"الدم بقى ميه".. تفاصيل مروعة لمقتل شاب وزوجة أبيه على يد شقيقه بالمنيا
كتب - مختار صالح:
مقتل شاب وزوجة أبيه على يد شقيقه
من رحم عائلة واحدة خرجت مأساة لم يتخيلها أحد، حين تحولت صلة الدم والرحم إلى ساحة انتقام سالت فيها الدماء، في بيت واحد، كان من المفترض أن تسود المحبة، اندلعت شرارة الغضب لتشتعل جريمة هزّت قرية بأكملها، بعدما أقدم شاب على قتل شقيقه وزوجة أبيه في لحظة فقد فيها إنسانيته، لتتحول أواصر القرابة إلى مأساة أسرية انتهت بإحالة أوراقه إلى المفتي تمهيدًا لإعدامه.
وفي تطور جديد لقضية، قررت محكمة جنايات العدوة، اليوم الأحد، إحالة أوراق شاب متهم بقتل شقيقه وزوجة أبيه إلى فضيلة المفتي للمرة الثانية، تمهيدًا لإصدار الحكم النهائي بإعدامه شنقًا. القرار جاء بعد عام من الجريمة التي وقعت في قرية هادئة بمركز بني مزار، وشغلت الأهالي لبشاعة تفاصيلها وخلفياتها الأسرية المعقدة.
- تفاصيل الواقعة
صدر القرار برئاسة المستشار عبدالرحمن محمد عبدالحافظ، وعضوية المستشارين علاء الدين عامر أحمد ومحمد فتحي السيد عبدالعزيز، وأمانة سر كل من محمد جمعة وخالد محمد عبدالغني ومحمد مصطفى هارون، في القضية رقم 59017 لسنة 2024 جنايات العدوة، والمقيدة برقم 2682 لسنة 2024 كلي شمال المنيا.
تعود أحداث الواقعة إلى يوليو 2024، حين استيقظ أهالي إحدى قرى مركز بني مزار على جريمة قتل مزدوجة داخل منزل واحد. البداية كانت مشادة حادة بين المتهم، ويدعى م. ح (23 عامًا)، عامل، وبين شقيقه الأكبر (34 عامًا)، بسبب خلافات متكررة حول الميراث وشؤون العائلة.
وأشارت التحقيقات إلى أن النقاش تطور سريعًا، قبل أن يفقد المتهم أعصابه، ويستعين بسلاح أبيض طعن به شقيقه عدة طعنات قاتلة.
لكن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد؛ إذ حاولت زوجة والده (52 عامًا) التدخل لإنقاذ نجل زوجها وتهدئة الوضع، غير أن المتهم وجّه إليها أيضًا طعنات عدة أردتها قتيلة في الحال، ليغادر المكان تاركًا جثتين غارقتين في الدماء.
وفور تلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا بالحادث، انتقلت قوة من مباحث مركز بني مزار إلى موقع الجريمة، وبدأت عملية البحث عن المتهم، الذي تم ضبطه بعد ساعات قليلة من ارتكابه الواقعة، مختبئًا في أحد المنازل المجاورة للقرية.
وبمواجهته، اعترف تفصيلًا بارتكاب الجريمة، مبررًا فعلته بخلافات أسرية متكررة أدت إلى فقدانه السيطرة على نفسه، بحسب ما ورد في محضر التحريات.
وأحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة الجنايات، بعد أن وجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وطلبت توقيع أقصى عقوبة عليه.
وخلال الجلسة الأخيرة، وبعد استعراض كافة الأدلة وأقوال الشهود وتقارير الطب الشرعي، قررت المحكمة إحالة أوراق المتهم للمفتي للمرة الثانية، تمهيدًا لإصدار الحكم النهائي في جلسة الثاني من ديسمبر المقبل.
وبينما ينتظر المتهم النطق بالحكم بعد رأي المفتي، لا يزال الحادث حاضرًا في أذهان أهالي القرية، الذين لم يصدقوا حتى الآن كيف تحوّلت خلافات داخل بيت واحد إلى جريمة مأساوية أنهت حياة اثنين من الأسرة، ودفعت بثالث إلى مصير مجهول خلف القضبان.