيل،محمد صديق المنشاوي، عبد الباسط عبد الصمد، و''شيخ المقرئين'' محمد رفعت، عرف الصبي الصغير منذ تعلم بالكُتّاب أن عليه سماعهم بإذاعة القرآن الكريم ''المحفظ كان بيقولنا ده واجب''.

الطالب الذي تخرج في هندسة الأزهر، تبدأ قصته من المرحلة الابتدائية، حين أصبح سماع المقرئين عادة يومية في أعوام ما قبل الحاسب الآلي والتليفون المحمول، يتحدد يومه حسب برامج التلاوات، يصحو بالفجر للصلاة، يلحق بقراءة الشيخ الحصري في السادسة.

ينام بعدها قليلًا حتى موعد الدراسة، أو ينتظر سماع قراءة الشيخ محمد رفعت في السابعة، تمتد لنصف ساعة، ليهرع بعدها إلى المعهد، متيقنًا أنه قد تأخر على ميعاده بالثامنة.

درس خصوصي بالمجان

لم تكن إذاعة القرآن الكريم، وهي ثاني المحطات بالإذاعة المصرية من حيث ترتيب الإنشاء، قناة لسماع التلاوات فقط، فاهتمت ببرامج دراسية للمرحلة الإعدادية والثانوية لعقود طالت، حتى أصبح من شيم العائلات التي يشب أبنائها بالأزهر، أن يسجلوا حلقات دراسية يُمكن أن تفيد صغارهم في المستقبل..

ليست البرامج الدراسية وحدها هي ما تقدمه الإذاعة للطالب الأزهري، فقد عنيت بأرقام الجلوس ونتائج الشهادات، على مدى أربع أيام كاملة، تذيع محطة القرآن النتائج، ليقعد الطلبة في انتظار محصلة دراستهم، ويترقب ''نضال'' مآل جهده.

في عام 2006 استمع المهندس المغترب إلى ذكر اسمه ورقم جلوسه المعلن بالإذاعة، ولتكن هي المرة الأخيرة التي أعلنت فيها المحطة أرقام الجلوس، حسب قول ''نضال''، وليلتفت الناس بعدها إلى الانترنت للحصول على النتائج المسبوقة.

الشيخ البنا خلّص

يهتف المنادي ''اصحوا، الشيخ البنا خلص يلا روحوا الجامعة''، الميقات الذي يستيقظ فيه طلبة جامعة الأزهر، على أصوات زملائهم بالمدينة الجامعية، والشيخ البنا هي التلاوة التي تذاع في الثامنة، لتنتهي بالثامنة والنصف، وانتهاء التلاوة يعني تأخرهم على محاضراتهم.

بعض زملاء ''نضال'' من ذوي الأيدي القصيرة، كانت الإذاعة بالنسبة لهم هي الساعة التي يتحدد بها يومهم، لم يمتلكون واحدة تعلن لهم عن الأوقات، ولتتحول الإذاعة إلى مواقيت يُضبط بها يومهم باللحظة.

لم يعد يستمع ''نضال'' لإذاعة القرآن بعد تخرجه من الأزهر، اختلفت المحطة كثيرًا منذ تكاثرت وسائل الاتصال المتعددة، الانترنت، التليفون المحمول، ليقل استماع الناس إلى الإذاعة، وتختلف البرامج المعتاد سماعها ''براعم الإيمان مبقتش تيجي''، ظل البعض، اختلف مواعيد تقديمهم، واستمر وجود التلاوات الشهيرة والخارجية، مع اختلاف مواقيتها عن ذي قبل.

أصبح موقع الساوند كلاود هو هبة منحها الله لنضال، يستمع من خلال الموقع على التلاوات والتواشيح، نادرًا ما يسمع لتلاوات الإذاعة التي يُصادفها في سفره إلى القاهرة بالميكروباص.

يقبع بذاكرة ''نضال'' حكاية مضحكة تلاها له جده، عن إذاعة القرآن الكريم، حينما بدأت الإذاعة لم يعلم الناس أن القراءات تتعدد، وهي أربعة عشر قراءة مختلفة تختلف باختلاف علامات النحو، لم يعرفوا سوى قراءة حفص بن عاصم، و في إحدى التجمعات حول محطة القرآن سمعوا الشيخ محمد رفعت يتلو برواية ابن كثير، تتجهم الوجوه، وتتعدد الاستفهامات التي تحوّلت إلى مجموعة هرعت إلى مديرية .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: