إعلان

ما دور شركة هواوي في اضطهاد مسلمي الإيغور في الصين؟

11:01 ص الخميس 14 يناير 2021

بكين- (بي بي سي):

سلطت شركة بحثية أمريكية الضوء على براءة اختراع سجلتها شركة هواوي لبرنامج يحدد الأشخاص الذين يبدون على أنهم من أصول إيغورية خلال صور للمارة في الشوارع.

وتعد هذه واحدة من عدة براءات اختراع مماثلة سجلتها شركات تكنولوجية صينية رائدة، وقد كشفت عنها شركة بحثية أمريكية وأطلعت بي بي سي عليها.

وكانت شركة هواوي قد قالت في السابق إن أياً من تقنياتها لم يصمم بهدف تحديد المجموعات العرقية.

وتخطط الشركة حالياً لتعديل براءة الاختراع.

معسكرات عمل قسري

وأشارت الشركة إلى أن ذلك يتضمن طلب تصريح من إدارة الملكية الفكرية الوطنية في الصين -سلطة براءة الاختراع- بمحو الإشارة إلى الإيغور في الوثيقة المكتوبة باللغة الصينية.

وينتمي أبناء الإيغور إلى جماعة عرقية أغلب أفرادها من المسلمين ويعيشون بشكل أساسي في إقليم تشينجيانغ شمال غربي الصين.

وتُتهم السلطات الحكومية باستخدام أساليب مراقبة عالية التكنولوجيا ضدهم واعتقال الكثيرين منهم في معسكرات للعمل القسري حيث يجري فصل الأطفال عن آبائهم في بعض الأحيان.

بينما تقول بكين إن المعسكرات توفر التعليم والتدريب الطوعي.

وتقول مايا وانغ المسؤولة في منظمة هيومان رايتس ووتش "أحد المتطلبات التقنية لشبكات المراقبة عبر الفيديو التابعة لوزارة الأمن العام الصينية يتمثل في رصد الأصل العرقي للأشخاص وبالأخص الإيغور".

وتضيف "بينما يعد هذا النوع من الاستهداف والاضطهاد بحق شعب بسبب انتمائه العرقي أمراً غير مقبول كليا في باقي أنحاء العالم، يبقى الاضطهاد والتمييز الشديد ضد الإيغور في الكثير من مناحي الحياة في الصين دون مساءلة، لأن الإيغور لا صوت لهم في الصين".

حركات الجسد

كانت هواوي قد سجلت براءة الاختراع هذه في يوليو/ تموز 2018 بالاشتراك مع الأكاديمية الصينية للعلوم.

وتصف براءة الاختراع طرق استخدام آليات الذكاء الاصطناعي القائمة على التعلم العميق لتحديد ملامح مختلفة للمارة الذين تم تصويرهم فوتوغرافيا أو بالفيديو في الشارع.

وتركز على مراعاة حقيقة أن الأوضاع المختلفة للجسم -مثل أن يكون الشخص جالساً أو واقفا- يمكن أن تؤثر على الدقة.

غير أن الوثيقة تسرد كذلك السمات التي يمكن استهداف الشخص على أساسها، وتقول إنها يمكن أن تشمل أبناء عرقية الهان (الهان وهو الجماعة العرقية الأكبر في الصين أو الإيغور)".

ويقول متحدث باسم الشركة إنه ما كان يجب وضع هذه الإشارة.

مضيفا "تعارض هواوي التمييز بجميع أشكاله، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا لأغراض التمييز العرقي.

"لم يكن تحديد جنس الأشخاص جزءاً من مشروع البحث والتطوير على الإطلاق. وما كان ينبغي أبداً أن يكون جزءاً من التطبيق. ونحن نتخذ خطوات فعالة لإصلاحه."

"نحن نعمل باستمرار من أجل ضمان تطوير وتنفيذ التكنولوجيا الجديدة والمتطورة بأقصي قدر من العناية والنزاهة".

وثيقة "سرية"

كانت مجموعة أبحاث مراقبة الفيديو IPVM هي التي سلطت الضوء على براءة اختراع هواوي هذه.

وقد أشارت في السابق إلى وثيقة "سرية" منفصلة على موقع هواوي، تشير إلى عمل نظام يسمي Uighur alert بمعنى "التبليغ عن الإيغور".

وحينها قالت هواوي إن الصفحة تشير إلى اختبار لا إلى تطبيق واقعي، ونفت بيعها أنظمة تتحدد الأشخاص وفقاً لانتمائهم العرقي.

ويوم الأربعاء، قال توم تاجيندهات الذي يترأس لجنة فرعية معنية بالشؤون الصينية بالبرلمان البريطاني والذي ينتمي لحزب المحافظين لبي بي سي نيوز " أن الدعم الذي تقدمه الشركات التكنولوجيا الصينية العملاقة للعدوان الوحشي على شعب الإيغور يفرض علينا كمستهلكين وكمجتمع توخي الحذر بشأن الجهة التي نشتري منها منتجاتنا أو نمنحها فرصاً تجارية".

"إن تطوير تكنولوجيا بهدف تحديد الانتماء العرقي للأشخاص من قبل نظام قمعي ليس سلوكاً يتماشى مع معاييرنا".

برمجيات التعرف على الوجوه

كذلك اكتشفت مجموعة IPVM وجود إشارات إلى شعب الإيغور في براءات اختراع سُجلت من قبل شركة الذكاء الاصطناعي الصينية سينستايم وشركة ميغفي المتخصصة في تقنية التعرف على الوجه.

ويناقش تسجيل براءة اختراع شركة سينستايم في يوليو 2019 سبل استخدام برمجيات التعرف على الوجه من أجل تحقيق "حماية أمنية" أكثر كفاءة، مثل البحث عن "إيغوري متوسط العمر بنظارات ولحية" أو شخص إيغوري يرتدي قناعاً.

وقالت متحدثة باسم سينستايم إن هذه الإشارات كانت "مؤسفة".

وأضافت "نتفهم أهمية المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، ولذا بدأنا تطوير مدونة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا في منتصف عام 2019".

وأشارت إلى أن براءة الاختراع المذكورة سبقت تطوير مدونة الأخلاقيات.

حلول للتصنيف العرقي

في الوقت نفسه تصف براءة اختراع شركة ميغفي التي يعود تاريخها ليونيو 2019 طريقة إعادة تصنيف صور الوجوه التي حُددت بصورة خاطئة في قاعدة البيانات.

وتقول إنه التصنيفات قد يكون بناء على الانتماء العرقي لصاحب الوجه ويشمل ذلك -على سبيل المثال- " هان، إيغور، غير هان ، غير إيغور أو غير معروف".

وقالت الشركة لبي بي سي نيوز إنها ستسحب طلب تسجيل براءة الاختراع.

وأضافت "تدرك ميغفي أن اللغة المستخدمة في طلب تسجيل براءة الاختراع عام 2019 تسمح بنشوء سوء فهم".

"ميغفي لم تطور ولن تطور أو تبيع حلولاً للتصنيف العنصري أو العرقي. تقر ميغفي بأنها في الماضي ركزت على تطوير منتجاتها التجارية، وافتقرت إلى التحكم اللازم في مواد التسويق والمبيعات والعمليات. نحن بصدد اتخاذ إجراءات من أجل تصحيح الموقف".

نموذج التعرف على السمات

أشارت IPVM أيضاً إلى براءات اختراع سجلها اثنان من أكبر التكتلات التكنولوجية الصينية وهما علي بابا وبايدو، وتشير إلى تصنيف الأشخاص على أساس عرقي لكنها لم تخص الإيغور بالاسم.

وردت شركة علي بابا قائلة "التمييز أو التصنيف العنصري أو العرقي بأي صورة يمثل انتهاكاً لسياساتنا وقيمنا. لم نقصد على الإطلاق أن يتم استخدام تقنياتنا من أجل استهداف مجموعات عرقية معينة ولن نسمح بذلك".

كما قالت شركة بايدو "حين نتقدم لتسجيل براءة اختراع، فإن الهدف من الملاحظات المرفقة أن تكون نموذجاً للشرح التقني، وفي الحالة المذكورة كان الأمر يتعلق بوصف مثال للتعرف على الملامح لا بعرض التطبيق المتوقع للبرنامج. لا ولن نسمح باستخدام تقنياتنا لتحديد أو استهداف مجموعات عرقية معينة".

لكن هيومان رايتس ووتش قالت إنه لا يزال لديها مخاوف.

وتقول وانغ "أي شركة تبيع برمجيات وأنظمة المراقبة عبر الفيديو للشرطة الصينية يكون عليها ضمان تلبية متطلبات الشرطة، والتي تشمل القدرة على الكشف عن الانتماء العرقي".

وتضيف "الشيء الصحيح الذي يجب أن تفعله هذه الشركات هو أن توقف على الفور مبيعات وصيانة معدات وبرمجيات وأنظمة المراقبة لصالح الشرطة الصينية".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: