زيارة تتحول لعيد.. "البهنسا" بين الأضرحة والخيول وبيتش باجي كل جمعة (صور)
كتب : جمال محمد
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
في صباح كل جمعة، ترتدي قرية البهنسا، الواقعة شمال غربي محافظة المنيا، ثوبها الروحاني والمبهج في آنٍ واحد. فبينما تتسلل أشعة الشمس فوق قباب الأضرحة البيضاء، تتوافد إليها آلاف الزائرين من مختلف محافظات مصر، يحملون في قلوبهم نية الزيارة والتبرك، وفي وجوههم ملامح البهجة التي لا تخطئها العين.
على أطراف المدينة، تتحول الصحراء المحيطة إلى ساحة مفتوحة للفرح؛ هنا أطفال يركبون الجمال والخيول، وهناك شباب يتسابقون على عربات الـ«بيتش باجي» وسط الرمال الذهبية، فيما تصدح أصوات الباعة المتجولين وهم يبيعون الحلوى وألعاب الأطفال.
مشهدٌ يشبه الموالد الشعبية القديمة، لكنه يتكرر كل جمعة في مكانٍ له قدسية فريدة تفوق الوصف.
ومع اقتراب وقت الصلاة، تهدأ الأصوات وتتحول الخطوات إلى مسارٍ واحدٍ نحو مسجد البهنسا الكبير، حيث يبدأ الزائرون رحلتهم الروحية بين أضرحة الصحابة والتابعين.
فهنا يرقد من شاركوا في غزوة بدر، ومن ساروا مع قادة الفتح الإسلامي، الذين دُفنوا في أرض البهنسا بعد معارك ضارية خاضوها في سبيل نشر الدعوة، ولهذا لُقبت المدينة بـ«البقيع الثاني».
البهنسا ليست مجرد أرضٍ تضم رفات الشهداء، بل مدينة تسكنها القداسة منذ فجر التاريخ. ففي العصور القديمة كانت تُعرف باسم بر مجد أي "مكان اللقاء"، ثم صارت في العصر اليوناني أوكسيرينخوس أي "مدينة السمكة المقدسة"، وبلغت ذروتها في العصر الروماني عندما أُقيمت بها الألعاب الأوليمبية شأنها شأن الإسكندرية والأشمونين.
ومع قدوم المسيحية، تحولت إلى محطة روحية للرهبان، ويُقال إن السيدة مريم العذراء مرّت بأرضها واستظلت تحت شجرة ما زالت قائمة حتى اليوم تُعرف بـ"شجرة مريم"، ثم جاء الفتح الإسلامي ليمنحها أعظم ألقابها: مدينة الشهداء.
تحتضن البهنسا عشرات الأضرحة لآل بيت النبي ﷺ وصحابته، منهم: زياد بن أبي سفيان، وسليمان بن خالد بن الوليد، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، والحسن الصالح بن علي زين العابدين.
أما اسمها الحالي فيرويه التراث الشعبي بأنه مأخوذ من «بهاء النسا»، ابنة أحد حكام البطالمة التي اشتهرت بجمالها حتى خُلد اسمها في التاريخ.
ورغم تواضع ملامحها الريفية، لا تزال البهنسا تشعّ نورًا يربط الأرض بالسماء؛ فهي ليست فقط قبلة للزائرين والمتبركين، بل شهادة حية على تاريخ مصر الممتد من عصور الفراعنة حتى الإسلام.
اقرأ أيضًا..
أرض البهنسا بالمنيا.. قرية الـ 500 ألف بردية و"البقيع الثاني" تبوح بأسرارها -صور
نساء يتدحرجن على الرمال.. طقس غامض في صحراء البهنسا بالمنيا (فيديو وصور)