بعد اكتشافها بسيناء.. قلعة فرعونية تروي تفاصيل حياة الجنود القدماء (صور)
كتب - مختار صالح:
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
في قلب الرمال المتحركة بشمال سيناء، وعلى مقربة من ساحل البحر المتوسط، كشفت البعثة الأثرية المصرية عن قلعة عسكرية ضخمة تعود إلى عصر الدولة الحديثة، لتعيد كتابة صفحات من التاريخ العسكري لمصر القديمة.
القلعة التي اكتُشفت في موقع تل الخروبة على طريق حورس الحربي، لم تكن مجرد تحصين عادي، بل مركزًا متكاملاً لحياة الجنود ونظام دفاع متقن يحمي الحدود الشرقية ويؤمن الطرق الاستراتيجية التي ربطت مصر بفلسطين.
يقول شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، إن هذا الكشف يعد "نافذة حقيقية على عبقرية المصري القديم في التخطيط العسكري"، بينما يشير خبراء الآثار إلى أن القلعة تحمل أسرارًا معمارية وحياتية غير مسبوقة، من الأبراج الدفاعية إلى مناطق السكن والخدمات، حتى الأفران وأدوات المعيشة اليومية للجنود، ما يجعلها اكتشافًا استثنائيًا يعكس قوة المؤسسة العسكرية في الدولة القديمة.
أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن القلعة تُعد خطوة مهمة لإعادة رسم شبكة التحصينات المصرية على الحدود الشرقية، مؤكداً أن الحضارة المصرية لم تقتصر على المعابد والمقابر فقط، بل امتدت لتشمل التخطيط العسكري والدفاعي.
- تفاصيل الكشف
أسفرت أعمال الحفائر عن الكشف عن جزء من السور الجنوبي بطول 105 أمتار وعرض 2.5 متر، و11 برجًا دفاعيًا، إضافة إلى البرج الشمالي الغربي وجزء من السورين الشمالي والغربي. كما كشفت البعثة عن سور زجزاجي بطول 75 مترًا يقسم القلعة من الشمال إلى الجنوب ويحيط بالمنطقة السكنية المخصصة للجنود.
جرى العثور أيضًا على كسرات وأوانٍ فخارية متنوعة، ويد إناء مختومة باسم الملك تحتمس الأول، بالإضافة إلى فرن كبير لإعداد الخبز وكميات من العجين المتحجر، ما يشير إلى أن القلعة كانت مركزًا متكاملًا للحياة اليومية للجنود.
وأوضح الدكتور هشام حسين، مدير عام الإدارة العامة لآثار سيناء، أن الدراسات الأولية كشفت أن القلعة شهدت عدة مراحل ترميم وتعديل، بما في ذلك تعديل تصميم المدخل الجنوبي أكثر من مرة، مع توقع البعثة العثور على الميناء العسكري القريب الذي كان يخدم القلعة.
- أهمية القلعة ومساحتها
تبلغ مساحة القلعة الجديدة نحو 8000 متر مربع، أي ثلاثة أضعاف مساحة القلعة المكتشفة في ثمانينيات القرن الماضي على بعد 700 متر جنوب غرب الموقع الحالي، من عصر الدولة الحديثة وعمرها أكثر من 3000 عام.
وتعد القلعة جزءًا من سلسلة القلاع العسكرية المكتشفة على طريق حورس الحربي، ومن أبرزها تل حبوة، تل البرج، والتل الأبيض، والتي جميعها تعود لعصر الدولة الحديثة، ما يعكس التنظيم العسكري والتخطيط الدفاعي المتقدم لمصر الفرعونية.
يذكر أن عصر الدولة الحديثة بدأ مع الأسرة الثامنة عشرة التي حكمت مصر في الفترة ما بين عامي 1550-1295 قبل الميلاد مع الملك أحمس الذي طرد الهكسوس، واتبع معظم ملوك الدولة وقتها سياسة خارجية توسعية وتنفيذ العديد من مشاريع البناء خاصة في معبد الكرنك الشهير بالأقصر.