إعلان

جراحة المستحيل.. كيف أعاد أطباء أسيوط النبض لصاحب القلب المقلوب؟ (صور)

كتب : مصراوي

05:46 م 17/08/2025

تابعنا على

أسيوط ـ محمود عجمي:

لم يكن صيف أسيوط الحارق هو وحده ما يلهب صدر هذا الرجل الأربعيني الذي وصل إلى مستشفى القلب الجامعي، فهناك قلبٌ لديه يسكن في غير مكانه، اختار يمين صدره، في حالة نادرة تُعرف بـ "انقلاب وضع الأحشاء الكلي".

وصل الرجل وقد أنهكه ضيق التنفس وأثقلته آلام الصدر، حاملًا بين ضلوعه لغزًا تشريحيًا لا يحدث إلا مرة بين كل عشرات الآلاف. لكن الفحوصات الدقيقة كشفت عن تحدٍ أكبر من مجرد قلبٍ مهاجر؛ فالروماتيزم كان قد نخر صماماته، وتسبب في ضيق حاد بالصمام الميترالي، وارتجاع خطير في الصمام الأورطي، بينما تشبثت جلطة خطيرة بالأذين الأيسر، محولةً حالته النادرة إلى سباق معقد ضد الزمن.

هنا، تحول التحدي إلى مهمة. استُنفر فريق طبي متكامل بقيادة جراحي القلب الدكتور محمود خيري الهايش، والدكتور محمود الخواجة، بمعاونة الطبيب أحمد سمير، والطبيب مروان أحمد.

على جبهة التخدير، وقفت الدكتورة هالة سعد عبد الغفار وفريقها المكون من الدكتور عبد الرحمن حمدي والطبيب محمد الخطيب، لضبط إيقاع الحياة خلال جراحة شبه مستحيلة، قد تحمل في طياتها مفاجآت خلقية أخرى.

داخل غرفة العمليات، بدأت معركة جراحية دقيقة، عمل فيها الفريق ككيان واحد. وبدعم من فريق تمريض متخصص ضم أحمد أشرف (أخصائي إرواء القلب)، وإسلام صابر، ودنيا خيري، وحسن رمضان، ورحمة سيد، وعاطف محمد، انطلق نزال مع الزمن.

أُزيلت الجلطة، واستُبدل الصمامان التالفان. كل حركة كانت محسوبة بدقة لمواجهة تشريح الجسد المقلوب.

وبعد ساعات بدت كدهر، خرج المريض من غرفة العمليات. كان قلبه "الأيمن" قد عاد ليخفق بالحياة من جديد، منتصرًا على كل التعقيدات.

أسبوع واحد كان كافيًا ليتعافى الرجل الذي دخل المستشفى على حافة الخطر. غادر المستشفى مبتسمًا، حاملًا في صدره قلبًا استثنائيًا، وفي ذاكرته وجوه فريق طبي حوّل المستحيل إلى حقيقة نابضة.

ويُعد هذا الإنجاز ثمرة دعم ورعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، والدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب، والدكتور محمد عياد، مدير مستشفى القلب الجامعي.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان