إعلان

المتحف الآتوني في المنيا.. حلم مؤجل منذ 40 عاما يرى النور قريبا

03:30 م الثلاثاء 04 ديسمبر 2018

المنيا - محمد المواجدي:

قبل نحو 40 عاما من الآن، وتحديدا عام 1979 طُرحت فكرة إنشاء المتحف الآتوني على ضفاف نهر النيل في محافظة المنيا، تنفيذا لإتفاقية التوأمة التي وقعت بين مدينة المنيا ومدينة هلدسهايم الألمانية ليكون أحد أهم جوانبها الثقافية لعرض الفكر الديني لإخناتون وفترة التوحيد لسرد قصة مدينة "أخت أتون" تل العمارنة لكونها جزءًا من محافظة المنيا وعاصمة مصر في ذلك الوقت، إلا أنه ولأسباب عديدة لم تترجم الفكرة إلى واقع ملموس حتى الآن، حتى أعلنت مدير قطاع المتاحف الانتهاء منه في 2019 بعد رصد الحكومة الألمانية مبلغ 10 ملايين يورو.

بداية تنفيذ الفكرة، كانت في مطلع عام 2007، عندما أعلن زاهي حواس، وزير الآثار وقتها، بدء العمل في المتحف مع افتتاحه في غضون عام ونصف، من خلال إنشاؤه على شكل هرمي مكون من 5 طوابق، على مساحة 5 آلاف متر مسطح بارتفاع 52 مترًا، ومدرسة للترميم على مساحة 2500 متر مسطح، وإقامة مطاعم وكافيتريات على مساحة 500 متر فضلًا عن 1500 متر مساحات مكشوفة، حتى انتهت بالزيارة الأخيرة لمديرة متحف هيلدزهايم الألماني، لدراسة بدء المرحلة الثالثة له، بعد مرور 9 سنوات على بداية الإنشاء.

وفي يوم 12 من أبريل 2015، بدأت أعمال المرحلة الثانية، بزيارة وزير الأثار السابق، الدكتور ممدوح الدماطي، للمتحف، والذي أعلن وقتها قيام وزارة الآثار بالتعاون مع متحف برلين، بإنشاء المرحلة الثانية للمتحف بتكلفة قدرها 100 مليون جنيهًا، بعد انتهاء المرحلة الأولى التي تكلفت 102 مليون جنيهًا.

وفي يوم 10 مارس من عام 2016، بحث اللواء طارق نصر محافظ المنيا الأسبق، مع الدكتورة ريجينا شولزمديرة متحف هيلدزهايم الألماني الخطوات الخاصة لاستكمال المراحل المتبقية بالمتحف، وقالت مديرة متحف هيلدزهايم إن هناك عدة خطوات لتقوم الحكومة الألمانية بتمويل المرحلة الأخيرة في المتحف.

وشهد المتحف عدة زيارات رسمية، منها يوم 30 أبريل 2016، حين زاره وزير الآثار وأكد افتتاح المراحل التي جرى الانتهاء منها فعلياً، وأن الوزارة تعمل على دفع الأعمال الجارية بالمتحف، وفي يوم 31 من أكتوبر 2016 ، زارت الدكتورة ريجينا شولز مديرة متحف هيلدزهايم الألماني، المتحف الآتوني، والتقت بمحافظ المنيا اللواء عصام البديوي، وبحثا الخطوات الخاصة باستكمال المرحلة الثالثة والأخيرة بالمتحف.

وأمس الاثنين، الموافق 3 ديسمبر، تفقدت لجنة أثرية هندسية، آخر مستجدات الأعمال بالمتحف الآتوني بالمنيا تمهيدا لاستكمال أعمال المشروع، وذلك في أعقاب موافقة البرلمان الألمانى "البوندستاج" على رصد مبلغ 10 مليون يورو من ميزانية الحكومة الألمانية لعام 2019-2020 لاستكمال المتحف وتنفيذ سيناريو العرض المتحفي.

وضمت اللجنة كل من : إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، المهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات والدكتور محمود مبروك مسئول العرض المتحفي والدكتورة دليلة الكردانى مدير المكتب الاستشاري المصمم للمتحف وأحمد حميدة مدير عام المتحف.

ناقشت اللجنة أعمال الإعداد لتنفيذ سيناريو العرض المتحفي الجديد ووضع التصور النهائي له وإعداد قوائم للقطع المختارة، بالإضافة إلى تحديد مسارات الزيارة وتشطيبات المتحف واختيار فتارين العرض، وأنظمة الإضاءه وأجهزة الإنذار والتأمين من كاميرات وx Ray وإطفاء الحريق.

قال المهندس وعد الله أبو العلا إن الأعمال الإنشائية للمتحف بدأت عام 2002 بمعرفة شركة المقاولون العرب، ولكن توقف العمل عام 2011 بعد أحداث ثورة يناير تأثرا بالأحوال الاقتصادية التي مرت بها البلاد والتي أثرت على موارد وزارة الآثار، حتى أصدر المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قرارا عام 2015 باعتماد مبلغ 40 مليون جنيها لاستكمال العمل بالمتحف.

وقالت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، إنه تتويجا لجهود وزارتي الخارجية ممثلة في السفارة المصرية في برلين ووزارة الآثار بالتنسيق مع الحكومة الألمانية وافق البرلمان الألمانى (البوندستاج) على رصد مبلغ 10 مليون يورو من ميزانية الحكومة الألمانية لعام 2019-2020 لاستكمال المتحف وتنفيذ سيناريو العرض المتحفى.

يشار أن فكرة إنشاء المتحف الأتوني بدأت في عام 1979 بعد إتمام إتفاقية توأمة بين مدينة المنيا ومدينة هلدسهايم الألمانية ليكون أحد أهم جوانبها الثقافية لعرض الفكر الديني لأخناتون وفترة التوحيد لسرد قصة مدينة (أخت أتون) تل العمارنة لكونها جزء من محافظة المنيا وعاصمة مصر في ذلك الوقت، ومنذ عام 1979 حتى عام 1995 تم إختيار أكثر من موقع لإنشاء المتحف من بينها تل العمارنة ومدينة المنيا الجديدة حتى جرى الاتفاق بين وزارة الآثار ومحافظة المنيا على تخصيص الموقع الحالي على الضفة الشرقية لنهر النيل لمدينة المنيا.

ويلقي المتحف الضوء على فترة من أهم فترات التاريخ المصري القديم وهي فترة العمارنة، وما تميزت به من خصائص فنية فريدة اشتهرت بها دون غيرها وعُرفت بالفن الآتوني، ويضم عددًا من القاعات التي يعرض من خلالها نماذج الفن الآتوني.

فيديو قد يعجبك: