إعلان

البنتاجون يرد بضربات جوية على استهداف معسكر التاجي في العراق

10:43 ص الجمعة 13 مارس 2020

الجيش الأمريكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- (بي بي سي):

أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) شن غارات جوية على خمسة مخازن للأسلحة تابعة لكتائب مسلحة مدعومة من إيران في العراق، ردا على هجوم صاروخي استهدف معسكر التاجي وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وثالث بريطاني وإصابة آخرين.

وقال بيان صادر عن البنتاجون "شنت الولايات المتحدة ضربات دفاعية دقيقة ضد مرافق تابعة لكتائب حزب الله عبر العراق".

وأضاف البيان أن "هذه المرافق تشمل مخازن الأسلحة التي تستخدم لاستهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف".

وأكد البيان أن الضربات "دفاعية، وهي رد مناسب ومباشر على التهديد الذي تشكله الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران".

وذكر التلفزيون العراقي الرسمي أن من بين المواقع التي طالتها الضربات الأمريكية، موقع في النجف، وثلاثة أماكن أخرى جنوبي العاصمة بغداد.

ويأتي البيان الأمريكي وسط تضارب بشأن المسؤول عن شن غارات جوية على الكتائب العسكرية المدعومة من إيران في شرقي سوريا مما أسفر عن مقتل 26 عراقيا من عناصر قوات مدعومة من إيران.

ونفت واشنطن شن ضربات ضد تلك الأهداف في سوريا ردا على هجوم معسكر التاجي. وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي في وقت سابق إن من المرجح أن تكون "ميليشيات شيعية تابعة لإيران قد أطلقت الصواريخ".

وأضاف "في حين ما زلنا نجري تحقيقاتنا، أشير هنا إلى أن كتائب حزب الله العراقية التي تقاتل بالوكالة عن إيران، هي المجموعة الوحيدة التي يعرف أنها قامت سابقاً بهجوم غير مباشر بهذا الحجم على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق".

وتتهم الولايات المتحدة مليشيات مدعوة من إيران بالقيام بـ 13 هجوماً مشابهاً على قواعد التحالف في العراق على مدى العام الماضي.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن بلاده "لن تتهاون في محاسبة المسؤولين".

هل يتحول العراق إلى ساحة مواجهة بين أمريكا وإيران؟

وأدى مقتل مدني أمريكي في إحدى تلك الهجمات في ديسمبر الماضي إلى إشعال موجة من العنف قادت الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف إلى إعطاء أمر باغتيال قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

ماذا حدث في معسكر التاجي؟

على مسافة نحو 15 كم شمالي العاصمة بغداد، تضم القاعدة العسكرية العراقية جنودا أجانب من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتتلخص مهمة هؤلاء الجنود في تدريب وتوجيه قوات الأمن العراقية.

وقال بيان للتحالف إنه وفي تمام الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء سقط حوالي 18 صاروخ كاتيوشا عيار 107 ملم على معسكر التاجي.

وقال الصحفي العراقي علي الدليمي، الذي التقط صورا للهجوم من منطقة قريبة، إنه سمع صرخات ذعر من القوات الأمريكية داخل المعسكر، وإنه شاهد أشخاصا يهرعون لإطفاء النيران.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الجندي البريطاني القتيل خدم في الفيلق الطبي بالجيش الملكي، وإن عائلته أُخبرت بنبأ وفاته وطالبت بإمهالها بعض الوقت قبل الإعلان عن تفاصيل الجنازة.

كيف كان رد الفعل على الهجوم؟

لم يكن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليقا فوريا، لكن في وقت لاحق ، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن "الرئيس ترامب أعطاني السلطة للقيام بما يجب علينا فعله".

وردا على سؤال حول ما إذا كان ذلك قد يشمل تنفيذ ضربات داخل إيران، أجاب: "لن أستبعد أي خيار من على الطاولة الآن، لكننا حالياً نركز على المجموعة، أو المجموعات، التي نعتقد أنها نفذت هذا (الهجوم) في العراق".

أما رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون فوصف الهجوم بالـ "مؤسف".

وأضاف جونسون "جنودنا رجالا ونساء يعملون يوميا بلا كلل لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة - وجودهم يجعلنا جميعا أكثر أمنا".

وأدان الرئيس العراقي برهم صالح ما وصفه بـ "هجوم إرهابي" استهدف "العراق وأمنه".

وطالب صالح بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين، وهو ما لاقى ترحيبا من وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قائلا: "نرحب بدعوة الرئيس العراقي إلى تحقيق عاجل لمحاسبة مرتكبي الهجوم - لكن يجب أن نرى فعلا".

لماذا يشهد العراق مواجهة أمريكية إيرانية؟

اشتدت التوترات بين الأمريكيين والإيرانيين العام الماضي، بعد أن استهدف مقاتلو الحشد الشعبي، والميليشيات المدعومة من إيران، مدنيين وعسكريين أمريكيين في سلسلة من الهجمات الصاروخية. كما كانت هناك ضربات جوية مجهولة استهدفت مواقع للميليشيات والمسؤولين الإيرانيين في العراق.

وفي أواخر ديسمبر ، أدى هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية إلى مقتل مقاول مدني أمريكي.

وألقت الولايات المتحدة باللوم على ميليشيا كتائب حزب الله العراقية، وهي جزء من قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية. وشنت واشنطن غارات جوية على قواعدها في غرب العراق وشرق سوريا خلفت 25 قتيلا على الأقل.

بعدها تعرضت سفارة الولايات المتحدة في بغداد لهجوم وحصار من جانب جموع عراقية مؤيدة للحشد الشعبي، وحذر الرئيس دونالد ترامب إيران من أنها "ستدفع ثمنا باهظا للغاية".

وفي الثالث من يناير، أمر ترامب بشن هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد أسفر عن مقتل سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ومهندس السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط، وكذلك أحد قادة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

وبعد خمسة أيام، أطلقت إيران صواريخ باليستية على قواعد عراقية تستضيف قوات أمريكية. ولم يسفر الهجوم عن مقتل أي قوات ولكن تم تشخيص أكثر من مئة شخص في وقت لاحق بارتجاج في المخ.

وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن الهجوم الصاروخي "صفعة على الوجه" للولايات المتحدة، وتعهّد بإنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة.

وثمة نحو خمسة آلاف جندي أمريكي ومئات الجنود من دول أخرى في العراق. ونُشرت كل هذه القوات بناء على طلب الحكومة العراقية، لكن البرلمان العراقي بعد مقتل سليماني مرّر مشروع قانون يطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: