"يا بلح زغلول".. فرحة أهالي البحيرة بموسم الحصاد
كتب : أحمد نصرة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
البحيرة - أحمد نصرة:
مع بداية موسم الخريف من كل عام، تتحول مدينتا إدكو ورشيد بمحافظة البحيرة إلى لوحة فنية ساحرة، تزينها سباطات البلح بألوانها الزاهية، حيث يترقب الأهالي موسم الحصاد الذي يمثل لهم عيدًا شعبيًا وتراثًا متوارثًا جيلاً بعد جيل.
تشتهر إدكو ورشيد بزراعة أصناف البلح الطري الذي تجود به الأراضي الرملية في شمال مصر، وتتنوع أنواعه بين الزغلول الأحمر القاني، والسماني الأصفر الكبير، وبنت عيشة، والحياني الذي يتحول إلى اللون الأسود عند اكتمال نضجه وتنتج النخلة الواحدة ما بين 150 و300 كيلو جرام سنويًا، ما يجعلها مصدر دخل أساسي لآلاف المزارعين.
ويؤكد محمد مؤنس - مزارع أن إنتاج البلح ليس بالأمر السهل، إذ تمر النخلة بمراحل شاقة من الرعاية تبدأ بالحلاقة، ثم التلقيح وربط السباطات، ورش المبيدات لمكافحة الآفات، وصولًا إلى مرحلة الجمع. في هذه العملية الصعبة يتولى "الحزام" مهمة الصعود إلى قمة النخلة مستخدمًا الحابول أو الحزام التقليدي لإنزال المحصول.
ولا تقتصر فرحة الموسم على الرجال، بل للنساء دور بارز في استثمار المحصول، حيث برعن في صناعة العجوة بطريقة تراثية تبدأ بتجفيف البلح في الشمس، ثم طحنه وتشكيله وتخزينه ليكون مصدرًا للطاقة في ليالي الشتاء الباردة، كما يتفنن الأهالي في إعداد وجبات مبتكرة مثل "البلح المغلي" الذي يُطهى مع الحلبة ليمنح نكهة خاصة.
ويؤكد عصام قاسم من أهالي إدكو: ترتبط بزراعة النخيل مهن تراثية وحرف يدوية امتدت لعقود، مثل صناعة الأقفاص من جريد النخيل، وصناعة القفف والسبت والشنط الكبيرة من السعف، وهي صناعات كانت رائجة قديمًا وأسهمت في رزق الكثير من العائلات، قبل أن تبدأ في التراجع أمام بدائل الكراتين والبلاستيك.
ويظل موسم حصاد البلح في إدكو ورشيد بمثابة مهرجان غير معلن، تتداخل فيه فرحة الرزق ببهجة الطقوس الشعبية، لتبقى النخلة شاهدًا على ارتباط الإنسان بالأرض وعطاياها جيلاً بعد جيل.
اقرأ أيضًا:
سماني وزغلول وحياني.. موسم البلح في البحيرة "عيد" (صور)