إعلان

نيويوركر: هذه خطورة قتل قاسم سليماني

07:01 م السبت 04 يناير 2020

قاسم سليماني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت مجلة نيويوركر الأمريكية إن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إثر غارة أمريكية استهدفته الجمعة، أكبر ضربة يتلقاها النظام الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية قبل 40 عاما.

وأوضحت المجلة، على موقعها الإلكتروني، أن الشيء الوحيد المؤكد فيما يجري من أحداث حالية هو أن العالم يدخل مرحلة خطيرة، وأن النزاع بين البلدين قد يخرج عن السيطرة بسهولة.

ذكرت نيويوركر أن سليماني كان شخصية محورية في إيران ومعروفة على نحو واسع، ومنذ أواخر تسعينيات القرن الماضي بذل مجهودًا مُضنيًا كي يُعيد تشكيل الشرق الأوسط بما يحدث مصالح بلاده، وكان المُشرف الأساسي على الأعمال الخارجية ووكلاء طهران في العالم.

قال مسؤولون أمريكيون في الإدارات السابقة إن سليماني لم يكن يعيش في مكان تحت حراسة مُشددّة مثل أسامة بن لادن، وكان بإمكان الجيش الأمريكي قتله وقتما يشاء، ولكن الولايات المتحدة وجدت أنه من الأفضل ألا تستفز طهران إلى هذه الدرجة.

كان سليماني دبلوماسياً بارعاً، قالت نيويوركر إنه كان يتعامل مع الدبلوماسيين كما كان مع الجنود في الخطوط الأمامية بالحروب، وكذلك جمعته علاقات قوية ورابط وثيقة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

قال جون ماجوير، العميل الإستخباراتي الأمريكي والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن العثور على شخص في كفاءة سليماني ويتمتع بنفس القدر من المهارات سوف يكون صعبًا، وربما مستحيلا.

وتابع: "شخص مثل سليماني، ليس لدى إيران كثيرين مثله".

التقى ماجوير بالقائد العسكري الإيراني في بغداد في عام 2004، عندما حاول سياسيون عراقيون التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، لاحظ ماجوير وقتذاك إن سليماني شخصية ذات حضور قوي يشعر به الجميع.

لدى سليماني في العراق أربعة نواب ساعدوه على إدارة المليشيات الشيعية التي تتهمها واشنطن باقتحام السفارة الأمريكية، من بينهم أبو مهدي المهندس، القيادي البارز في حشد الشعبي العراقي، والذي قتل في نفس الغارة الأمريكية التي شنتها الولايات المتحدة أمس.

ذكرت نيويوركر أن كتائب حزب الله، التي أشرف سليماني على تنظيمها وتدريبها وتسليحها وتوجيهها، مسؤولة عن مقتل عشرات الأمريكيين في العراق.

تغيرت الأوضاع مع إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران ودول العالم في مايو 2017، من وقتها بدأت الاستفزازات الأمريكية لطهران، وتصاعدت حدة التوترات بين البلدين.

قالت المجلة إن ترامب زاد من اتساع الفجوة بين البلدين باصدار أوامر بقتل سليماني، كما أنه جعل الصراع أكثر خطورة، لاسيما وأنه قد يندلع في أي مكان بالشرق الأوسط.

لكن أين وكيف؟ قال ماجوير إن فيلق القدس لديه استراتيجيتين رئيستين في الصراعات وهما احتجاز رهائن، أو تفجير الشاحنات، مُشيرًا إلى أن الأمريكيين مُحصنيين جيدًا في العراق، وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، والوجود العسكري الأمريكي في العراق قوي للغاية، وهو ما قد يدفع الإيرانيون إلى الرد على الولايات المتحدة في مكان آخر.

استبعد العميل السابق في الاستخبارات الأمريكية، أن ترد إيران على الولايات المتحدة فورًا، وقال: "ربما لا ترد على الإطلاق بسبب صدمتها العميقة لفقدان سليماني".

وتابع: "أنها ضربة قوية للنظام الإيراني، ربما تكون الأقوى، وإذا قررت طهران الانتقام فسوف ترد عليها الولايات المتحدة، وهكذا تبدأ الحرب".

توعد إسماعيل قاآني، خليفة سليماني والقائد الجديد لـ"فيلق القدس" الإيراني، الولايات المتحدة، وقال في أول تصريح له بعد تعيينه: "اصبروا قليلا وسترون بأم أعينكم بقايا جثث الشيطان الأكبر في الشرق الأوسط"، في إشارة إلى الأمريكيين.

كرر الرئيس الأمريكي، أمس الجمعة، تأكيده أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب مع إيران أو تغيير نظامها، إلا أن إدارة ترامب حاولت منذ توليه الرئاسة تغيير سياسات النظام الملالي، وإجباره على القيام ببعض الأمور، من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات اقتصادية شلّت النظام.

وذكرت نيويوركر أن المُتشددين في إدارة ترامب راهنوا على استطاعتهم على إسقاط النظام، ومع قتل سليماني فإنهم بذلك نقلوا المعركة مباشرة إلى قادتها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان