إعلان

بالصور- الفرن البلدي في كفر الشيخ.. "قول للزمان ارجع يا زمان"

02:33 م الخميس 28 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كفر الشيخ - إسلام عمار:

لم تغير التكنولوجيا والعلم الحديث من واقع حياة الريف والقرى في كفر الشيخ، فمازال الفرن البلدي يغزو المنازل هناك. 

من أمام "فرن بلدي"، بمنزل أحد الأهالي بقرية إبطو التابعة لمركز دسوق، التقطت عدسة "مصراوي" سيدة ستينية تدعى "عايدة محمد السني" تجلس أمامه، وتحضر لإشعاله من خلال قطفات من قش الأرز، أشعلت بها النيران لتضعها بداخله أسفل قطعة مربع حديدية ذات سُمك بارز، تمهيدًا لوضع أطعمة بداخله بغرض الطهي.

"قول للزمان ارجع يا زمان".. هكذا وصفت الحاجة عايدة لـ"مصراوي" حالة الفرن من سنوات مضت، واستمرار استخدامها له حتى الآن، موضحة أنها تعلمت في منزل أسرتها، قبل زواجها، كيفية طهى الأطعمة، وخبز المعجونات الفلاحي فيه.

وقالت إن أبرز ما يطهى في هذا الفرن، طواجن الأرز المخلوط بالفلفل الأسود، والمعروف لدى عامة الفلاحين بـ"برام الأرز الدس" وطواجن أخرى من الطبيخ، ولحوم الطيور، وخبز المعجونات الفلاحي مثل "الفطير، والرقاق، والخبز البلدي، والقرص" المعروف بـ"البكاكين".

وكشفت السيدة عن وجود حرفيين، متخصصين في بناء تلك الأفران، والتي تتكون من الطوب الأحمر ويُستخدم الطين الخاص بالتربة الزراعية، في لصق رصات الطوب، كبديل للأسمنت، وفي منتصفه، مربع حديدي تسمى "العرصة"، ويكسو خارجه الطين، وفى أسفله فتحة الغرض منها إدخال قطفات من القش المشتعل، ليشعل النيران فيه، للبدء في الغرض، سواء للطهي أو الخبز.

ولفتت إلى أن "الفرن الفلاحي" له أداة واحدة، وهي العصا الحديدية، يكون على هامتها اعوجاج من أجل السحب ودفع الأطعمة التي تطهى بداخله، موضحة أنها لا تنازل عن الطهي في "الفرن الفلاحي" في ظل ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز المنزلية، والتي وصل سعرها الحكومي ما بين 30 و35 جنيهًا، و50 جنيهًا في السوق السوداء.

وفي قرية محلة مالك، التابعة لمركز دسوق، كان هناك 4 سيدات وفتاتان، جميعهن من أسرة واحدة، تقودهن سيدة في العقد الرابع من عمرها، وتدعى "حميدة علي فتح الله"، يجلسن أمام "فرن فلاحي"، وبجوارهن مخبوزات من الفطير، والرقاق، وعدد من ألواح العجين، وتؤدي كل منهن دورها، مثل فرد العجين المعروف لدى عامة الفلاحين بـ"الطبطيط"، باليد أو ما تسمى بـ"النشابة"، وغيرها من الأعمال.

وتوضح هذه السيدة، المعروفة بلقب "أم هانم" أن طهي الخبز الفلاحي مثل "عيش الطبطيط"، و"البتاو"، في "الفرن البلدي"، أشهى بكثير، من طهيه

في فرن الغاز، لأنه عندما ينتهين من أعمال الخبز الفلاحي، يطهين أطعمة أخرى ترتبط بالخبز، مثل "العجة" المصنوعة من الدقيق والبيض والخُضرة، وشوي الباذنجان الأسود لعمل سلطة "بابا غنوج".

وتشير أم هانم، إلى أن "الفرن الفلاحي"، لا يزال يحتفظ برونقه لدى كثير من الأهالي، في ظل ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز، لأن هناك كثيرين لا يجدون جودة الأطعمة إلا في "الفرن الفلاحي".

فيديو قد يعجبك: