جابر الرفاعي.. حكاية مقاتل سابق في الشرقية لا يرى لكنه يصنع الحياة -فيديو وصور
كتب : مصراوي
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
الشرقية - ياسمين عزت:
في شقة متواضعة بشارع وادي النيل بمدينة الزقازيق، يجلس جابر إبراهيم الرفاعي، رجل سبعيني فقد بصره لكنه لم يفقد عزيمته، بين يديه حقائب يصممها ويخيطها بعناية، وبجانبه زوجته التي يصفها بأنها "نور عتمته وعكازه في شيخوخته وبدلة القوات المسلحة المموهة التي كان يرتديها على الجبهة".
من الجندية إلى صناعة الحقائب
يستعيد "الرفاعي" ذكريات عمره مع الوطن، إذ تطوع في الجيش المصري عام 1971 وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، بدافع من والده الذي غرس فيه حب الوطن بعد نكسة 1967.
خاض تدريبات شاقة وتخرج عريفًا عام 1973، ليلتحق بفرق صيانة وإصلاح السيارات ثم المظلات، قبل أن ينضم إلى الفرقة الرابعة المدرعة. شارك في حرب أكتوبر المجيدة، وعمليات ليبيا 1977، ثم حرب تحرير الكويت 1990-1991، قبل أن يختتم خدمته باختياره عام 1995 برتبة ملازم.
إصابة قلبت حياته
بعد سنوات من الصيد، هوايته المفضلة، أصيب بأزمة صحية أفقدته البصر منذ نحو 16 عامًا. ورغم الانكسار الذي أصاب حياته،حتى أن إحدى زوجاته تركته بسبب حالته الصحية– إلا أن الله عوّضه بزوجة العمر، التي شاركته محنته وصارت عونه في مواجهة قسوة الظلام.
بداية الحلم
يحكى أنه كان بحاجة إلى حقيبة خاصة بالصيد، فقرر أن يصنعها بنفسه دون تدريب مسبق. أصدقاؤه انبهروا بجودة عمله وشجعوه على الاستمرار، فتحول الأمر إلى مشروع صغير لتصميم وتفصيل الحقائب المدرسية واليدوية.
توقف المشروع لسنوات بعد فقدانه البصر، لكنه عاد إليه من جديد بإصرار: "لم أفقد البصيرة التي منحها الله لي"، يقول الرفاعي مبتسمًا.
شراكة من نوع خاص
علّم زوجته فنون القص والتفصيل، وباتت يده الثانية في كل ما يتعثر به، يصمم الموديلات ويقص القماش، وهي تكمل ما لا يراه. يؤكد أن ما يقدمه لا يبتغى به المال بقدر ما هو وسيلة ليشعر بالحياة، مشيرًا إلى أنه يخصص جزءًا من دخله للمحتاجين رغم حصوله على معاش عسكري يكفيه.
أمنية رجل سبعيني
اليوم، وقد تجاوز السبعين، لا يطلب جابر إبراهيم الرفاعي من الدنيا إلا أن يترك أثرًا طيبًا ودعوات صادقة بعد رحيله: "لا أعمل لحاجة، بل لأعيش، وأتمنى أن يذكرني الناس بخير."