من حصن دفاعي إلى مزار عالمي.. كيف استعادت "قلعة شالي" بسيوة رونقها؟ (صور)
كتب : مختار صالح
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
عندما تطأ قدماك واحة سيوة الهادئة، يلفت انتباهك على الفور ذلك الجبل الطيني العملاق الذى يقف شامخًا وسط الواحة كحارسٍ يحكى قصص قرون مضت. هنا، عند قلعة شالى، لا تسمع مجرد صدى الريح، بل تستمع لنبض التاريخ، وتقرأ على جدرانها المتصدعة حكايات من عاشوا خلف أسوارها، وكيف تحولت من حصن منيع إلى رمز باقٍ يأسر السياح من كل بقاع العالم، إنها القلعة التى وُلدت من رحم الخوف، وبُنيت بسواعد أربعين رجلاً، لتصبح اليوم أحد أهم معالم سيوة وأكثرها سحرًا وغموضًا.
- حكاية البناء
تعود نشأة قلعة شالى إلى القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلادى، فى عصر المماليك، حين سادت الفوضى الصحراوية وهجمات البدو على الواحات. كان الغذاء شحيحًا، والهجمات متكررة، والقبائل تغزو بعضها البعض بحثًا عن لقمة العيش. ولأجل حماية أهل الواحة، اجتمع أربعون رجلاً من السيويين وشيدوا هذا الحصن فوق صخرة عملاقة، ليكون الملاذ والحصن والمدينة كلها داخل أسوار واحدة.
لم تكن القلعة فى بدايتها سوى مبنى من طابق واحد، ثم توسعت مع الزمن إلى خمسة طوابق، محاطة بسور ضخم يصد أي هجوم محتمل.
- كرشيف.. سر صلابة شالى
اللافت فى قلعة شالى أن مواد البناء أخذت من البيئة نفسها، من مزيج فريد لا يعرف سرّه إلا أبناء سيوة: الكرشيف، وهو خليط من الملح والطين وأخشاب النخيل والزيتون.
عندما يجف هذا الخليط يصبح صلبًا كالصخر، مقاومًا للعوامل الجوية، ويمنح البيوت دفئًا فى الشتاء وبرودة فى الصيف، ما جعل البناء به جزءًا من هوية سيوة المعمارية.
- من حصن للحماية إلى مدينة كاملة
لسنوات طويلة، عاشت قبائل الواحة داخل هذا الحصن المغلق، ولم تكن أبوابه تُفتح إلا نهارًا، حمايةً لساكنيه من هجمات الطامعين. ومع مرور الوقت وتزايد عدد السكان، نزل الأهالى إلى مناطق أوسع فى الواحة، تاركين خلفهم شالى القديمة، بعد أن فككوا أبوابها ونوافذها لاستعمالها فى منازلهم الجديدة.
- كارثة 1926.. حين غضبت السماء
تعرضت القلعة عام 1926 لسيول غزيرة استمرت ثلاثة أيام، كانت كفيلة بإحداث دمار كبير. انهارت منازل، وتصدعت أخرى، وتحول جزء واسع من القلعة إلى طلل صامت. ومنذ ذلك الحين، بدأ الانهيار التدريجى لجدرانها، حتى صارت شاهدة على مجد مضى.
- بعث الحياة من جديد.. مشروع ترميم بأيدٍ مصرية ودعم أوروبي
أطلقت وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع إحدى الجمعيات الأهلية والاتحاد الأوروبي، مشروعًا ضخمًا لترميم القلعة بتكلفة بلغت 600 ألف يورو.
استمر العمل نحو خمس سنوات، وشمل: ترميم الأسوار المنهارة، إصلاح الممرات الداخلية وفتح الشوارع المغلقة، ترميم جميع البنايات المتصدعة، إنشاء مركز للطفولة والأمومة، إنشاء مركز عمارة الأرض للحفاظ على التراث، ترميم المسجد الأثرى داخل القلعة، وهو أقدم مسجد فى تاريخ سيوة.
وتم افتتاح القلعة بعد التطوير فى احتفال حضره وزراء وسفراء ومسؤولون كبار.
- شالي.. المزار الأشهر فى قلب سيوة
أصبحت قلعة شالى اليوم واحدة من أبرز المزارات السياحية فى الواحة، ووجهة مفضلة للسياح الأجانب الذين يعشقون نمط الحياة السيوى القديم. ومن أهم ما يميزها: موقعها في قلب الواحة، وإطلالتها على المزارع والبحيرات والقرى، وكونها نموذجًا حقيقيًا للعمارة البيئية الفريدة التى تميز سيوة، ووجود فندق مبنى بالكامل على النظام البيئي القديم، يحاكى بيوت السيويين الأوائل، وأنها تُجسد قصة نشأة الواحة من خلال شوارعها الضيقة وغرفها الطينية القديمة.
- بعد ترميم القلعة
بعد الترميم، عادت القلعة تستقبل أعدادًا كبيرة من الزائرين، ومع كل خطوة داخل أروقتها، يشعر الزائر أنه يسافر عبر الزمن إلى سيوة القديمة بكل ما فيها من أسرار ودفء وبساطة.
قلعة شالى ليست مجرد جدران من الطين والملح، بل هى ذاكرة وادى سيوة كلها، هى قصة شعب عاش متحدًا أمام قسوة الطبيعة، وحصن حمل أجيالاً ثم توقف زمنه، ليعود اليوم حيًا من جديد. من يقف على قمة شالى لا يرى الواحة فقط، بل يرى امتدادًا عميقًا لروح المكان وتاريخه.