إعلان

"كي تكون مسلمًا حقيقيًا عليك بالزواج من 4".. تفاصيل مثيرة عن حياة بن لادن

03:54 م الإثنين 02 أغسطس 2021

أسامة بن لادن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

غالبًا ما كان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يقول ساخرًا: "لا أفهم لماذا يتزوج الناس بامرأة واحدة فقط، إذا تزوجت أربعة ستعيش مثل العريس طول الوقت".

بالنسبة لعائلة بن لادن كان تعدد الزوجات أمرًا طبيعيًا، ولكن زعيم تنظيم القاعدة السابق، حسبما نقلت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، لم يوافق على كيفية قيام والده رجل الأعمال الثري محمد بن لادن بممارسة الأمر.

كان أسامة واحدًا من بين ٥٤ طفلاً، وُلد عام ١٩٥٧ لأمه عليا غانم البالغة من العمر ١٥ عامًا وقتذاك، وهي زوجة من بين ٢٠ أخريات على الأقل تزوجهن محمد بن لادن، وكان يكبرها بحوالي ٤٠ عامًا، ولكنه انفصل عنها.

كان أسامة، طفلهما الوحيد، في الثالثة من عمره عندما انتهى زواج والده ووالدته.

قال بيتر بيرجن، الصحفي الأمريكي والمؤلف وصاحب السيرة الذاتية الجديدة "صعود وسقوط أسامة بن لادن" المقرر طرحه في الأسواق غدًا أن زعيم تنظيم القاعدة السابق اعتقد أنه كي تكون مسلمًا حقيقيًا فعليك فقط الزواج من أربع زوجات حسبما أقر الإسلام، وأن تعاملهن جميعًا بعدل.

وبحلول الوقت الذي حرض فيه على تنفيذ هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١، كان بن لادن، ٤٤ عامًا آنذاك، يعيش في أفغانستان مع ثلاث زوجات، وهن خيرية صابر، ٥٢ عامًا، إخصائية نفسية متخصصة في علاج الأطفال وقررت التخلي عن حياتها المهنية من أجل الزواج منه، وسهام الشريف، ٤٤ عامًا شاعرة حاصلة على درجة الدكتوراة في النحو القرآني، والتي كانت تحرر خطاباته، وتعيد صياغة بعض التصريحات، وشجعت خططه للجهاد العالمي. بينما كانت زوجته الثالثة والصغرى أمل الصداح فتاة صغيرة في السابعة عشر من عمرها.

قال بيرجن في كتابه: "كان يشرب أفينا، وهو شراب مصنوع من الشوفان يُزعم أن له تأثيرًا شبيهًا بالفياجرا، ويتناول إلى جانبه كمية كبيرة من الزيتون، يعتقد أنه يؤدي نتائج مماثلة، ويحرص على صبغ لحيته باستمرار".

وفي أعقاب أحداث ١١ سبتمبر، التي أودت بحياة ٢٩٧٧ شخصًا، تشتت عائلة بن لادن، حينها قرر الجهادي الذي أسس تنظيم القاعدة لشن حرب على الغرب الاختباء في الجبال الأفغانية وفي شمال باكستان، ولكن بحلول عام ٢٠٠٤، بعدما باتت الولايات المتحدة منغمسة في عمليات بناء وتعمير أفغانستان والعراق، شعر بن لادن بهدوء جهود ملاحقته.

عندها أمر بن لادن حارسه الشخصي إبراهيم سعيد أحمد عبدالحميد بشراء بعض الأراضي، وتوظيف مهندس معماري لبناء حصن كبير يكفي لإيواء الأسرى التي نوى جمع شملها في آبوت آباد، باكستان، حسبما توضح السيرة الذاتية.

