إعلان

بالفيديو والصور.. صيدلية وسط جبال سيناء تتحول قبلة عالمية للعلاج بالأعشاب

07:08 م الأربعاء 24 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جنوب سيناء – آية السيد:

في أحضان الطبيعة، بين جبال سانت كاترين الشاهقة الساحرة، يقبع بناء صغير في منطقة جبلية وعرة، كأنه صخرة من صخور الجبال المحيطة به، ذلك البناء ما هو إلا صيدلية تضم بين جدرانها الحجرية جميع المواد العلاجية الفعالة من النباتات والأعشاب الطبية، تحوّلت إلى قبلة عالمية لمريدي العلاج بالأعشاب.

رحلة التداوي بالأعشاب لا يلجأ إليها مصابي الأمراض المزمنة إلا بعد صراع طويل من العلاج الكيميائي، وبعد أن يدب اليأس في قلوبهم يلجأون إلى التدواي والعلاج عن طريق النباتات والأعشاب الطبية في حين أن أهل البادية والقبائل البدوية يفضلون دائمًا التداوي بالأعشاب، ولديهم قناعة بأن هذه الأعشاب والنباتات الطبية لديها قدرة فعّالة على شفاء العديد من الأمراض، أفضل من أي أدوية كيميائية.

أحمد صالح، خبير النباتات الطبية بمدينة سانت كاترين، ويطلق عليه "طبيب الأعشاب" يذهب إليه المواطنين والسياح من مصريين وعرب وأجانب داخل منزله أو صيدليته لوصف ما يشعرون به من آلام، ويقوم بدوره بتشخيص المرض ووصف العلاج العشبي المناسب.

" الصيدلية".. عبارة عن منزل من الحجر الكاتريني يضم حجرة صغيرة تحتوى على أصناف عديدة من النباتات الطبية، ويكتب على كل نبات نوع المرض الذي يعالجه، إضافة إلى زجاجات تحتوي على زيوت مركبة من النباتات الطبية تستخدم هذه الزيوت في علاج العديد من الأمراض مثل الروماتزم وآلام المفاصل والكحة وتساقط الشعر والكبد وغيرها.

كما تضم الصيدلية مكانًا لاستقبال الزبائن والمريدين الذين اعتادوا التردد عليها الصيدلية، عبارة عن مجلس بدوي يقدم فيه الشاي البدوي، وخلف المنزل حديقة صغيرة لزراعة النباتات الطبيعية الطبية التي يتم استخلاص المواد الفعّالة منها لاستخدامها كعلاج للأمراض.

قال "صالح" إنه تعلّم مهنة التداوي بالأعشاب والنباتات من والده منذ صغر سنه، لكنه لم يكتف بالتعلم عن طريق الممارسة والخبرة فقط، كما فعل والده إذ أصقل موهبته بالدراسة قائلًا "ذهبت لكثير من الدول الأوروبية لدراسة الفارمسي "الصيدلة" وأستطيع الآن معرفة جميع الأسماء العلمية للنباتات الطبية، والمواد الفعّالة بكل نبات".

وأكد طبيب الأعشاب أن لديه قدرة عالية على استخلاص واستخدام المواد الفعّالة من النباتات الطبيعية، موضحًا أنه يتم استخلاص المواد بالجرام، ويقوم بخلطها مع مواد أخرى لتعطي نتيجة إيجابية في العلاج والشفاء من العديد من الأمراض المستعصية، لافتًا إلى أن مستشفى الأورام بالقاهرة تقوم بتحويل بعض الحالات لاستكمال علاجها من النباتات بعدما أثبتت التجارب شفاء العديد من الحالات التي استخدمت هذه النباتات .

أشار "صالح" إلى أنه لم يكتف بمعرفته وخبرته فقط، لكنه يتعاون مع طلاب كليات الصيدلة وخبراء في شركات الأدوية موضحًا أنه يقوم بمساعدة الطلاب في اختيار النباتات الطبيعية التي تصلح للدراسة عليها، والتي تحتوي على مواد دوائية فعالة، ويقوم الطلاب بتحليلها، وإجراء الدراسات الخاصة عليها، وعقب تخرج الطلاب يقومون باطلاعه على رسالة الدكتوراة الخاصة بهم لتأكيد معرفته بالمواد الفعّالة.

لافتًا إلى أنه خلال دراسة النباتات يقوم بمعرفة الأجراء التي تصلح كمواد دوائية فجذور بعض النباتات ثبت صلاحيتها كما ثبت خطورة أوراقها والعكس صحيح في بعض النباتات الأخرى.

وأضاف أنه وُفّق في شفاء العديد من الحالات المرضية، ما كان له أثر كبير في توافد الآلاف من مختلف الجنسيات لمكانه رغم البعد.

وأوضح أن بعض المصريين كانوا يقولون في البداية "عشبة هي اللي هتعالجنا" ويعتقدون "أني بدلهم نباتات وخلاص وهما وحظهم" لكن شفاء العديد من الحالات المرضية ساعد على تغيير هذه المعتقدات لدى المصريين مشيرًا إلى أن الأجانب يدركون تمامًا قيمة العلاج بالأعشاب وحريصون على أخذ كميات كبيرة من هذه الأعشاب قبل عودتهم لبلادهم .

فيما أكد رمضان حميد، الذي يعمل بدير سانت كاترين، وأحد مواطني المدينة أن جميع مواطني المدينة يعتمدون بشكل أساسي على التداوي بالأعشاب، ويذهبون إلى طبيب الأعشاب لوصف العشب المناسب للآلام التي يعانون منها.

وأشار "حميد" إلى أن جميع الزوّار الذين يترددون على الدير من مختلف جنسيات العالم، ويطلبون زيارة صيدلية طبيب الأعشاب، ووصف ما يعانون منه من الألم للحصول على الأعشاب المناسبة لحالة كل منهم.

فيديو قد يعجبك: