من "ألسن" للسوشي.. مريم تغزو الشرقية بـ"لفائف الأحلام" (صور)
كتب : مصراوي
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
الشرقية - ياسمين عزت:
في قلب مدينة فاقوس بالشرقية، حيث تتشابك الحكايات اليومية البسيطة، تكتب مريم خالد رضوان، ابنة الـ 22 عامًا، فصلًا فريدًا في قصة طموحها.
فتاة تدرس اللغات الإيطالية والإنجليزية بكلية الألسن، وتحلم بالسفر حول العالم كمترجمة، لكنها اليوم أصبحت أشهر من يقدم وجبة يابانية فاخرة في محيطها، لتقف على مفترق طرق بين حلم الدراسة وشغف الطهي الذي تحول إلى مشروع مربح.
قصة مريم ليست مجرد حكاية عن فتاة تصنع طعامًا لذيذًا، بل هي مرآة لجيل جديد لا يكتفي بمسار واحد. إنها قصة عن الشغف الذي يرفض أن يبقى حبيس جدران الهواية، وعن الحلم الذي ينمو في بيئة غير متوقعة، ليطرح سؤالًا جوهريًا: هل نتبع ما درسنا من أجله، أم ما خلقنا لنبدع فيه؟
من القاهرة إلى فاقوس.. كيف وُلد الشغف؟
بدأت الحكاية من حب مريم الشديد للسوشي، الذي كان يجبرها على قطع المسافات الطويلة إلى القاهرة فقط لتناول وجبتها المفضلة. تروي بوجه بشوش: "بصراحة أنا من عشاق السوشي، كنت كتير أسافر القاهرة مخصوص عشان أكله، لحد ما زهقت من السفر وقلت طب ما أجرب أعمله بنفسي".
لم تكن مجرد فكرة عابرة، بل شرارة مشروع كامل. انغمست مريم في عالم الإنترنت، تشاهد الفيديوهات وتتعلم الأسرار.
لم يكن الطريق سهلًا، فبعد "محاولات كتير ومجهود كبير ومحاولات مضنية"، نجحت أخيرًا في إتقان صنع السوشي ليضاهي جودة أشهر المطاعم. ما بدأ كتجربة لإشباع رغبة شخصية، كان على وشك أن يتحول إلى ظاهرة.
عندما يطلب الريف "السوشي"
بمجرد أن عرضت مريم أطباقها الشهية عبر صفحة على فيسبوك، انفجرت المفاجأة.
الفكرة التي بدأت صغيرة "كبرت بسرعة فجأة"، وتجاوزت حدود مدينة فاقوس لتصل إلى القرى المجاورة.
أصبح السوشي، تلك الوجبة التي لم تكن متاحة في مطاعم الشرقية، حديث الناس، وبدأت الطلبات تتزايد يومًا بعد يوم من متابعين لم يكتفوا بالصور، بل أرادوا تذوق الإبداع بأنفسهم.
كانت ردود فعل الزبائن هي الوقود الذي أشعل حماسها. تقول مريم بفرح: "الناس كانت بتكتب تعليقات جميلة من غير ما أطلب منهم. بجد حسيت إن في حاجة مختلفة، إن في ناس عارفة قيمة اللي بعمله وبتقدّره".
هذا التقدير لم يكن مجرد إطراء، بل كان تأكيدًا لها بأن شغفها يمكن أن يصبح حلمًا أكبر.
مترجمة أم سيدة أعمال؟.. حلم على نار هادئة
اليوم، تقف مريم أمام مستقبل مزدحم بالخيارات. هي لا تزال تعشق مجال دراستها وتؤكد: "أنا بحب مجالي، عايزة أكمل فيه وأشتغل باللغات مترجمة". لكن نجاح مشروعها فتح عينيها على عالم آخر، عالم التجارة والأعمال الذي يحقق "أرباحًا كبيرة".
تفكر مريم حاليًا بجدية في افتتاح مطعم خاص بها، لتحول شغفها إلى إمبراطورية صغيرة، بينما لا تزال تُصر على طموحها الأكاديمي، لتتركنا أمام صورة ملهمة لفتاة من قلب الشرقية، أثبتت أن الأحلام يمكن طهيها ولفها وتقديمها للعالم، حتى لو كانت بنكهة يابانية.