نفذ إبراهيم أوامر رئيسه، حسب الكتاب فاشترى عقارًا بقيمة ٥٠ ألف دولار أمريكي وسجله باسمه، وصمم المنزل وفقًا لمواصفات بن لادن. كان المنزل الرئيسي مكونًا من ثلاثة طوابق ويحتوي على أربعة غرف نوم في الطابق الأول، وأربعة أخرى في الطابق الثاني لكل منها حمام خاص بها، فيما ضم الطابق الثالث غرفة نوم واحدة، وحمام، وغرفة مكتب، وشرفة واسعة لاستخدام بن لادن. في عام ٢٠٠٥ بدأ أفراد الأسرة في الانتقال.

كان إبراهيم وشقيقه أبرار وزوجاتهم وأطفالهم يترددون على المنزل باستمرار، وأقاموا في ملحق صغير، وليس في المبنى الرئيسي.

اتبع الإخوان إجراءات أمنية صارمة للحفاظ على سرية المعلومات، استخدموا أكشاك الهواتف العامة في المدن الكبيرة؛ لإجراء المكالمات المهمة، وتخلصوا من بطاريات الهواتف المحمولة حتى لا تتمكن السلطات وأجهزة الأمن من تعقبهم.

نادرًا ما غادر أفراد أسرة بن لادن المنزل باستثناء أمل –الزوجة الصغرى- التي ذهبت مرتين إلى مستشفى محلي لتلد تحت اسم مستعار.

وفي عام ٢٠١٠، تمكن مُخبر وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) في مدينة بيشاور الباكستانية المزدحمة من تحديد رجل يعتقد أنه إبراهيم، الحارس الشخصي لبن لادن منذ فترة طويلة.

يقول الكتاب: "في أغسطس من عام ٢٠١٠، ركب إبراهيم سيارته البيضاء وتبعتها الاستخبارات الأمريكية حتى وصلت إلى العقار الذي يبلغ ارتفاعه ١٨ قدمًا، يضم زوجات بن لادن الثلاثة، وأبناءه الثمانية، وأحفاده الأربعة، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام".

حسب الكتاب، فإن العقار كان له العديد من الخصائص غير العادية التي أثارت الريبة داخل مُحللي الـ"سي آي إيه"، ودفعتهم إلى مراقبته عن كثب، والتي من بينها عدم وجود خطوط هاتفية، أو خدمة إنترنت، رغم أن مظهره يوحي بأن من بناه شخص شديد الثراء بما يكفي لتحمل نفقة هذه الأمور الضرورية. علاوة على ذلك، كان بالبناية الرئيسية عدد قليل للغاية من النوافذ، وكانت شرفة الطابق العلوي محاطة بجدران عالية من كافة الجوانب. حينها سأل ليون بانيتا، مدير مكتب الاستخبارات المركزية، فريقه: "عمن يضع جدارًا بهذا الحجم حول فناء منزله"، وانطلقت عملية البحث عن بن لادن من هنا. أقامت الوكالة منزلاً آمنًا بالقرب من المجمع الغامض لتحليل نمط حياة الأشخاص الذين يعيشون بداخله.

لاحظ محللو الـ"سي آي إيه" أنه بينما كان الجيران يضعون نفاياتهم في مجمع القمامة بانتظام، أحرق سكان المنزل الضخم جميع النفايات، واحتوت المساحات المحاطة بالجدران على مزرعة صغيرة تنتج التفاح والخضروات والعنب والعسل، وكذلك مكان لتربية الدجاج والابقار.

لكن الدليل الأخير كان حبال الغسيل، التي كانت تمتلئ يوميًا بملابس النساء، والملابس التي يرتديها الرجال الباكستانيون، علاوة على ملابس أطفال صغار، وكان عدد الملابس يفوق كثيرًا ما يمكن أن يرتديه ١١ شخصًا هم عدد أفراد عائلة الحارسين الشخصيين.

قادت متابعة حبال الغسيل فريق الـ"سي آي إيه" للعثور على زعيم تنظيم القاعدة السابق بعد أكثر من تسع سنوات في الاختباء.

كان ذلك كافيًا لبانيتا، وفي ١٤ ديسمبر ٢٠١٠، قدمت "سي آي إيه" الأدلة الجديدة للرئيس وقتذاك باراك أوباما.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان