إعلان

تصريحات ميركل عن روسيا تُشعل غضب بولندا ودول البلطيق.. ماذا حدث؟

كتب : مصراوي

04:45 م 07/10/2025

ميركل

تابعنا على

تعرضت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل لموجة من الغضب من مسؤولين بولنديين ومن دول البلطيق، بعد تصريحاتها الأخيرة بشأن حرب روسيا وأوكرانيا، وهو ما اعتبره المسؤولون الأوروبيون تحميلهم المسؤولية بشأن غزو روسيا لأوكرانيا.

وقد أعاد انتقادهم لأبرز ساسة أوروبا خلال العقدين الماضيين تسليط الضوء على ما يصفه المنتقدون بفشل نهج ميركل تجاه روسيا، كما أثار مزيدًا من التساؤلات حول إرثها السياسي، في وقت تواصل فيه حكومات خلفائها تفكيك سياساتها الرئيسية المتعلقة بالهجرة والطاقة.

وفي مقابلة مع وسيلة إعلام مجرية معارضة تُدعى Partizán، أشارت ميركل إلى رفض دول أوروبا الشرقية السماح بإجراء محادثات مباشرة بينها وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء وصفها للأحداث التي سبقت غزو موسكو لأوكرانيا عام 2022.

وقالت ميركل: "في يونيو 2021، شعرت أن بوتين لم يعد يأخذ اتفاق مينسك على محمل الجد"، في إشارة إلى اتفاق السلام المتعلق بالسيطرة على منطقة دونباس شرق أوكرانيا بعد صراع 2014-2015.

وأضافت: "ولهذا السبب أردت صيغة جديدة يمكننا من خلالها، كاتحاد أوروبي، أن نتحدث مباشرة مع بوتين".

صورة 1 ميركل

وفي اجتماع المجلس الأوروبي في ذلك الشهر، اقترحت ميركل وماكرون إجراء مفاوضات مباشرة مع قادة آخرين ردًا على حشد روسيا لقواتها قرب الحدود الأوكرانية. لكن تحالفًا من دول أوروبا الشرقية، من بينها بولندا، عارض الفكرة.

وقالت ميركل: "لم يدعم البعض السعي للمحادثات مع روسيا. كان ذلك بشكل رئيسي من دول البلطيق، وبولندا كانت أيضًا ضدّه". وأوضحت أن هذه الدول كانت "خائفة" من أنه "لن تكون لدينا سياسة موحدة تجاه روسيا... على أي حال، لم يحدث ذلك. ثم غادرتُ المنصب، وبعدها بدأت عدوانية بوتين".

وفي تناقض مباشر مع تصريحات ميركل، قال رئيس الوزراء اللاتفي السابق كريشانيس كارينش يوم الاثنين إن العديد من الدول في ذلك الوقت لم تكن تفهم روسيا، "بما في ذلك ألمانيا والمستشارة السابقة نفسها".

وأضاف: "قلتُ لها باستمرار إنك لا يمكنك التعامل مع بوتين "بحسن نية"، لكنها كانت تعتقد أن دول البلطيق مخطئة. كنت على دراية تامة بآراء ميركل، لكنني مندهش لأنها، بعد كل ما حدث في أوكرانيا، ما زالت تفكر بهذه الطريقة".

وتابع قائلًا: "بوتين يتصرف كما يتصرف، والخيارات المتاحة أمام الغرب إما الخضوع أو المقاومة. ومن المفاجئ أن تقول المستشارة الألمانية السابقة مثل هذا الكلام اليوم، في وقت يجب أن يكون واضحًا للجميع طبيعة النظام الروسي. أنا سعيد لأن المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، لا يشارك ميركل هذه الآراء".

صورة 2 ميركل

وقال وزير الخارجية الإستوني مارجوس تساهكنا يوم الاثنين إن روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن الصراع. وكتب في منشور على منصة X: "الحرب الروسية ضد أوكرانيا مدفوعة بشيء واحد فقط: رفضها قبول انهيار الاتحاد السوفييتي وطموحاتها الإمبريالية التي لا تعرف التراجع. روسيا وحدها تتحمل اللوم عن هذا العدوان".

كما أثارت تصريحات ميركل موجة من ردود الفعل في بولندا، خصوصًا من المشرعين اليمينيين.

وقال رئيس الوزراء البولندي السابق ماتيوش مورافيتسكي، الذي يشغل الآن منصب نائب زعيم حزب القانون والعدالة (PiS) القومي المعارض، في منشور على X: "أنجيلا ميركل، من خلال مقابلتها الطائشة، أثبتت أنها من أكثر السياسيين الألمان ضررًا على أوروبا خلال القرن الماضي".

وقال عضو البرلمان الأوروبي عن حزب القانون والعدالة، فالديمار بودا: "عندما تقول ميركل إنها أرادت التوصل إلى اتفاق مع بوتين مرة أخرى، فربما كان ذلك سيؤدي إلى تقسيم أوكرانيا! إنهم لا يفهمون أنهم من خلال التعامل التجاري مع بوتين تسببوا في نشوب الحرب".

صورة 3 ميركل

وقالت كاتارزينا بيتشينسكا-ناليش، السفيرة البولندية السابقة لدى روسيا والوزيرة الحالية للسياسة الإقليمية من حزب "بولندا 2050" الوسطي، إن تصريحات ميركل تغذي الدعاية الروسية فقط.

وأضافت: "الإيحاء بأن اللوم يقع على أحد لأنه لم يجلس مع روسيا في الوقت المناسب أو لم ينحنِ بما يكفي لموسكو أمر سخيف. كان ذلك سيجعل الوضع أسوأ".

لكن السفير البولندي السابق لدى الولايات المتحدة، ماريك ماجيروفسكي، انتقد وسائل الإعلام بسبب "تحريفها" لكلمات ميركل. وكتب على X: "المستشارة السابقة قالت فقط إن دول البلطيق وبولندا لم توافق على صيغة جديدة من المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. ومن هذا التصريح إلى الادعاء بأن "بولندا تشارك في مسؤولية حرب بوتين" مسافة طويلة جدًا"

ومع ذلك، لم يتردد ماجيروفسكي في تقييمه لميركل، واصفًا فترة حكمها بأنها "كارثة كبرى لألمانيا وأوروبا".

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان