إعلان

الجارديان: الجزائر بين "ضبابية" ليبيا و"إلهام" تونس

09:19 م الأربعاء 03 أبريل 2019

مظاهرات الجزائر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، الأربعاء، في افتتاحيتها إن حمامات الدماء والاضطرابات والقمع الذين ظهروا بعد ما عُرف بالربيع العربي، ليس ببعيدة عن عقول الجزائريين.

وأضافت أن الجارة تونس التي بدأت فيها مظاهرات الربيع العربي عام 2011، ربما تكون مصدر إلهام. لكنها أشارت إلى أن هناك خوف من التحول إلى الضبابية كما حدث في سوريا وليبيا.

وتشهد ليبيا وسوريا حربًا أهلية طاحنة راحت فيها مئات الآلاف من الأرواح، في وقت وصلت فيه جماعة الإخوان المسلمين التي باتت مصنفة كجماعة إرهابية، إلى الحكم قبل أن يتظاهر ملايين المصريين ويطيحون بها في ثورة 30 يونيو التي دعمتها القوات المسلحة.

وذكرت افتتاحية الجارديان أن مشاهد السعادة في شوارع الجزائر بالأمس بعد استقالة بوتفليقة، أعادت إلى الأذهان احتفالات شهدتها بلدان في المنطقة منذ 8 سنوات.

وتابعت أن سلسلة من المظاهرات اندلعت في بلدان شابة وأسفرت عن رحيل رؤساء كبار في السن حكموا لسنوات طويلة.

وقدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (82 عامًا) استقالته للمجلس الدستوري في البلاد، بعد أسابيع من المظاهرات التي خرجت احتجاجا على إعلانه الترشح لولاية خامسة، على الرغم من التقارير التي تشير إلى مرضه الشديد الذي قد يصل إلى عدم قدرته على الكلام.

كما يبقى أيضًا في ذاكرة الجزائريين، بحسب الجارديان، أحداث انهيار "الديمقراطية التي لم تعش طويلا" في نهاية الثمانينيات، والتي انتهت بإلغاء الجيش للانتخابات بعد فوز الإسلاميين، وتبع ذلك ما أطلق عليه "العشرية السوداء" التي شهدت معارك بين الإسلاميين والحكومة راح ضحيتها حوالي 200 ألف شخص.

حافظ الجزائريون على سلمية الحراك على مدار الأسابيع الماضية، وحملت مظاهراتهم اسم "ثورة الابتسامة". وذكرت الجارديان أن ذلك ربما طريقة من أجل التعبير عن احترامهم للسلطات الأمنية والجيش، لكن تواجد الأسر التي تشارك بالمظاهرات يدل على درجة الثقة في سلميتهم في الشوارع.

نجاح المتظاهرين في الإطاحة ببوتفليقة يعود بشكل كبير إلى قدرتهم على الاتحاد حول مطالب التغيير، بحسب الجارديان.

وعلى الرغم من استقالة بوتفليقة، إلا أن المطالب في الشارع أكبر من ذلك وهو تغيير النظام بالكامل، وترى الافتتاحية أن تحقيق هذا المطلب هو أكثر صعوبة.

لا يجد المحتجون في الشارع أي سبب للثقة في رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح (76 عاما) والمقرب من بوتفليقة، والذي من المتوقع وفقًا للدستور أن يمارس مهام الرئيس بشكل مؤقت. ومن أجل إيجاد حل أو مسار بديل لذلك، هناك صعوبة كبيرة لتحقيق ذلك.

ربما يدرك المتظاهرون في الجزائر أكثر من أي متابع آخر العقبات والمخاطر المحتملة، لكن بخروجهم بمئات الآلاف في الشوارع وجهوا رسالة لتذكير "المستبدين" بأن مواطنيهم يتوقعون الأفضل، ولن يقبلوا بـ"الاستقرار" فقط.

واختتمت الجارديان الافتتاحية بأن المتظاهرين وجهوا رسالة قوية لحكامهم أيضًا بأن "السلطة الحقيقة هي سلطة الشعب، وأن "إرث الربيع العربي لم ينته بعد".

فيديو قد يعجبك: