إعلان

"العراضة الشامية".. تراث سوريا يصدح في شوارع الإسكندرية: "بالأمس جالنا مرسال" (صور)

04:48 م الأربعاء 03 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر:

"شـن كليلة شـن كليلة.. شو هالليلة شو هالليلة.. مـن هالليلة حمل السلة.. ومن هالليلة صار له عيلة.. الله يعينه على هالليلة!..عريـس الزين يتهنّـى.. يطلـب علينا ويتمـنى".

بين قاعات الأفراح وشوارع الإسكندرية، تسمع صدى طبولهم وصيحات أغانيهم بلهجة سورية قد يصعب على البعض في مصر فهمها إلا أنها تطرب من يسمعها أنهم شباب "العراضة الشامية".

العراضة الشامية هي رقصة دمشقية بالطبل والمزمار تؤدى بالأعراس في مدن سوريا من قبل مجموعة من الشباب والرجال ويرافقها أغاني قديمة من الفلكور الممزوج بالمديح والأهازيج.

بزيهم السوري القديم المكون من الشروال الأسود والصدرية المقصّبة والطاقية والحطة والشال الملفوف على الخصر.. اصطف أعضاء فرقة "سيف السلطان" لتقديم "العراضة الشامية" في افتتاح مطعم للمأكولات السورية بسيدي بشر بالإسكندرية.

ومع انتهاء تعليق الأنوار بواجهات المطعم الجديد، وعلى وقع دقات منتظمة للطبول والصنجات، انطلق "أبوالعز الصالحاني" قائد الفرقة المكونة من 10 أفراد بين الصفين منشدا: "يافتاح ياعليم.. يارزاق ياكريم.. ياناس صلوا على الرسول.. عين الحاسد تبلى".

حلم العودة

العراضة الشامية في شوارع الإسكندرية (1)

على أمل العودة يوما، هاجر "أبو العز" من حواري دمشق القديمة إلى الإسكندرية باحثا عن حياة هادئة بعيدا عن أصوات القذائف والحرب الدائرة في سوريا، لم ينس خلالها عمله القديم وكم زف من عرسان في وطنه.

"جئت هنا وتعرفت على شباب سوريين ودربتهم على العراضة أو الزفة الشامية".. هكذا قال "أبو العز"، مشيرا إلى أن فرقته السورية المعروفة باسم "سيف السلطان" باتت تضم 20 فردا يقسمهم لفريقين الأول بقيادته والثاني بقيادة صديقه "أبو بسام".

وخز العريس

العراضة الشامية في شوارع الإسكندرية (3)

لم ينس قائد فرقة "سيف السلطان" أبرز عادات وتقاليد سوريا وهي زفة "تلبيسة العريس" والتي تصاحب العريس خلال ارتداءه بدلة الزفاف وحلاقة ذقنه وتعطّره، قائلا: "نزف العريس بحضور الشباب أثناء ارتدائه ملابسه وتوجهه إلى منزل عروسه بأهازيج وهتافات"، ويتابع ضاحكا: "يرافق كل ذلك وخز العريس بالدبابيس من أصدقائه كنوع من المداعبة".

ويشير "أبو العز" إلى أن العراضة الشامية تراث شعبي قديم وفلكلورا سوريا أصيلا، يعود تاريخه إلى مئات السنين، اشتهرت به أحياء دمشق القديمة كالميدان وساروجة والشاغور وغيرها، وتناقلته الأجيال حتى الآن مع إدخال بعض التعديلات في الكلمات والآلات الموسيقية المستخدمة.

لا يقتصر استخدام العراضة السورية على حفلات الزفاف والخطوبة فقط، بل تستخدم في المهرجانات وافتتاح المحال التجارية والمناسبات الأخرى، ومنها استقبال حجاج بيت الله الحرام، فنردد هتافات منها: "جينا وجينا وجينا، زرنا هادينا وجينا، كرمالك يا محمد ودعنا أهالينا، لولا خاطر نابينا لا رحنا ولا جينا".

