إعلان

جولة أخرى من القتال مع إيران.. لماذا ستكون كارثية على إسرائيل؟

كتب : محمود الطوخي

07:27 م 24/12/2025

ايران واسرائيل

تابعنا على

بعد أشهر من انتهاء حرب الاثني عشر يوما بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي، تزايد الحديث عن جولة جديدة من الضربات ضد طهران قبيل زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى البيت الأبيض خلال أيام.

وقبل أيام، ذكرت صحيفة "إن بي سي نيوز" نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن نتنياهو يعتزم إطلاع الرئيس دونالد ترامب على خيارات لهجمات جديدة في إيران، في ظل مخاوف تل أبيب من قيام طهران بإعادة تشغيل منشآتها النووية والباليستية.

مع ذلك، رفض نتنياهو بشكل ضمني التلميحات إلى ذلك، إذ قال خلال فعالية دورة الطيران اليوم الأربعاء: "إن إسرائيل لا تبحث عن صراعات لكنها تراقب عن كثب أي خطر محتمل".

لكن في الوقت نفسه، تسيطر مخاوف على مسؤولين إسرائيليين سابقين من العواقب التي قد تترتب على أي حرب جديدة مع إيران.

وفي مقال رأي نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، بعنوان "جولة أخرى من القتال مع إيران ستكون كارثية على إسرائيل"، اعتبر اللواء احتياط إسحاق بريك أن تل أبيب غامرت بشكل كبير بالهجوم على إيران في يونيو الماضي.

وأوضح بريك، أن تلك المغامرة المتمثلة في حرب الاثني عشر يوما، حققت مكاسب كبيرة بما ألحقته من أضرار بالبرنامج النووي الإيراني ومنصات إطلاق الصواريخ والصواريخ الباليستية.

وفي المقابل، أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل، مستهدفة بشكل رئيسي القواعد العسكرية وأهداف استراتيجية، وليس المناطق السكانية المدنية، وفق بريك.

ونوّه بريك، إلى أنه رغم المساعدة الأمريكية في اعتراض عدد كبير من الصواريخ الإيرانية إلى جانب الدفاعات الإسرائيلية، فإن عشرات الصواريخ أصابت أهدافا استراتيجية وأحياء سكنية، مخلّفة أضرارا جسيمة.

وأكد اللواء احتياط بجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى أنه في حال كانت وجّهت إيران صواريخها إلى منطقة "غوش دان" بوسط البلاد، لكانت المغامرة الإسرائيلية "انتهت بكارثة وطنية مروعة".

ولفت بريك، إلى أن عمليات التصدي للصواريخ الإيرانية استنفدت المخزونات الأمريكية والإسرائيلية من الصواريخ الاعتراضية إلى حد كبير، مشيرا إلى أن واشنطن أبلغت تل أبيب بأنها لن تكون قادرة على توفير نفس العدد من تلك الصواريخ في الصراع المقبل.

وفي مشابهة، قال بريك: "معظم المقامرين يخسرون أموالهم في النهاية. وحين يقامر شخص ما ببلاده، فإنه يعرضها للدمار الكامل".

وحذّر بريك من سرعة تعافي إيران، لافتا إلى أنها بمساعدة الصين حصلت على آلاف الصواريخ الباليستية الجديدة، متوقعا أن تصل قدرة طهران الإنتاجية إلى 3 آلاف صاروخ سنويا.

وقال بريك، إنه في حال قررت إسرائيل مهاجمة إيران مجددا- وهذا ما يعتزم نتنياهو عرضه على ترامب- فمن المحتمل أن تستهدف إيران المناطق السكانية المدنية، وخصوصا منطقة "غوش دان".

سابقا، هددت طهران بالرد على أي هجوم آخر مماثل، غير أنهم هذه المرة أكثر استعداد مما كانوا عليه في يونيو الماضي، من الناحيتين الدفاعية والهجومية، يقول بريك.

وأوضح بريك، أن أي هجوم إيراني على غوش دان، قد يسبب أضرارا جسيمة في المنطقة التي تؤوي 70% من سكان إسرائيل، وتشغل نحو 80% من مركزها الاقتصادي.

ودعا بريك، إلى مراعاة التوازن الجغرافي للقوى بين البلدين، ففي حال تمكنت إسرائيل من توجيه ضربة قوية وألحقت أضرارا جسمية بطهران، فإن الأثر لن يكون مماثلا للضرر الهائل الذي ستحدثه الصواريخ الإيرانية في غوش دان؛ إذ أن مساحة إيران تفوق مساحة إسرائيل بـ75 ضعفا.

وأكد المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق، أنه حتى إذا تفوقت إسرائيل في الصراع القادم، رغم ما ستتكبده من خسائر بالغة، فسيتمكن الإيرانيون خلال 6 أشهر من امتلاك ترسانة صاروخية مماثلة لما يمتلكونها اليوم.

وتساءل بريك عن مدى قدرة إسرائيل على تحمل الانجرار إلى جولة أخرى من القتال كل بضعة أشهر، مؤكد أن ما يتضح لكل عاقل "أنه في مثل هذه الحالة، لن تتمكن إسرائيل من البقاء على المدى الطويل؛ بسبب صغر حجمها ومحدودية مواردها و"ضعف عزيمتها الشعبية".

وأوضح بريك، أن السبيل الوحيد المتاح أمام إسرائيل، هو إبرام اتفاقيات دفاعية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" ودول أخرى حليفة؛ لخلق توازن في الردع الاستراتيجي.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان