إعلان

تناقضات وتضارب.. هل سقط ضحايا في الهجوم الإيراني على أمريكا؟

12:46 م الأربعاء 08 يناير 2020

الصواريخ الإيرانية التي سقطت في العراق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

يُخيّم التناقض والتضارب على تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين والعراقيين بشأن الهجوم الصاروخي الذي شنّه الحرس الثوري في وقت مبكر من صباح الأربعاء على قاعدتين أمريكيتين بالعراق، وذلك على صعيد أعداد الضحايا والصواريخ المُستخدمة في الهجوم.

استهدفت الصواريخ الإيرانية قاعدتيّ: "عين الأسد" الجوية بمحافظة الأنبار غربي العراق، والقاعدة العسكرية بمطار أربيل في إقليم كردستان العراق، حيث تتمركز قوات التحالف الدولي؛ لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، ومن بينها قوات أمريكية.

جاء ذلك بعد أيام من مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في غارة أمريكية قُرب مطار بغداد الدولي استهدفت موكبه الذي ضم نائب رئيس الحشد الشعبي الموالي لإيران أبومهدي المهندس، وتم تنفيذ العملية بأمر من الرئيس دونالد ترامب.

وغرّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر تويتر: "لقد اتّخذت إيران واستكملت إجراءات متكافئة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة من خلال استهداف القاعدة التي شنّت منها هجمات جبانة ضدّ مواطنينا وضباطنا رفيعي المستوى". وأضاف: "أننا لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب، لكنّنا سندافع عن أنفسنا ضدّ أيّ عدوان".

عدد الصواريخ

أعلنت العلاقات العامة لحرس الثورة الإيراني في بيان لها، فجر الأربعاء، دكّ قاعدتيّ "عين الأسد" و"أربيل" بـ"عشرات الصواريخ (أرض- أرض) الباليستية، دون الكشف عن عدد مُحدّد، وذلك ردًا على ما وصفته بـ"العمليات الإجرامية والإرهابية للقوات الأمريكية المعتدية؛ وثأرًا لقتل الفريق سليماني"، حسبما نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية.

ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" عن مصدر في استخبارات الحرس الثوري، قوله إن 15 صاروخًا أصاب قاعدة "عين الأسد"، دون أن يتم اعتراض أيٍ منها من قِبل أنظمة الرادار الأمريكية. ووفق المصدر الاستخباراتي، كانت الضربات الصاروخية شديدة لدرجة أن بعضها دمّر عدة أهداف حسّاسة في وقت واحد.

كما أفادت "تسنيم" المُقربة من الحرس الثوري، باستخدام صواريخ باليستية من طراز "فاتح" و"قيام"، التي يبلغ مداها 800 كيلو متر، خلال الهجوم.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، في بيان، إن أكثر من 12 صاروخًا أُطلِقوا على القاعدتين حوالي الساعة 5:30 مساء الثلاثاء (بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة)، مُشيرة إلى أنها بصدد تقييم الأضرار بشكل أوّلي ودرس سبل الرد.

وقدّر مسؤول أمريكي عدد الصواريخ الإيرانية بـ15، بينها 10 صواريخ سقطت على "عين الأسد"، وصاروخ آخر ضرب قاعدة مطار أربيل، فيما أخفقت الصواريخ الأربعة الأخرى في بلوغ أهدافها، حسبما نقلت شبكة "فوكس نيوز".

فيما أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية، في بيان، تعرّض العراق إلى قصف من الساعة 01:45 إلى الساعة 02:15 فجر اليوم الأربعاء، بـ"22 صاروخًا"، حسبما أوردت قناة "السومرية" نيوز العراقية.

وذكرت هيئة الإعلام المشتركة العراقية أن 17 صاروخًا سقطت على قاعدة "عين الأسد" وحدها، من بينها صاروخان لم ينفجرا في منطقة حيطان غرب مدينة هيت- على بُعد 40 كيلو مترا من عين الأسد، و6 صواريخ على مدينة أربيل، وفق "السومرية".

وقاعدة "عين الأسد" من أهم القواعد التي يتمركز بها الطائرات المُسيّرة والمروحيات والأمريكية. فيوجد فيها 4 آلاف جندي أمريكي. وتُعد ثاني كبرى القواعد الجوية في العراق بعد قاعدة "بلد" في صلاح الدين، شمال بغداد.

تضارب حول عدد الضحايا

وفي حين أعلنت إيران وقوع ما لا يقل عن 80 قتيلًا أمريكيًا جراء الهجوم، ووقوع "أضرار جسيمة لعدد من الطائرات بدون طيار والمروحيات"، حسبما نقلت وكالة أنباء "تسنيم" عن مصدر استخباراتي في الحرس الثوري وصفته بالمُطلع. نفى البنتاجون سقوط قتلى أمريكيين جراء الهجوم، مُعلنًا في بيان أن الضحايا يقتصرون حتى الآن على جنود عراقيين فقط دون تحديد رقم مُحدد.

كما نفت خلية الإعلام الأمني العراقية وقوع إصابات في صفوف القوات العراقية بعد الضربة الصاروخية الإيرانية.

وأكّدت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق عدم تسجيل أي خسائر جراء القصف الإيراني لقاعدة مطار أربيل. وكتبت في بيان: "لا توجد أي خسائر لا مادية ولا بشرية جراء القصف الإيراني على القاعدة الأمريكية في أربيل"، دون مزيد من التفاصيل، وفق قناة السومرية نيوز.

ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية عن مصدر وصفته بالمُطلع قوله إنه "لا عراقيين بين ضحايا الهجوم".

وقال مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون العامة جوناثان هوفمان في بيان: إن القاعدتين اللتين تعرضتا لهجوم كانتا في حالة تأهب قصوى؛ لوجود مؤشّرات تفيد بأنّ النظام الإيراني يخطّط لمهاجمة قواتنا ومصالحنا في المنطقة، بحسب قناة "الحرة".

وقلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أهمية الضربات، مُغردًا عبر تويتر: "كل شيء على ما يرام!..حتى الآن الأمور جيدة للغاية! لدينا الجيش الأكثر قوة والأفضل تجهيزا في العالم، وبفارق شاسع!..".

وأعلنت النرويج والدنمارك وألمانيا عدم وقوع إصابات بين جنودها جراء القصف. ويتمركز نحو 70 جنديًا نرويجيًا في قاعدة "عين الأسد"، مع وجود 130 جنديا دنماركيا ضمن التحالف الدولي الذي يقاتل داعش. ويوجد 115 جنديًا ألمانيا في أربيل.

ويُنتظر أن يلقي الرئيس ترامب الليلة خطابا، اليوم الأربعاء، بشأن الهجوم الإيراني، وفق مصادر في البيت الأبيض.

فيديو قد يعجبك: