بطولة حتى النفس الأخير.. "عبدالله" يحوّل مأساة انهيار منزل المنيا إلى ملحمة فداء
كتب : جمال محمد
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
المنيا - جمال محمد:
في مساءٍ ثقيلٍ بالحزن، لم يكن يدري الشاب عبدالله محمد (22 عامًا) أن خطواته السريعة نحو منزله في منطقة طه السبع بمدينة المنيا ستكون الأخيرة في حياته، لكنها ستخلّده بطلًا في قلوب كل من عرف قصته، بعدما انهار منزله الذي يعيش فيه برفقة أسرته وعدة أسر أخرى.
قبل لحظات من انهيار المنزل، ومع تصاعد أصوات التصدعات وسقوط أحد الحوائط، لم يفكر عبدالله في النجاة بنفسه، بل اندفع إلى الداخل، مدفوعًا بنداء الأمومة والخوف على أسرته.. دخل لينقذ والدته، وساعد في إخراج فتاة أخرى إلى بر الأمان، بينما كان بإمكانه الهروب مثل غيره، لكن عبدالله لم يكتفِ بذلك، وعاد مرة أخرى.
عاد عبدالله باحثًا عن أي روح عالقة بين الجدران المتصدعة، ظنًا منه أن هناك من لا يزال بالداخل، غير عابئ بالخطر المحدق، ولا بصوت الانهيار الذي كان يقترب.
وفي لحظة خاطفة، انهار المنزل بالكامل، ليُدفن الشاب تحت الركام، ويسلم روحه، شهيدًا للشهامة والواجب.
على مدار 20 ساعة متواصلة، واصلت قوات الحماية المدنية بالمنيا جهودها في رفع الأنقاض، حتى تم انتشال جثمانه، وسط مشهد مهيب امتزجت فيه الدموع بالدعاء، والحزن بالفخر.
وكان الحادث وقع في السابعة والنصف من مساء الأربعاء، عقب سماع الأهالي دوي انفجار هائل، تبين لاحقًا أنه ناتج عن انهيار جزء من المنزل وشرفاته، وأسفر الحادث عن إصابة 4 أشخاص، نُقل ثلاثة منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وشهد موقع الحادث حضور اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، الذي تفقد المكان ميدانيًا، بينما فرضت الأجهزة الأمنية كردونًا أمنيًا، وأخلت منزلين مجاورين، مع فصل المرافق بالكامل.
ومع انتشار القصة، تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في المنيا إلى سرادق عزاء مفتوح، ينعى شابًا رحل جسده وبقيت سيرته، وتناقل الأهالي دعوات الرحمة والمغفرة، وإشادات واسعة ببطولته النادرة، مطالبين بتوفير مأوى بديل لأسرته وجميع المتضررين من الكارثة.
رحل عبدالله محمد، لكن قصته ستظل شاهدًا على أن البطولة الحقيقية لا تُصنع في الميادين فقط، بل أحيانًا تحت أنقاض منزل، وبين صرخة أم، ونبض قلب لا يعرف الهروب.
اقرأ أيضاً:
جهاز عروسة وسيدة غادرت قبل ثوان.. شاهد عيان يروي لحظات الرعب قبل انهيار
غرف مهشمة وأدوات محطمة.. آخر ما تبقى من منزل المنيا المنهار (فيديو وصور)
بدء عمليات رفع أنقاض المنزل المنهار بالمنيا للبحث عن ضحايا (فيديو وصور)