خطر إجباري.. شبح "معديات الموت" يعود للمنوفية بعد إغلاق الطريق الإقليمي
كتب : مصراوي
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
المنوفية – أحمد الباهي:
في هدوء ثقيل يقطعه هدير محركات السيارات المتزاحمة، وعلى ضفاف نهر رشيد، تقف "معديات أشمون" كسفن خشبية تترنح فوق الماء، حاملة على ظهرها قدرًا مجهولًا لكل من يصعد إليها.
أمام مشهد عبور المركبات، لا شيء يشي بأن الحياة تسير بشكل طبيعي؛ فالوجوه القلقة، وأصوات التذكير بالحوادث القديمة، تحوّلت إلى جزء من الرحلة اليومية التي فرضها قرار وزارة النقل المفاجئ بإغلاق الطريق الإقليمي عقب مأساة مصرع 19 شابًا وفتاة، لم يعد أمام الأهالي إلا هذه المعديات – التي وُصفت يومًا بـ"قنابل موقوتة" – كبديل إجباري لعبور النهر.
عندما يعيدك الحاضر إلى مشاهد الغرق
لم تكن تلك المرة الأولى التي يُلقى فيها الضوء على خطر المعديات في المنوفية. فالذاكرة الجماعية لم تجف بعد من دموع أغسطس 2021، حينما غرقت معدية بأشمون كانت تقل ميكروباصًا يحمل 22 فتاة، لقين حتفهن في لحظات صادمة، بعد يوم عمل شاق في الأراضي الزراعية، كانت رحلتهن الأخيرة، وباتت أسماؤهن محفورة في ذاكرة المحافظة.
ومن قبلها، في 2015، سقطت سيارة نصف نقل محملة بالعمال في نهر النيل بمعدية سنتريس، ثم حادث مأساوي آخر في 2017 عندما انقلب تروسيكل يقل أطفالًا في النهر، أعقبه حادث اصطدام معدية طليا بالضفة عام 2020، فكانت الإصابات والنجاة بأعجوبة.
كوبري "أشمون – أبو غالب".. المشروع المعطّل والآمال المؤجلة
وسط الحوادث المتكررة، تعالت الأصوات المطالبة بكوبري "أشمون – أبو غالب"، الذي كان من المفترض أن يحل أزمة العبور نهائيًا، بدأت الأعمال بالفعل عام 2022، ووعدت الوزارة بتسليمه في 2023، لكن الواقع يُكذّب الوعود؛ فالمواطنون لا يرون سوى أعمدة خرسانية صامتة، تصطف بلا حركة، كأنها تشهد على فصول من مسلسل الإهمال.
تحذيرات جديدة وصور تتكرر
مع تصاعد حركة المرور إلى المعديات بعد غلق الإقليمي، اجتاحت مواقع التواصل تحذيرات عاجلة، تحت عنوان: "معديات المنوفية.. كارثة تقترب"، فالمسافرون لا يجدون أمامهم سوى طريق القناطر غير المؤهل، أو المغامرة على متن المعديات، وسط غياب واضح لأي تنظيم، وانعدام الرقابة على الحمولة أو الصيانة.
استنفار محلي.. هل يكفي؟
رئيس مركز ومدينة أشمون، طارق أبو حطب، أكد توجيهه رؤساء الوحدات المحلية القروية بشن حملات تفتيشية ومتابعة الحالة العامة لكافة المعديات التي تعمل على فرع رشيد بقرى مركز أشمون؛ للتأكد من سلامتها وتوافر وسائل الأمان والإنقاذ بها، فضلاً عن التنبيه والتشديد على أصحابها بعدم استخدام سيارات الأجرة على المعديات النهرية؛ حفاظًا علي أرواح المواطنين خلال فترة غلق الطريق الإقليمي، كما وجه رؤساء الوحدات المحلية القروية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتنفيذ تلك التوجيهات بكل حزم، لكن هذه الإجراءات، وإن كانت ضرورية، تُثير التساؤلات حول مدى كفايتها، في ظل تاريخ طويل من الكوارث المؤلمة.