ويضيف "أبو العز" أن رئيس الفرقة هو "القائد" الذي يقوم بالوصف وترديد الأغاني بينما يقوم باقي أعضاء الفرقة بالدق على الطبول والتصفيق، قائلا: "في سوريا يفهمون ما نردده من أهازيج.. لكن هنا أجد أشخاص يسألونني.. ماذا تقول؟".

مبارزة بالسيف والترس

العراضة الشامية في شوارع الإسكندرية (16)

وعن لباسهم المميز المعروف بـ"الشيرواز" أو "الخيالة" أوضح قائد فرقة "سيف السلطان" لـ"مصراوي" أنه زي سوري وعربي قديم كالذي يرتديه أبطال المسلسل السوري الشهير"باب الحارة"، مشيرا إلى أنه جلبه معه من سوريا لعدم وجود شبيه له في مصر.

"المبارزة بالسيف والترس والرقص بالأيدي والأرجل وضرب الطبول وإضاءة المشاعل أبرز مظاهر العراضة السورية"، يقول مساعده "أبو بسام"، منوها أن الأغاني والأهازيج التي يتم ترديدها تختلف من مناسبة لأخرى.

"بالأمس جانا مرسال.. يدعينا وجينا بالحال.. واسمع وش قال المرسال.. قال وخبرنا ياخال.. خبرنا بفرح العرسان.. مرسال مسطر بسطور.. بحروف الفضة مسطور.. مكتوب بأحلى كلمات.. وأول كلمة بسم الله.. وخدوده الله الله.. ومرصع نجمات نجمات.. لما قرينا المرسال.. ع الفرحة شدينا رحال".

زفة بـ 3 آلاف جنيه

العراضة الشامية في شوارع الإسكندرية (12)

ينشد "أبو بسام" الكلمات السابقة بلهجته السورية، منوها أن معظم زبائنهم من السوريين المقيمين في الإسكندرية وباقي المحافظات المصرية، إلا أنه مؤخرا صار هناك إقبال من المصريين على الزفة السورية – بحسب قوله.

وأشار إلى أن تكلفة الزفة السورية أو افتتاح المحال التجارية لا تزيد على 3000 جنيها، تزيد إذا كانت خارج الإسكندرية نظرا لإضافة تكلفة الانتقالات للفرقة بالكامل.

"هناك فرق سورية تعمل في مصر إلا أن سيف السلطان هي الوحيدة في الإسكندرية.. وقدمنا عروض في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومكتبة الإسكندرية وبرج العرب إلى جانب حفلات الزفاف والافتتاح".

ويتذكر"أبو بسام" كيف ألغيت حفلتهم الأولى بمحافظة مرسى مطروح بسبب رفض والد العريس تحمل مبلغ 2000 جنيه تكلفة انتقال الفرقة من الإسكندرية إلى مطروح، قائلا:"المصريون بيدققوا في السعر كتير جديد.. لكن في سوريا فاهمين علينا".

وعن اختلاف الأفراح بين سوريا ومصر، يقول "أبو بسام" لا يوجد اختلاف كبير فعادات العرب تكاد تكون واحدة إلا أن الأفراح السورية لا يسمح فيها باختلاط الرجال والسيدات في مكان واحد- بحسب قوله.

مضايقات المهن الموسيقية

العراضة الشامية في شوارع الإسكندرية (5)

ويشير إلى تعرضهم لمضايقات من موظفي نقابة المهن الموسيقية وصلت إلى منعهم من الغناء في أحد الأفراح بالإسكندرية بسبب عدم حصولهم على تصاريح مزاولة مهنة، قائلا:"الموظف قالي هنحبسكم.. وهددنا بالشرطة".

"إذا توقفت الحرب وعاد الأمن والأمان لسوريا.. لن نعود فهنا الوضع أفضل.. ففي سوريا يوجد 512 فرقة أما هنا فنحن نعمل بمفردنا"، قالها "أبو العز" قائد فرقة "سيف السلطان" وأكدها مساعده "أبوبسام" قبل أن ينهيا حديثهم لـ"مصراوي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان