بـ "دبلة تقسيط".. "عم إبراهيم" يودّع الـ 70 بطفل: سعدية منحتني الحياة
كتب : ياسمين عزت
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
لم ييأس "إبراهيم حمودة"، صاحب الـ73 عامًا، من قرى مركز بنها بالقليوبية، من أن يمنحه القدر نهاية سعيدة، فبعد تسع سنوات قاسية من الوحدة والعزلة إثر وفاة زوجته، وجد الرجل المسن جبرًا لخاطره في زوجة شابة وطفل يملأ حياته ضحكًا وفرحة، ليصبح مولوده الجديد هو الفارق العمري الأعظم في حياته (72 عامًا).
بدأت رحلة العذاب عند "عم إبراهيم" الذي كان يعمل "فراشًا" بسيطًا بإحدى مدارس قريته، برحيل زوجته إثر صراع مع مرض السرطان، ويحكي بصوت متهدج: "أنفقت جهدي ومالي على أسرتي طوال عمري، لكن رحيلها تركني مكسور القلب بلا ونيس ولا جليس".
قضى العم إبراهيم تسع سنوات في ألم ومعاناة، يغلبه الحنين وينهكه الصمت والوجع، كان عاملًا بسيطًا كادحًا وراضيًا، وبذل كل ما يملك لتربية أبنائه الأربعة وتعليمهم وتزويجهم في حياة والدتهم، لكن بعد رحيلها، شعر بالوحدة القاسية تتسرب إلى حياته، ليظل يعيش مهمومًا وحيدًا.
ظل "عم إبراهيم" يعيش وحيدًا، حتى شاء القدر أن يعرفه على "سعدية"، امرأة بسيطة من منيا القمح بالشرقية، كانت هي الأخرى مطلقة وعانت من الوحدة بعد أن تركها ولداها ليعيشا مع أبوهما.
تقول سعدية (التي تصغره بعقود): "حين رأيت إبراهيم أول مرة، شعرت براحة غريبة. رأيت فيه رجلاً طيبًا ومريحًا، ووعدته أن أكون له سكنًا وسندًا".
لم يتردد "عم إبراهيم"، وتم الزواج خلال أسبوع واحد فقط، وانتقل للعيش معها في عزبة الحمراء بمنيا القمح.
لم يملك العم إبراهيم الكثير، لكنه أصر على حفظ كرامة زوجته، فشبكها بـ "دبلة ذهب بالأقساط"، وكتب لها قائمة منقولات بـ 38 ألف جنيه، وأجّر شقة صغيرة بألف جنيه شهريًا، وقال لها: "عايزين نعيش حياة فيها ستر وهدوء"، وبعد تسعة أشهر من زواجهما، جاء "جبر الخاطر" من السماء، إذ حملت سعدية منه.
لم يصدق العم إبراهيم فرحته، ودمعت عيناه، قائلاً: "الحمد لله الذي جبر بخاطري بعد سنين من الانكسار، سعدية جعلت من حياتي حياة آدمية بعد أن فقدت الأمل".
رزقه الله بطفل، ليصبح العم إبراهيم أبًا لطفل يصغره بـ 72 عامًا، اليوم، يعيش العم إبراهيم وزوجته سعدية في عش بسيط مملوء بالمحبة والسكينة، ويحلمان فقط بتأمين بيت صغير لهذا الطفل قبل أن يرحل الأب العجوز.